قضية شعب الجنوب على رأس أولوية المفاوضات اليمنية وبضوء أخضر (دولي)

النقابي الجنوبي/خاص.
أكد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب مجلس القيادة الرئاسي، خلال المقابلة التي أجرتها معه قناة BBC News “عربي”، أن قضية شعب الجنوب هي أولويات المفاوضات اليمنية القادمة.
وتحدث الرئيس عيدروس الزُبيدي في المقابلة، عن خيار وتطلع شعب الجنوب المتمثل بإستعادة دولته وكافة حقوقه المشروعة، مشيراً إلى هدف المجلس الانتقالي الذي يمثل إرادة شعب، وسعيه في استعادة دولته التي سلبت منه، وأن وجوده في مجلس القيادة الرئاسي بإسم الجنوب وشعبه، ومشدداً على عدم تواجده في المجلس بإسم أي قضية أخرى.
وبيّن الرئيس الزُبيدي، الترابط والعلاقة الوطيدة مع المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وموضحاً مواقف الأشقاء في السعودية من الشأن اليمني الداخلي، واحترامهم لإرادة شعب الجنوب، مضيفاً بأن شعب الجنوب هو من سيقرر مصيره، ومشيداً بالأنظمة والقوانين التي سنتها الأمم المتحدة التي تحترم إرادة الشعوب.
وأبدى الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، ترحيبه بأي كيان جنوبي يدعو إلى الجنوب وإستعادة دولته، ومساندته للكيان الذي يطالب بعودة الجنوب إلى أهله وشعبه.
– انتصارات سياسية ودبلوماسية :
منذُ أن تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي في 11مايو/أيار 2017 بطلب وتفويض شعب الجنوب ليكون سفيراً ومفاوضاً للقضية الجنوبية على مستوى الصعيد الاقليمي والدولي لحل الأزمة اليمنية شاركت قيادة المجلس الانتقالي برئاسة سيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي عدة مشاورات ولقاءات اقليمية ودولية أستطاعت أن توصل صوت الشعب الجنوبي إلى كافة بقاع العالم المطالب بفك الأرتباط عن صنعاء وإستعادة دولته كاملة السيادة بحدود ما قبل 1990.
الرئيس الزُبيدي شارك بأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي عقدت دورتها 78 في مدينة نيويورك حيث قدم شرحاً مفصلاً عن القضية الجنوبية أثناء لقاءه بصناع القرار الاقليمي والدولي معاً داعياً الأمم المتحدة إلى تفعيل القرارات رقم 931، 924 الخاصة بالحرب الضالمة على الجنوب صيف 1994.
لعب المجلس الانتقالي الجنوبي دوراً أساسياً جوهرياً محققاً إنتصارات سياسية ودبلوماسية للقضية الجنوبية رغم المؤامرات التي تحاك وتنسج ضد تطلعات الشعب الجنوبي من قبل عصابة الأخوان المتمثلة بحزب التجمع اليمني للإصلاح وحلفاءهم السياسيين من كافة شرائح الاحزاب اليمنية والجماعات الارهابية الموالية لهم.
وبعد مسيرة نضال طويلة مر بها الشعب الجنوبي عبر محطات ثورية نضالية في شتىء المجالات منذُ انطلاق ثورته المباركة مطلع 2007، ورغم التحديات والتهديدات والقمع والقتل والتنكيل وتسريح الجنوبيين من وظائفهم ونهب وسلب مستحقاتهم ومعاملتهم بمعاملة المنتصر بعد اجتياح العاصمة عدن عسكرياً حرب صيف 94 من قبل نظام صنعاء إلا أنّ أستطاع المجلس الإنتقالي اليوم بفضل الله ثمَ القيادة السياسية ممثلة بسيادة الرئيس عيدروس بن قاسم بن عبدالعزيز رئيس المجلس أن يسمع صوت الشعب الجنوبي للعالم بإسره.
حقاً صوت الشعب الجنوبي اليوم يصدح من على أدراج مقر الأمم المتحدة من جديد بعد انقطاع لأكثر من ثلاثة عقود ونيف وهذا يعد انجاز سياسي عظيم بعد تكتيم وتعتيم وتحريف عن الهدف السامي للقضية الجنوبية.
اليوم صناع القرار يسمع مباشرة ومن مقرهم مطالب الشعب الجنوبي بفك ارتباط صنعاء عن عدن وعودة دولتين متجاورتين كلا منهم كاملة السيادة على اراضيها.
– تحركات الرئيس تُرعب الأعداء :
أرعبت تحركات الرئيس الزُبيدي كافة الأعداء المحلية والدولية والاقليمية ففي، استشهد 4 جنود من قوات دفاع شبوة، وأصيب 3 آخرون في انفجار استهدف سيارة في منطقة «المصينعة» وأفادت مصادر عسكرية (الأحد)، بأن عبوة ناسفة استهدفت سيارة إسعاف عسكرية كان على متنها جنود من قوات دفاع شبوة، في بلدة المصينعة بمديرية الصعيد، وأسفر عن استشهاد 4 وإصابة 3 آخرين واتهمت دفاع شبوة تنظيم «القاعدة» الإرهابي بالوقوف وراء هذه العملية الإجرامية، مؤكدة أن الضربات المتتالية التي يتلقاها التنظيم دفعته إلى تنفيذه ضربات انتقامية بحق قوات دفاع شبوة ومؤكدة انها سترد وبشدة.
أما في العاصمة عدن، فقد سُمع دوي انفجار عنيف في مديرية دار سعد، واتضح لاحقا انه عبارة عن عبوة ناسفة وضعت بالقرب من خط الكمسري بجانب الخط لاستهداف قيادي.
