شمسُ الغروب في الجنوب المنهوب.
ندى عوبلي
سياسةٌ قذرةٌ ومقيتة فُرضت علينا في الجنوب منذ قيام اتفاقية دولة الوحدة اليمنية على خُطى الوحدة العربية بدوافع وطنية قومية محضة تجرّع الجنوب أرضاً وإنساناً ويلات لا أول لها ولا آخر.
وكانت تداعيات الورطة اليمنية مدمِّرة للغاية للجنوب في كلِّ مفاصله السياسية الاقتصادية الاجتماعية الدينية لم تبقي ولم تذر أرضاً وشعباً ومقدرات وتقاسم الخُبرة كل خيرات الجنوب وأراضيه وبحاره وديانه وجباله ومن نضالات جنوبنا الأبي خُضنا مقاومة شرسة مع قوى الضلال والغطرسة والطغاة الفاسدين منذ العام ١٩٩٤ بعد صدمتنا لأربعة أعوام عِجاف عملت من خلالها سلطة الورطة (الوحدة) في قتل واستهداف الجنوبيين في الأمن والجيش والقيادات السياسية الجنوبية وخرج عفاشهم يقول مبرِّراً أفعاله وأتباعه من المؤتمر والإصلاح أنها ثأرات استهدفت قيادات جنوبية !!! تمت المطالبة بالقبض على المجرمين القتلة رفض بكل بجاحة السيطرة على أمن وسلام المنطقه أضف للتفجيرات والفوضى المفتعلة عبر بوابة سلطة الورطة اليمنية.
نتج عنها رفض الجنوب كافة الورطة اليمنية والمطالبة بفك الارتباط عن وثيقة الوحدة والتي نتائجها بحربين مدمِّرتين للجنوب صيف ١٩٩٤م والتي استمرت شهرين انتصر الشمال فيها
وحرب ٢٠١٥ والتي لازالت رحاها حتى اليوم منذ ثمانية أعوام للحرب ولا شيء تغيّر في نتائجها غير زيادة الفساد في كل مفاصل الدولة ولا من قيادة حكيمة، انتقل المواطن من اتفاقيات الرياض الأولى والثانية وما انبثق عنها من تشكيل قيادة مجلس رئاسي مؤقت لتسيير خدمات المناطق المحرّرة ومواجهة صلف الحوثي ثمانية أعوام ونيف ولا شئ ظهر على الواقع يرفع من أمل العامة من الشعب بنتائج مهام هذه السلطة المشكّلة من الرياض، بل زادت المشكلات واتّسع مجالها وكأنها بيد محرِّك يحرِّكُها كيفما شاء ووقت ما شاء زادت الطين بله ومن اسوأ إلى أسوأ وأصوات الناس بلغت عنان السماء ومجلس القيادة الرئاسي في المعاشيق أصمّ أعمى أبكم كل همِّه فقط الحسابات الشخصية بالبنوك وإذرار الدخل لهم لتجارتهم وأولادهم على حساب الشعب المغلوب فما الجدوى من مجلس رئاسي، هل فقط للإجهاز على ما تبقى من ثروات وجمارك وضرائب الجنوب وأخذ نصيب الأسد من كل قوى السلطة، والشعب المغلوب يموت جوعاً وفاقة ومرض بلا خدمات فالوطن مكلوم بقيادته التي فُرضت عليه من دول التحالف والرياض بشكل خاص.
لقد زرعتم في بلدنا الفوضى والنزاعات والشِقاق والفشل في قيادة البلد لبر الأمان فمن كان هو المشكلة لن يكون جزءا من الحل إطلاقاً، هوامير المال العام هل سيدافعون عن الملكية العامة للشعب ؟!! أكيد لا ولن يكون هذا .. فمن ساهم بقتل الشعب أو حشد مقاتلين ضد الشعب خوفاً على استثماراته التجارية وسقط بسببه آلاف الجرحى والشهداء هل سيعنيه أمر ومصلحة الأمة ؟!! .
من الأخير أن المجلس الرئاسي تأسيس لمجلس يحمي الفساد والفاسدين أُعطيت له الصلاحية من الرياض ودول التحالف ليزداد نهباً للثروة وإذعاناً لقهر هذا الشعب المغوار وتركيعاً له بإفقاره وإثبات عجزه لمواجهة الحياة بعزة وكرامة وتحقيق النصر الاقتصادي والسياسي بالخبث السياسي بعد هزيمتهم عسكرياً بالمواجهات المسلحة التي لا يجيدها إلا الرجال فقط.
ستغرب شمسكم قريباً لا محالة فشعب الجنوب حر أبي لن يصمت على شهواتكم المادية ونهبكم وهو يرى وبه عرق ينبض.
إن مجلس القيادة الرئاسي
لا خير فيه نرجوا ، وهو صُنع فقط لتحقيق مكاسب للمهزومين وتمكينهم من أعناق الأحرار جنوباً ليس إلّا.