المعلم .. لسان حاله يقول ارحمونا فضيلة ..!
كتب / ناصر التميمي
بالتعليم تنهض الأمم وتتقدم من واقع إلى واقع آخر ،وكل الشعوب والحضارات القديم التي بلغت مستويات متقدمة في ذلك الوقت كله بفضل الإهتمام بالتعليم وعلى سبيل المثال لا الحصر الحضارة العربية الإسلامية قبل قرون من الزمان استطاعت أن تتقدم في كل المجالات العلمية والثقافية والإجتماعية، والطب والهندسة، ومختلف العلوم بسبب اهتمامهم بالتعليم .
وهناك دول كثيرة كانت تعيش في ظروف صعبة جدا ،وعندما اهتمت حكوماتها بالتعليم اين هي اليوم مثل ماليزيا واليابان وسنغافورة والصين وغيرها من الشعوب التي أصبحت في مكان تحسد عليه ،ففي عهد دولة الجنوب السابقة كان التعليم فيها يحظى بالدعم الكبير اللامحدود ونتيجة لذلك كان المعلم له هيبته واحترامه وتعطى له كل الحقوق التي افتقدناها اليوم في ظل وضع اللا دولة الذي نعيشه في الوقت الراهن ،وتم القضاء على الأمية التي كانت منتشرة بشكل مخيف جدا في فترة وجيزة وهذا بإعتراف منظمة اليونسكو في عام 1982م .
ونتيجة للوضع المزي الذي تعيشه بسبب سياسة التجويع الممنهج والعقاب الجماعي من قبل القوى اليمنية بمختلف مسمياتها والتي بيدها القرار السياسي الاقتصادي ،والتي لا تريد لشعب الجنوب الخير ،هي السبب في تجويع وإذلال المعلم مربي الأجيال وباني الأمم الذي سلبت حقوقه ولم تعطى له على مدى سنوات من قبل كل الحكومات الفاسدة التي تعاقبت على الحكم منذ 2015م الى اليوم أكثر من ثمان سنوات منذ اندلاع الحرب والمعلمين يطالبون الجهات المسئولة بإطلاق حقوقهم التي سلبت من بين أفواههم في وضح النهار خرجوا في احتجاجات عمت مختلف المحافظات الجنوبية ونفذوا الكثير من الإضرابات ،الا أن الحكومة لم تستجب لهم وصمت آذانها،يعني كما يقول المثل مغني عند صقع .
والله شي مؤلم جدا أن نرى المعلم في هذه الحالة ويعيش في وضع مزري في ظل تدهور حياة المعلم المعيشية حتى أنه أصبح عاجز عن توفير كسرة خبز لأولاده ،بينما وزراءنا عائشين في النعيم ويتجولون من دولة إلى أخرى ومن فندق إلى آخر وتركوا موظفي الدولة لاسيما المعلم الذي يترنح بين مطرقة الحكومة وسندان الجوع ،اي زمان هذا يهان في المعلم ويسمو فيه الفاسد ويكرم بمناصب عليا في مؤسسات الدولة ،والمعلم الغلبان يبحث عن راتبه الفتات بين أروقة الحكومة ودهاليزها المظلمة التي تحولت إلى مراعي خصبة للفاسدين والمفسدين الذين يتقاضون رواتب مغرية بالعملات الأجنبية يافضيحتاه !! ،أما أنت أيها المعلم الصابر والرابط على بطنك بحبل المعاناة ،لم يعد هناك أي مسئول ينظر اليك ياجماعة أيش الحاصل في هذه البلاد فهمونا !! اعتقد أن عقارب الساعة تسير بإتجاه معاكس.
المعلم اليوم لا يطالب الا بحقوقه التي هضمت واغتصبتها حكومة الغاب، ليس هذا فحسب بل حتى الراتب لم يات في وقته المناسب حتى وإن وجد فإنه لا يساوي قيمة قطمة سكر يا للعار..! من هذه الحكومة التي باتت لا تراعي هموم المعلم وتركته فريسة سهلة لشبح الجوع المتوحش الذي ابتلع المعلم المغلوب على أمره و عجز عن مواجهة هذا المتوحش الذي أسمه الجوع الذي وصل إلى بيت كل معلم شريف في هذا الوطن المسلوب الذي بات ملئ بالوحوش المفترسة التي تنتشر في كل مكان طبعا ترك المعلم بين أنياب المعاناة دون أن تلتفت إليه الحكومة، حتما فإن ذلك سينعكس على التعليم نفسه ومستقبل الأجيال القادمة التي تعاني اليوم من التجهيل المتعمد من الحكومة التي ذهبت وادي آخر وتركت المعلم وحيد في وادي آخر لا به ماء، ولازرع ،ولا حجر ،ولا تراب، ولا هواء ،سوى شبح الجوع أمامه يلاحقه من ضفة إلى الأخرى ولسان حاله يقول . .شربة ماء ياحبايب ارحمونا فضيلة ….!!!