وحتى محافظة أبين حاول الأعداء استغلالها فقد شهدت اشتباكات نتج عنها تطهير القوات المسلحة الجنوبية معسكر لتنظيم القاعدة في وادي الرفض بمديرية مودية من العناصر الارهابية. وبحسب مصادر فقد أرتفع عدد الشهداء في أبين إلى خمسة وعدد من الجرحى من ابطال القوات المسلحة الجنوبية.
– كيف تحققت هذه الانتصارات الدبلوماسية؟
نجاحات دبلوماسية كبيرة حققها المجلس الانتقالي الجنوبي في اطار تدويل القضية الجنوبية وطرحها على طاولات الشركاء الفاعلين في المنطقة والعالم كقضية شعب ودولة تعرضت للاحتلال وتطالب باستعادة الدولة.
وما كان لهذه النجاحات الدبلوماسية ان تتحقق لولا النجاحات العسكرية والامنية التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في مواجهة الارهاب وميليشيات الحوثي خلال السنوات الماضية.
من جانب آخر، المجلس الانتقالي تمكن خلال الفترة الماضية من تحقيق نجاحات كبيرة بإيصال قضية شعب الجنوب بمفهومها للعالم
كاسراً بهذه الحنكة السياسية كل محاولات الاحتلال اليمني.
خطوات وتحركات المجلس أرعبت الخصوم الذين يحاولون مرة تلو أخرى بفرض الحصار السياسي والاعلامي على قضية شعب الجنوب ومحاولات تزوير ارادته وحقه في إستعادة دولته.
– ضوء أخضر :
كشفت الأحداث المتسارعة، وأكدت أن الجنوب يحظى بضوء أخضر عالمي ما أدى مؤخرا للمملكة العربية السعودية بتغيير موقفها تجاه الجنوب فعندما حاولت أن تمد يدها للسلام مع الحوثي، بادر الحوثي سريعاً بغدرها وشن جريمة ارهابية قتل فيها ضباط عمانيون في الحدود السعودية، لذلك تأكدت دول التحالف وبعد ضغط دولي بأن لا حليف صادقٌ لها الا الجنوب.
وهو ما أكده الأمين العام للأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي وعضو هيئة الرئاسة الأستاذ فضل الجعدي الذي قال أن “انتصر الجنوب على الحوثي في مسارات الحرب التي يقودها التحالف العربي، وحرر ابناء الجنوب أرضهم بوقت قياسي، وتحت راية الجنوب سطروا أروع الملاحم وفاء للتحالف العربي وتضحية من أجل الحلم الكبير برؤية جنوبهم حراً مستقلاً بكيانه ومصيره.
وعن ما يؤكد ذلك فهناك عدة عوامل تؤكد ذلك، منها:
1. الاعتبارات الجيوسياسية: يشترك اليمن في حدود طويلة مع المملكة العربية السعودية، مما يجعل الاستقرار في اليمن أمراً حاسماً للأمن القومي للمملكة العربية السعودية. ويشكل الصراع المستمر في اليمن، والذي بدأ في عام 2015، تهديدات أمنية، مثل الهجمات عبر الحدود واحتمال حصول الجماعات المتمردة على موطئ قدم بالقرب من حدود المملكة العربية السعودية.
2. الانقسام بين الشيعة والسُنّة: اتخذ الصراع في اليمن بعداً طائفياً، حيث ينتمي المتمردون الحوثيون (المتحالفون مع إيران) إلى المسلمين الشيعة، في حين أن المملكة العربية السعودية ذات أغلبية سنية. وتعتبر المملكة العربية السعودية المتمردين الحوثيين وكلاء لإيران وتخشى أن يؤدي ذلك إلى زيادة تمكين إيران في المنطقة، مما قد يهدد الحكومة السعودية التي يهيمن عليها السنة مما دفعها مؤخراً لتهدئة الخلافات معهم ومحاولة صنع سلام مرتقب ولكن مراقبون يتوقعون عدم حدوث ذلك.
3. النفوذ الإقليمي: المملكة العربية السعودية وإيران منافستان إقليميتان، وغالباً ما تتنافسان على النفوذ في الشرق الأوسط. ومن خلال دعم المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يعارض المتمردين الحوثيين ويسعى إلى تأكيد سيطرته على مناطق جنوب اليمن، تهدف المملكة العربية السعودية إلى موازنة النفوذ الإيراني مع حماية مصالحها الخاصة وحتى لو تحقق السلام فإن السلام لا يعني انتهاء كافة الخلافات بين الاطراف المتنافسة حيث سيمسح السلام بأن يحاول كل طرف لبسط نفوذه اكثر.
4. المصالح الاقتصادية: يعد مضيق باب المندب، الواقع على الساحل الغربي لليمن، أحد أهم الممرات البحرية في العالم. وهي بمثابة بوابة حاسمة لشحنات النفط من شبه الجزيرة العربية إلى الأسواق الدولية، بما في ذلك أوروبا. وأثار الصراع المستمر مخاوف بشأن أمن واستقرار هذا الطريق البحري الاستراتيجي، فضلاً عن التعطيل المحتمل لصادرات النفط السعودية.
5. ديناميكيات التحالف: تقود المملكة العربية السعودية تدخلاً عسكرياً ضد المتمردين الحوثيين منذُ عام 2015، حيث شكلت تحالفاً من الدول العربية لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً. والمجلس الانتقالي الجنوبي جزء من هذا التحالف، ويعتبر دعم المملكة العربية السعودية للمجلس خطوة استراتيجية لتعزيز التماسك داخل التحالف والحفاظ على جبهة موحدة وتعزيز وضع المملكة في أي سلام قادم.