فيما وصفها مراقبون بالمثمرة.. مشاركة الرئيس القائد الزُبيدي الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة مرحلة ميلاد الدولة الجنوبية

النقابي الجنوبي/خاص.
وسمت زيارة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي التاريخية الناجحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية في الـ 18 سبتمبر للمشاركة في افتتاح الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة أنها كانت تسير وفق رؤى مخطط لها عكست في طياتها مضامين وأبعاداً سياسية وحملت في أجندتها أهدافاً ومرامي وطنية مثلت نقطة انطلاق وتحول نقلت خلالها قضية شعب الجنوب من مرحلة الحراك السلمي وسط الميادين والحوار الداخلي إلى فضاء المحافل الإقليمية والدولية وأروقة صناع القرار العالمي ووضعت٠ خلالها هم شعب وقضية وطن على طاولة الأمم المتحدة في إطار استحقاق جنوبي.
زيارة الرئيس القائد الزُبيدي إلى الولايات المتحدة الأمريكية اكتملت في مراسمها عوامل النجاح من مختلف زواياها بدءً من الاستعدادات للحدث الهام الذي تشهده نيويورك وحفاوة الاستقبال الحاشد للآلاف من أبناء الجالية الجنوبية التي توافدت من كل أقطار الولايات المتحدة فرحاً بزيارة الرئيس القائد وتأييداً ومباركة لخطواته الوطنية حيث نظمت خلالها برنامجاً احتفالياً يليق بمستوى الحدث الهام بحضور عدد من القادة السياسيين وممثلي البعثات الدبلوماسية وعدد من رجال المال والأعمال وحشد كبير من أبناء الجالية الجنوبية في أمريكا.
أهمية الزيارة تكمن ليس فقط في مشاركة الرئيس القائد الزُبيدي أعمال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة بل إضافة إلى ذلك في حضور العديد من الفعاليات الرسمية واللقاءات على هامشها كمشاركته في قمة المنتدى السياسي للتنمية المستدامة المنعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بحضور رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الأمم المتحدة وترك بصمة جنوبية لمرحلة قادمة.
كما تبرز أهمية الزيارة في عديد اللقاءات التي أجراها الرئيس القائد الزُبيدي التي اكتست صفة الندية مع الدول في التخاطب تجاه الآخر وأكدت على ولوج مرحلة جديدة يلوح في أفقها دولة جنوبية.
ميلاد دولة جنوبية تمَ محاولة وأدها في مهدها هو استحقاق شعب ناضل من أجلها جيل بعد جيل سنوات طوال وقدم خلالها قوافل الشهداء وألآف الجرحى وافتقر أبناءه وتشرد رجاله وضاعت حقوقه في مرحلة مسيرة الثورة السلمية الجنوبية وشاءت إرادة الخالق جل في علاه أن يقيض له بطلاً وطنياً جسوراً من أبناء هذا الشعب الصابر من قمم الجبال داعياً إلى ثورة ضد الظلم والجور في سبيل استعادة الحق واستعادة دولته الجنوبية.
كان الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي على موعد مع القدر لتحقيق إرادة شعب من خلال مراحل حياته التي قضاها يرسم طوق نجاة تحقيق الحرية ويصنع مفتاح الخلاص من استعباد يمني جثم على أرضنا نحو ثلاث وثلاثين عاماً حتى وصل قاب قوسين أو أدنى من فتح ثغرة في جدار الحرية والانعتاق من العبودية واستعادة الدولة الجنوبية.
اللقاءات التي عقدها الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في الولايات المتحدة الأمريكية على هامش المشاركة في افتتاح الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة مع زعماء وقادة الدول ورؤساء الوفود والتي تقيد نتائجها في سجلات التأريخ وتنثر عبقها عبر الأثير كان لها بليغ الأثر وعقد الأمل في اقتراب الموعد الحق في مشروع التحرير والاستقلال أمام المجتمع الدولي ومن خلالها حشد الدعم والتأييد لقضية شعب الجنوب وحقه في تقرير مصيره واستعادة دولته حيث أكد الرئيس الزُبيدي في كل لقاءاته أن أي سلام أو تسوية تتجاوز الحل العادل والمنصف لقضية الجنوب لن يكتب لهما النجاح وقد يكونا مدخلاً لصراع أخطر قادم.
القضية الجنوبية أصبحت محط أنظار العالم على طاولة لقاءات القيادة السياسية التي حجزت حيزا في كل لقاءات الرئيس القائد الزُبيدي حيث قال إثر لقاءه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: ناقشنا الوضع الإنساني الحالي وأفضل طريق للسلام وأكدنا أن الحل الدائم الوحيد للصراع في اليمن هو من خلال عملية سياسية شاملة تعالج جميع الأسباب الجذرية للصراع.
وأضاف على حسابه بمنصة إكس “أن اللقاء كان مثمراً”.
كما حضي لقاء الرئيس الزُبيدي نائب رئيس الوزراء البريطاني أوليفر دون بإيجابية وشدد الزبيدي على سلام في اليمن يتوافق مع معطيات الأرض واجتمع مع منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفث.
وكان للرئيس الزُبيدي لقاء مميز مع وزير خارجية مصر سامح شكري والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وأحتلت مستجدات الأوضاع في اليمن مباحثات الرئيس الزبيدي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ووصف الزبيدي اللقاء بـ “الدافئ”.
