اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

البراغلة يعودون بوجه جديد.. السليماني: مشروع استبدال الجنوبيين بنازحين مدعوم من قوى فساد يمنية

النقابي الجنوبي/خاص

 

في مقال تحذيري عالي النبرة، حذر الكاتب علي محمد السليماني من ما أسماه “العودة المقنعة لمشروع البراغلة”، متهمًا قوى يمنية سياسية واقتصادية بالعمل على استبدال سكان الجنوب الأصليين بنازحين تدعمهم شركات تجارية ومنظومات فساد واسعة النفوذ. واعتبر أن ما يحدث اليوم ليس سوى استكمال لمؤامرات الستينيات التي أطاحت بالجنوب من داخله، متمثلة حينها في طمس الهوية الوطنية وتزييف مفهوم المواطنة.

مؤامرة الماضي تعود بأدوات ناعمة

السليماني شبّه التحركات الراهنة التي تستهدف الجنوب بحملة الستينيات، معتبرًا أن الأدوات تغيّرت لكن الهدف واحد. وقال في مقاله:

> “أفلس الأعداء في كل محاولاتهم فعادوا لاستحضار مؤامرتهم بستينات القرن الماضي، من خلال تزييف الوعي وتوظيف مواخير الرذيلة والعهر السياسي وتكثيف الدعاية الرمادية…”.

ويصف “البراغلة” بأنهم امتداد لما أسماه “نكبة الجنوب العربي”، مشيرًا إلى أن مشروعهم يقوم على تفكيك النسيج الجنوبي من الداخل، لا عبر مواجهة مباشرة وإنما عبر التسلل المؤسساتي والاجتماعي والسكاني.

من قانون الهوية إلى إلغاء الجنوب

استعاد السليماني سياقًا تاريخيًا حرجًا في تاريخ الجنوب عقب الاستقلال، حين حاول الرئيس الجنوبي قحطان محمد الشعبي تصحيح مسار الهوية عبر القانون رقم 8 لسنة 1968 بشأن الجنسية والجوازات والهجرة، والذي قدم تعريفًا واضحًا للمواطن الجنوبي.

غير أن هذا القانون، كما يشير السليماني، “أثار جنون المستوطنين البراغلة (الجبالية)”، ما أدى إلى تحريك تظاهرات مناهضة له، أعقبها انقلاب سياسي في 22 يونيو 1969 أطاح بالشعبي وسجن حتى وفاته، ثم أُصدر قانون جديد رقم 10 في 30 يونيو من العام نفسه، استُبدلت فيه الهوية الجنوبية بالهوية اليمنية.

يقول السليماني:

> “لاحظوا كيف أسقطوا الجنوبي واستحضروا اليمني بدلاً عنه… نفس الذي يجري حاليًا”.

مشروع الاستبدال الجديد: النازحون بديلاً عن المواطنين

في تحذير مباشر، يصف السليماني ما يجري اليوم بأنه تكرار بتكتيك مختلف، حيث يسعى تحالف بين أطراف سياسية يمنية وشركات مشبوهة إلى فرض تركيبة سكانية هجينة على الجنوب عبر دعم نازحين يتم توطينهم بطرق ناعمة. ويضيف أن ذلك يجري بالتزامن مع “مواخير الدعارة والعهر السياسي والغش في كل المجالات” كما وصفها، بدعم من حزب الإصلاح اليمني ومنظومة فساد تشمل شخصيات نافذة في شمال اليمن.

فشل الانفراد وشرط الاصطفاف الجنوبي

السليماني يرى أن هذه المرحلة تتطلب اصطفافًا جنوبيًا واسعًا، لأن “مرحلة الحزب الواحد والإيدولوجيا المتطرفة ولت ولن تعود”. ويؤكد أن الدول التي فقدت استقلالها – مثل الجنوب بفعل الوحدة – لا يمكنها أن تُستعاد بحزب واحد أو مجموعة صغيرة، بل بجبهة وطنية عريضة تؤمن بدولة جنوبية مستقلة ذات طابع فيدرالي على حدود ما قبل 21 مايو 1990.

ويختم مقاله بقوله:

> “على كل القوى الوطنية الجنوبية أن تعمل على تعزيز وحدة الصف الجنوبي كهدف رئيسي لاستكمال فك الارتباط… ثم بعد قيام دولة الجنوب المستقلة يُفتح باب الحزبية والمنافسة الشريفة”.

خلاصة

يرى السليماني أن التاريخ يعيد نفسه، ولكن عبر وجوه جديدة ووسائل مموّهة. ومثلما جرى إسقاط الجنوب ذات يوم باسم العاطفة الثورية، فإن محاولة إسقاطه اليوم تجري باسم “النازحين”. والتحذير الأهم من مقاله يتمثل في أن الهوية لا تُنتزع بالقوة فقط، بل أحيانًا تُسرق بالتواطؤ والتراخي.

زر الذهاب إلى الأعلى