تعرف على ولاية عبدالرحمن بن جحدم الفهرى على مصر..؟

النقابي الجنوبي / متابعات قصص روايات
بعد وفاة الخليفة الأموي يزيد بن معاوية قام عبدالله بن الزبير الأسدى بالدعوة لنفسه بالخلافة فقام حينها بعض أهل مصر بإظهار دعوة ابن الزبير فيها وأرسلوا وفدا منهم إليه يطلبون منه إرسال والى على مصر من قبله لضم مصر تحت خلافته فأرسل إليهم عبدالرحمن بن جحدم الفهرى
وما أن عاد هذا الوفد إلى مصر وفيهم حوشب بن يزيد و أبوالورد حجر بن عمرو وغيرهم قاموا بعزل سعيد بن يزيد الأزدى والى مصر المعين من قبل الأمويين وجعلوا على مصر عبدالرحمن بن جحدم واليا عليهم من قبل ابن الزبير
فلما تولاها ابن جحدم دخلها فى شهر شعبان سنة 64 من الهجرة وقام بتعيين عابس بن سعيد المرادى على الشرطة و القضاء
وقد بايع أهل مصر لابن جحدم على غل فى قلوب البعض من شيعة بنى أمية فى مصر والذين كان من بينهم كريب بن أبرهة الأصبحى و مقسم بن بجرة التجيبى و زياد بن حناطة التجيبى و عابس بن سعيد المرادى
وبينما هم في ذلك بلغهم خبر بيعة مروان بن الحكم الأموي بالشام في ذى القعدة سنة 64 من الهجرة فكاتبه الذين من شيعة الدولة الأموية في مصر بالقدوم إليها وضمها مرة أخرى للدولة الأموية
فسار مروان إلى مصر ومعه خالد بن يزيد بن معاوية الأموي و عمرو بن سعيد بن العاص الأموي و عبدالرحمن بن الحكم الأموي و زفر بن الحارث الكلابى و حسان بن بحدل الكلبى و مالك بن هبيرة السكونى فى اشراف كثر كما بعث ابنه عبدالعزيز بن مروان في جيش إلى آيلة راجيا أن يدخل مصر من تلك الناحية
فلما علم والى مصر عبدالرحمن بن جحدم بذلك اجمع على حرب مروان بن الحكم فأشار عليه الجند بحفر خندق يخندق به على الفسطاط فأمر بحفره فتم حفره فى شهر واحد وقد قال في ذلك ابن أبى زمزمة الخشنى

وما الجد إلا جد ابن جحدم
وما العزم إلا عزمه يوم خندق
ثلاثون ألفا هم اثاروا ترابه
وخدوه فى شهر حديث مصدق
كما بعث ابن جحدم بمراكب لقتال أهل الشام عليها الأكدر بن حمام اللخمى وأرسل بعثا فى البر عليهم السائب بن هشام بن كنانة العامرى وبعث جيشا اخر عليهم زهير بن قيس البلوى
فأما جيش السائب بن هشام فإن روح بن زنباع أخبر مروان أن السائب له ابن مسترضع بفلسطين فأخذه مروان فلما التقوا للقتال أبرز مروان الصبى وقال أتعرف هذا يا سائب
قال هذا ابنى – فقال مروان نعم فوالله لئن لم ترجع عودك على بدئك لأرمينك برأسه
فرجع السائب بجيشه ولم يقاتل
وأما المراكب التى أرسلها ابن جحدم لقتال أهل الشام فقد نزل عليها عاصف فغرقها وغرق بعضها ونجا أميرها الأكدر وعاد إلى الفسطاط
وأما جيش زهير بن قيس البلوى فقد لقى جيش عبدالعزيز بن مروان ببصاق على سطح عقبة آيلة وتقاتلوا فانهزم زهير فقال زهير حينها إلى عبدالعزيز بن مروان
منعت بصاقا و البطاح فلم ترم
بطاحك لما أن حميت ذمارك
فسرت الألى ولوا عن الأمر بعدما
أرادوا عليه فاعلمن اقتسارك
ثم سار مروان بن الحكم حتى نزل عين شمس فخرج له والى مصر ابن جحدم فى شيعته من أهل مصر فتحاربوا يوما أو يومين ثم رجعوا إلى خندقهم وصفوا عليه فكانت تلك الأيام تسمى ايام الخندق و التراويح لأن أهل مصر كانوا يقاتلون نوبا يخرج هؤلاء ثم يرجعون ثم يخرج غيرهم
ويذكر أنه حينها قد استحر القتل فى المعافر كما قتل الكثير من أهل القبائل من أهل مصر وكثير من أهل الشام أيضا وقد قال حينها عبدالرحمن بن الحكم
ألا هل أتاها على نأيها نبأ التراويح والخندق
بلغنا بفيلق يغشى الظراب بعيد السمو لمن يرتقي
وجاشت بنا الأرض من نحوهم بحى تجيب ومن غافق
وأحياء مذحج و الأشعرين وحمير كاللهب المحرق
وسدت معافر أفق البلاد بمرعد جيش لها مبرق
ونادى الكفاة ألا فابرزوا فحتام حتى ولا نلتقي
فلو كنت رملة شاهدته تمنيت أنك لم تخلقى
وبعد العديد من المعارك قام كريب بن أبرهة و عابس بن سعيد و زياد بن حناطة و عبدالرحمن بن موهب المعافرى قاموا فى الصلح بين أهل مصر وبين مروان على أن لا يحاسب واليها ابن جحدم على أمر جرى على يديه ويدفع إليه مالا و كسوة فأجاب مروان إلى ذلك وكتب لهم بيده كتابا يؤمنهم على جميع ما أحدثوه
ليدخل بعد ذلك الخليفة الأموي مروان بن الحكم إلى مصر ويضمها مرة أخرى للدولة الأموية بعد أن أخرج عنها واليها السابق عبدالرحمن بن جحدم الفهرى وكان هذا فى جمادى الأولى سنة 65 من الهجرة
وبذلك تكون ولاية عبدالرحمن بن جحدم الفهرى على مصر منذ أن دخلها حتى أخرجه مروان منها تسعة أشهر فقط
مصادر
الولاة والقضاة
النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة
موسوعة ويكيبيديا