اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

مفاوضات الوسطاء فاشلة.

د . حسين العاقل

تتسارع الأحداث السياسية في واقعنا الجنوبي والعربي والإقليمي والدولي، ومعها تغوص قضية شعبنا الجنوبي في أعماق تجاذباتها ومسارات البحث عن طرق وأساليب محاولات القفز عليها، والتوافق على تبني مصالحهم الأنانية دونما أدنى اعتبار لحيثيات مشروعها وعدالة استحقاقها السياسي في استعادة دولتنا الحرة والمستقلة.

وعلى الرغم من كل ما تطبخ من مخططات هشة يسبقها الفشل والسقوط قبل أن تبدأ عمليات تجميع بهارات الأزمة لتجهيزها، إلا أن قضية شعب الجنوب تترسخ وتتوطد وتتألق في رحاب الكون وسماء الأرض، وتتوغل في المحافل الدولية بكل شموخ ومهابة، لتفرض نفسها وتشهر أهدافها للرأي العام الدولي بكل ثقة وترو وحكمة.

ومن هذه القاعدة المنطقية والموضوعية تمضي قضية شعبنا نحو التجلي والوضوح، بينما تتعرى وتفتضح محاولات أطراف الوسطاء + الوسطاء في التماهي والاستسلام خوفا ورعبا من تهديدات مليشيات الحوثي، متناسين ومتغاضين عن خسائرهم العسكرية الضخمة التي أنفقوها على مدى ثمانية أعوام ونيف ، وتلك الخسائر الباهظة لولا مواقف وتضحيات أبناء الجنوب في إسناد طلعاتهم الجوية لعاصفتي الحزم والأمل لذهبت جميعها في مهب الرياح، وإن كان ذلك قد حدث فعلا.

إن التفاوض والحوار المخيط بخيوط العنكبوت لن يكتب له الله النجاح، حتى وإن وصل بهم وهم الاعتقاد بأنهم قادرون على من فرض قراراتهم العنجهية باستقطاع ما يشاؤون من مساحة الأرض المقدسة، أو أن بإمكانهم الاستئثار بالثروات السيادية ليمنحوا من عائداتها مرتبات قوى الشر والبغي الحوثي/ اليمني، لكنهم حتى وأن تمكنوا عنوة من ذلك، فسوف توثق عليهم ديون محتسبة إلى حين يشاء الله، لأنها حقوق مهدورة ومغتصبة انتزعت قهرا وقسرا من ممتلكات شعب محتل يقع تحت جبروت الهيمنة والاستبداد اليمني.

إن التحركات السياسية والدبلوماسية للرئيس القائد عيدروس الزُبيدي الخارجية، وما تحقق من نجاحات ومكاسب كبيرة، تمنحنا ثقة اليقين بأن مطابخ حوارهم ومفاوضاتهم لن تتمكن من نيل أطماعها، أو ان تبلغ مراميها غير المشروعة، مهما بذلوا من جهود ومحاولات في لقاءاتهم المشبوهة، لأنهم بذلك يخالفون التشريعات السماوية والقوانين الإنسانية الوضعية، كون ما يفعلوه ليس سوى تطاول وتماد وجبروت وتعالي على حقوق شعب مغتصبة أرضه، يناضل في سبيل تحريرها واستعادة دولته المستقلة.

فإلى متى ستظل الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية مجرد عاصمة لعقد الاتفاقيات الفاشلة والخائبة، التي للأسف لا يتم تنفيذ بنودها ولا تستجيب مليشيات الحوثي ولا شرعية الفساد والإرهاب اليمني القبول بها والرضوخ رضاء أو أكراه على احترامها؟.

لقد استبشرنا نحن الجنوبيون الأبرياء والمغدور بنا ظلما وتعسفا خيرا، بأن عاصفتي الحزم والأمل سوف تعيد لنا حقوقنا المنهوبة، وتنتزع من بطون هوامير التخلف القبلي، وجحافل الغزو الهمجي كل ما سلبوه واستباحوه من خيرات وموارد أرضنا الجنوبية، كما ستعيد لنا عزتنا وكرامتنا وتحررنا من رجس الطغيان الذي طال مداه.

لذلك : ما زلنا لهذا العهد صابرين وصامدين، ويحذونا الأمل والرجاء بأن ظننا فيهم لن يخيب ولن يفرطوا بما عاهدنا الله وعاهدناهم به من تحالف وشراكة في سبيل الخلاص من ويلات ومآسي الاحتلال، وإنقاذنا من تعاسة وتعذيب سياسة الأزمات الاقتصادية والمعيشية القاتلة، من قبل رئاسة الحكومة الغارقة في مستنقع الفساد والإرهاب المتأصل فيها.

والله من وراء القصد.

زر الذهاب إلى الأعلى