والتقى الزُبيدي خلال زيارته الفريدة بغاياتها ممثلين من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكان قبلها قد التقى المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ ووزراء خارجية السعودية وسلطنة عمان والبحرين.
كما جدد الرئيس الزُبيدي خلال لقاءه وزير الخارجية الإماراتي التأكيد على العلاقات الاستثنائية بين أبوظبي وعدن وقال إنهم سيسعون معاً لحل شامل للصراع في اليمن.
إلى ذلك اتصفت لقاءات الرئيس الزُبيدي بالسفير ستيفن هيكي مدير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية ورئيسة منظمة الصليب الأحمر الدولي ميرجانا سبولياريك وعبدالله الدردري مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدول العربية ووزير خارجية غينيا بيساو كارلوس بينتو بيريرا بالناجحة.
لقاءات الرئيس الزُبيدي الجانبية أخذت طابع الحيوية والإصرار في إيصال الرسالة العادلة فظلت بصورة مستمرة خلال جدول الزيارة خاصة مع دول تتفق تجاربها مع قضيتنا الجنوبية فعقب لقاءه فيوزا عثماني سادريو رئيسة جمهورية كوسوفو التي أستقلت عن صربيا في 2008 بعد نضال طويل قال الرئيس الزُبيدي على منصة إكس: “اطلعت على التجربة الفريدة لجمهورية كوسوفو في نضالها نحو تحقيق السلام وبناء الدولة، تلك التجربة الملهمة تحققت من خلال منح الشعب الكوسوفي حقه في تقرير مصيره”.
وأثناء لقاءه مع وزير خارجية جنوب السودان جيمس مورجان أثنى الزُبيدي على النضال المر لأبناء البلد الذي خاض نزاعاً عسكرياً طويلاً مع جارته الخرطوم حتى استقلاله قبل 12 عاماً فقط 2011 عبر استفتاء.
كما التقى الزُبيدي مع بنديتو دوس سانتوس فريتاس وزير خارجية جمهورية تيمور الشرقية التي حصلت على استقلالها الرسمي عن إندونيسيا 2002، بعد ربع قرن من الاحتلال العسكري.
كما استمع الزُبيدي خلال لقاءه مع دينزل دوغلاس وزير خارجية جمهورية سانت كيتس ونيفس إلى تجربة الدولة الصغيرة في بناء مؤسسات الدولة وترسيخ السلم الاجتماعي وتجربتها السياسية في الوصول إلى عضوية الأمم المتحدة.
كما بارك لدولة سلوفينيا نجاحها في الحصول على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي في يونيو الماضي في لقاء مع نائب وزير الخارجية صموئيل زبوجار.
ما يميز زيارة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في افتتاح الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة تسابق وسائل الاعلام لأخذ تصريحات وإجراء مقابلات وحوارات مع الرئيس الزُبيدي كأول سياسي جنوبي يمثل حركة استقلال جنوب اليمن يصل مقر الأمم المتحدة منذُ عشرات السنين والتي أكد في مجملها أن هدفه من المشاركة “هو ضمان بقاء الوضع في اليمن على جدول أعمال الأمم المتحدة، وأن الأصوات المشروعة للجنوب مسموعة”. مضيفاً: “هذه هي رسالتنا هنا: يجب أن يكون شعبنا في طليعة من يحدد مستقبلنا” وقال الرئيس القائد الزُبيدي إن: “قواتنا متواجدة في كل رقعة من أرض الجنوب جواً وبراً” وبحراً مؤكداً: “سنتبنى قرارات مصيرية يتوجب علينا خلالها الوقوف بثبات”
فكانت البداية مع صحيفة الجارديان حيث جدد الزبيدي التأكيد على أن “الجنوبيين وحدهم من يقرر مصير مواردهم وثرواتهم” وحذَّر الزُبيدي من “اتفاق سيء” قد يُبرم مع الحوثيين يسمح ببسط سيطرتهم مضيفاً: “إيران من خلال الحوثيين ستسيطر على آبار النفط في الجنوب وطريق باب المندب التجاري الذي يتدفق عبره النفط بمليارات الدولارات”.
وفي مقابلة متلفزة مع بي بي سي البريطانية أعاد الزبيدي التذكير بالخطوط العريضة لسياسة المجلس الانتقالي الجنوبي وقال إن العلاقة مع السعودية متينة كما هي العلاقة مع الإمارات مشددا بقوة على تحقيق إرادة الجنوبيين.
وقال الزُبيدي إنَّه لن يستبق الأحداث أو يقرر نيابة عن الشعب وطالب بإستفتاء برعاية الأمم المتحدة يحدد فيه الجنوبيون مستقبلهم.
كما صرح الزُبيدي لوكالة أسوشيتد برس العالمية بقوله إن محادثات الرياض الأخيرة “كانت أولية، والمجلس الانتقالي الجنوبي يخطط للمشاركة في مرحلة لاحقة”.
وأضاف: “نحن نطالب بعودة الدولة الجنوبية، بسيادة كاملة، وهذا سيحدث من خلال بدء المفاوضات مع الحوثيين وستكون المفاوضات، بالتأكيد، طويلة”.
حركة تحرر الشعوب بطبيعة الحال لن تحقق بين يوم وليلة إنما تستغرق ردحا من الزمن وقضية شعب الجنوب وتقرير المصير ليست وليدة اليومبل شبت عن الطوق وتجاوزت مخضاها واقترب ميلاد حلم انتظره طويلاً جيل بعد جيل وتهيأ لاستقباله شعب يحيا من المهرة إلى باب المندب.

