اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
اخبار المحافظات الجنوبية

سالتها امها الى اين؟. فاطلقت رصاصتها جوا.. تعرف على الثائرة الجنوبية التي اسقطت طائرة هيلوكبتر وقتلت عشرة جنود بريطانيين ووصفت بالارهابية. 

 

 

رصد ومتابعة /صالح الضالعي 

 

 

حينما تنضج الثورات يولد ثوارها الاماجد وماجداته الثائرات.. وبذلك خلعت الثائرة الجنوبية نقابها وحلقت شعرها وعلقت بنديقتها على كتفها وارتدت ملابس الثوار ، واحتزمت الخنجر , في بدايات اتخاذها لقرارها الانظمام للثوار،كانت والدتها تنظر اليها حد انها ضنت ان بنتها تمازحها،فجاة وقبل أن تخرج من باب دارها في ردفان سألتها أمها: إلى أين..؟فأجابت ـ وهي تصوب طلقة في الفضاء ـ ” سأنظم إلى الثوار سأحارب الإنجليز”.

 

من هى تلك الثائرة الجنوبية. 

 

انها مريم سعيد عباد لعضب القطيبي، والتي اطلق عليها دعرة، اذ كان مولودها في العام 1928م بمنطقة شعب الديوان بمديرية ردفان لحج الجنوبية، وعاشت دعرة طفولة قاسية وغير مستقرة بسبب الحملات المتوالية على قريتها من قبل سلطات الاحتلال البريطاني، وتفتح وعيُّها على سلسلة من حوادث القتل التي تعرض لها عدد من رجال قريتها، فاعلنت انضمامها إلى الثوار. 

 

. لم تكتف بهذا, بل كانت دائماً ما تردد بأن بالها لن يهدأ حتى ترى كل وطنها العربي متحرراً من رجس المستعمر الأجنبي…

 

 

وتيرة الاحداث حينها، وبطولاتها عمت ارجاء الوطن بل ان صداها تجاوزت الحدود حد فاقت شهرتها الاقليم والعالم، بهكذا فقد اهداها الزعيم جمال عبدالناصر بندقية وظلت محتفظة بها حد وفاتها. 

 

“من هذا، هنا يكون الجواب: مناضل من حرب التحرير.. بل هي المناضلة دعره.. عرفتها جبال ردفان وجبهات القتال في الجنوب البلاد.. اذ وصفت بانها كانت أرجل من رجال كثيرين،ضف إلى انها المناضلة التي أربكت الاستعمار وأوجعته ليصفها بأخطر إرهابية.

 

“دعرة سعيد”.. الفتاة الردفانية ـ ذات الثمانية عشر ربيعاً, التي أصرت على الانضمام إلى صفوف الثوار لتحارب داخل جبهة الثورة وهي تقول بأن انضمامها إلى الثورة لن يقرب النصر.. لكنها تصر على ذلك لتأكيد شيء واحد هو أن تثبت للعالم أنه ليس رجال ردفان وحدهم من يقاتلون الانجليز، بل النساء أيضا.

 

 ظلت تحمل السلاح وتناضل مع أخوتها حتى الاستقلال الوطني.. وظلت دعرة طوال عمرها ترتدي ملابس الرجال ولا تعترف بملابس النساء وتقول إنها انها احبت واحدا فقط وتزوجت منه ،الا وهو ثورة( 14 أكتوبر).

 

لقد قطعت المناضلة الجنوبية/ دعرة سعيد عباد لعضب القطيبي, على نفسها ـ عهداً بتصفية وطنها من دنس الاستعمار البريطاني في الجنوب, مقتدية بنسيبة بنت كعب الأنصارية وأم عمار في عهد الإسلام والمناضلات “روزا وجميلة وانجيلا وجان دارك” اللائي سعين لتحرير شعوبهن من نفس ذلك الاستعمار العالمي.

 

كانت (دعرة) تنمو ومعها ينمو شعور ورغبة كبيران بضرورة المقاومة والرفض لهذا الواقع المر المفروض عليها وعلى شعبها ووطنها.. ومن هنا جاء قرارها الصعب الذي لم يكن أمامها بد من اختياره ففعلت ما ترنو إليه.

 

كانت بداية العلاقة الحميمية بين دعرة وسلاحها في العام 1940م حينما شاركت في انتفاضة الحمراء خفية عن أبيها الذي ما أن اكتشف شجاعتها ومهارتها في استخدام السلاح وحجتها القوية بضرورة الثورة والمقاومة حتى كان أول الواقفين إلى جوارها والمساندين لها إذ اشترى لها سلاحاً من نوع (فرنساوي).

 

 ثم جاءت مشاركتها المشرفة في انتفاضة عام 1956م التي أسقطت فيها طائرة هيلوكبتر تابعة للقوات البريطانية في الحبيلين وهي الانتفاضة التي اعتقلت على إثرها دعرة وتمكنت من الهروب من المعتقل فيما بعد بفترة قصيرة.

 

دهش الكثيرون من أبناء الشمال وهم يسمعون بأن فتاة جنوبية تناضل نضال الأبطال, وحازت المناضلة تقدير المقاتلين جميعا ترتدي ملابس الرجال وتخوض أعنف المعارك, وقد سجلت هناك بطولات خارقة تردد على لسان كل عربي عرف المناضلة الجنوبية البطلة دعرة.

 

عندما اشتعلت الثورة من على قمم جبال ردفان كانت المناضلة تقف في الصفوف الأولى جنبا إلى جنب مع الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة والمسؤول عن منطقة ردفان, وأول شهيد يسقط على طريق الحرية والكرامة.

 

اشتركت المناضلة البطلة في أكثر المعارك التي دارت بين القوات البريطانية, وقوات جيش التحرير, كانت تضع الألغام في طريق السيارات والمصفحات والدبابات البريطانية. 

 

, وكانت المناضلة البطلة مفخرة المرأة العربية في الجنوب, فانضمت الكثيرات منهن إلى صفوف المناضلين ليحاربن الاستعمار جنبا إلى جنب مع المقاتل في الجنوب الذي وهب حياته من أجل المبادئ والأهداف الكبيرة الشاملة.

 

 وأبدت الكثيرات منهن بطولات خارقة, واستشهدت في المعركة المناضلة “هند بنت أحمد” أول شهيدة تسقط في معركة التحرير الشاملة, ولحقتها في الاستشهاد المناضلة البطلة “بنت الحاج عبد الكريم”

 

 رصدت قيادة الشرق الأوسط البريطانية مائة ألف شلن لمن يقبض على المناضلة الفدائية دعرة سعيد بنت ثابت.. لأنها أصبحت في نظرهم أخطر إرهابية ولأنها أيضا قد أصبحت أسطورة بطولية تناقلتها الألسنة فوق أرض الجنوب, حتى المعسكرات البريطانية نفسها بدأ جنودها وضباطها يرددون قصص بطولاتها وشجاعتها النادرة.

زر الذهاب إلى الأعلى