الكاتب والصحفي الجنوبي خالد سلمان يكتب “الحوثي يراكم الخصومات”

بقلم/ خالد سلمان
جازان تدخل على خط بنك أهداف الحوثي ، بضرب سفينة في مياهها البحرية على بعد ٩٠ ميلاً غرباً ، بهدف ممارسة المزيد من الضغط على السعودية ، وإجبارها على البقاء بعيداً وخارج أي أفكار ربما تنضج، لتشكيل قوة من الدول المطلة عليه لحماية البحر الأحمر ، وهي أفكار تعززت أكثر بعد حديث الرئيس المصري عن النزف الذي لا تحتمله المالية العامة ، لمصادر مصر من النقد الأجتبي ، بوصول الخسائر إلى النصف ،وعجز الدولة المصرية الإلتزام بتعاقدات الخارجية نتيجة لتعطيل قناة السويس.
ضرب جازان في السعودية رغبة حوثية لتوسيع نطاق الحرب، أو بمعنى أدق إستبدالها من حرب مع الإمريكان هو فيها الأضعف ، إلى حرب مع السعودية توفر للحوثي فرصة الإضرار بالمصالح الإمريكية ، بحرب مع الداخل والجوار ، بديلة عن الصراع المباشر المُكلف مع العسكرية الأمريكية.
قصف سفينة بجازان قطعاَ ستفرض على صانع القرار السعودي إعادة قراءة المشهد ، والبحث عن مقاربة جديدة لفهم أبعاد هذا القصف ، وما إذا كان من المفيد إستمرار الرياض التعاطي مع الحوثي كطرف سلام لا جماعة إرهاب، أم أن ذات السياسة المهادنة المتماهية مع الحوثي ستستمر ، على أمل أن تنجح عملية إحتواءه وتحييد قوته ، وإبقاء صواريخه خارج المدن الصناعية والنفطية والسياحية الكبرى .
ليس إعتباطاً إختيار هذه المنطقة وجهة لصواريخ الحوثي ، إنها رسائل للسعودية عنوانها نستطيع أن نضرب إين نشاء ، وأن نصل إلى مدينة نيوم الإستثمار السعودي العملاق ومابعدها ، متى ما أردنا ذلك ، ومتى ما دخلت السعودية في تحالفات أو منحت أراضيها منصات إنطلاق تؤثر على قدرات الحوثي التسليحية.
من مصر إلى كل الدول المطلة على البحر الأحمر، ومن الصين المتضرر الأبرز في تجارته بين أسيا واوروبا، يراكم الحوثي الخصومات، ووسط هذا النبذ الدولي ستُجفّف موارد تمويله ، وستُضرب بنيته العسكرية التحتية ، ستنفد فرص صموده وسيخسر.