أميركا تقترب من تصنيف “الإخوان” جماعة إرهابية رسميًا

النقابي الجنوبي / خاص
تشهد دوائر صنع القرار في واشنطن حراكًا متصاعدًا نحو تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، في خطوة يُتوقع أن تُحدث نقلة كبيرة في السياسة الأميركية تجاه الجماعة، لا سيما في ظل الدعم العربي الواسع لهذه الخطوة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة واشنطن فري بيكون.
وبحسب مصادر برلمانية أميركية، فإن الجهود الأخيرة لا تقتصر على مواقف فردية بل تستند إلى دعم من مشرعين بارزين ومسؤولين سابقين في الإدارة الأميركية، خاصة بعد الزيارة الأخيرة للرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، والتي أفضت إلى تعزيز التعاون مع دول الخليج في ملف مكافحة التطرف.
وكشفت الصحيفة عن أن معهد دراسة معاداة السامية العالمية والسياسات نظّم إحاطة مغلقة لموظفي الكونغرس الشهر الماضي، ركزت على “وضع استراتيجيات لحظر التهديد المتزايد لجماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة”، وهو ما وصفته المجموعة في بيان صحفي بأنه تطور نوعي في جهود الحد من نفوذ الجماعة.
وتُصنّف جماعة الإخوان المسلمين بالفعل كمنظمة إرهابية في عدد من الدول العربية، أبرزها السعودية، الإمارات، مصر، البحرين، وسوريا، لكن الولايات المتحدة لم تُقدِم حتى الآن على هذه الخطوة رغم محاولات متعددة خلال العقد الماضي، لا سيما خلال ولاية ترامب الأولى.
مصادر مطلعة أشارت إلى أن ثمة مسارات قانونية مختلفة يمكن للكونغرس استخدامها لتصنيف الجماعة كإرهابية، بما في ذلك إدراجها ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية أو قائمة المنظمات الإرهابية المحددة خصيصًا، وكلاهما يفرض عقوبات مالية وتجميدًا لأصول الجماعة وأذرعها المختلفة.
وقال مصدر جمهوري رفيع في الكونغرس، له صلة وثيقة بقضايا مكافحة الإرهاب:
“هناك عدة طرق قانونية لتصنيف الجماعات كمنظمات إرهابية، والزخم يتزايد داخل الكونغرس، خاصة بعد زيارة ترامب الناجحة إلى الشرق الأوسط حيث استمع مباشرة إلى حلفائنا الذين يعتبر معظمهم جماعة الإخوان تهديدًا إرهابيًا واضحًا”.
الدعم العربي لهذه الخطوة لم يقتصر على اللقاءات الدبلوماسية، بل ظهر في مواقف رسمية نقلتها الصحيفة عن مسؤول عربي بارز قال فيها:
“أي دولة في الشرق الأوسط صنفت جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية سترحب باتخاذ الولايات المتحدة إجراءً مماثلًا”.
السيناتور الجمهوري تيد كروز، المعروف بموقفه المتشدد من الجماعة، جدد دعوته لتصنيفها، معتبرًا أن الوقت قد حان للتحرك الجاد. وقال:
“تستخدم جماعة الإخوان المسلمين العنف السياسي لتحقيق غايات سياسية، وهي تشكّل تهديدًا مباشرًا لحلفاء أميركا وللأمن القومي الأميركي”.
وأشار كروز إلى أن الجماعة استغلت فترة إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن لتعزيز وجودها، لكنه شدد على أن الوضع تغيّر الآن مع عودة ترامب وبروز أغلبية جمهورية في الكونغرس، ما يفتح الباب واسعًا أمام تنفيذ القرار.
من جانبها، دعت النائبة الجمهورية آشلي هينسون، وهي عضو في اللجنة الفرعية للأمن الداخلي بمجلس النواب، إلى التحرك العاجل، وقالت:
“يجب تصنيف جماعة الإخوان المسلمين – أو أي منظمة إرهابية أخرى – على هذا النحو. أنا ممتنة لإدارة ترامب لدفاعها عن الولايات المتحدة من خصومها، وهو أمر لم تُعطه إدارة بايدن أي أولوية”.
وتابعت:
“لقد عاد مبدأ السلام من خلال القوة إلى البيت الأبيض، وعلينا أن نستمر في إظهار الردع لمن يسعى إلى زعزعة أمننا”.
تجدر الإشارة إلى أن ملف تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية لطالما كان محل شد وجذب داخل الولايات المتحدة، نظرًا لحساسيته السياسية وانعكاساته القانونية والدبلوماسية، إلا أن السياق الحالي – المتمثل في الدعم الجمهوري المتنامي والتأييد العربي الصريح – قد يجعل من هذا المسعى أكثر واقعية من أي وقت مضى.