مصانع الجنوب وازدهارها في ظل دولة الجنوب

النقابي الحنوبي / حسين الجعدني
في حوار صحفي مع الاستاذة فيروز علي محمد الرديني حول مصانع الجنوب وكيف استطاع الجنوب ان يوفر كادر بسرعة وماهو سبب تدهور وتدمير تلك المصانع ردت الاستاذة فيروز الرديني قائلة :
” بعد طرد المحتل البريطاني من ارض الجنوب في 1967م وفي بداية السبعينات كان بداية ظهور لازدهار مصانع الجنوب وفتحت المعاهد والكليات الجامعية وخلق فرص لمنح خارجية للتعليم وكان التعليم النظري والعملي مع استعانة بالكوادر الأجنبية والعريية استطاع ان يوفر كادر وطني لتلك المصانع مسلح بالعلم ولم يقتصر ذلك على فئة معينة بل شاركت المرأة والرجل في آن واحد للعمل بتلك المصانع ويعتبر القطاع الصناعي من أهم القطاعات الاقتصادية نظرا لما يقدمه من مساهمة في الدخل القومي وتنويع لمصادر الدخل وخلق فرص عمل جديدة، ولذلك فهناك علاقة قوية بين تطوير ونمو القطاع الصناعي وبين التطور الاقتصادي بشكل عام، وبالتالي فإن القطاع الصناعي مر بمراحل مختلفة لها خصائصها وجذورها التاريخية.
وقالت فيروز ” ان الصناعات في الجنوب سباقة ومنها صناعة تكرير البترول وصناعة توليد الكهرباء، أما الصناعات الإنتاجية ليست كثيرة ايام الاحتلال البريطاني ومنها صناعة الملح و صناعة المياه الغازية وحلج القطن لخدمة تصدير القطن طويل التيلة إلى بريطانيا في ذلك الوقت ومنذ 22 يونيو من عام 1969م شهدت اليمن الديمقراطية عدداً من التحولات الهامة في شتى المجالات بما في ذلك الصناعة، ولقد تحققت في المجال الصناعي عدة إنجازات ومستويات تنفيذ عالية، وكان ازدهارها في السبعينات والثمانيات وتم تدهورها بعد الوحدة اليمنية المشؤومة وبالتحديد بعد صيف 1994م دمرت مصانع الجنوب على ايدي الاحتلال الشمالي اليمني .
وأضافت فيروز ” ان في عام 1985م ارتفاع قيمة الإنتاج الصناعي ادى الى تقليص حجم الاستيراد واستغلال المواد الخام المحلية وقد تم تشييد العديد من المشاريع الصناعية منذ عام 1969م وانقسمت الى قطاع عام وقطاع ومختلط وقطاع خاص وتركز القطاع العام على الصناعات النسيجية، المنتوجات الحديدية، الأدوات الزراعية والمعدنية، الجندي للبلاستيك، الغاز، الشهداء للملابس، الدباغة، الأحذية الجلدية، المياه الغازية، الألبان، الملح، الغلال، المخبز الشعبي الآلي، الزيوت النباتية، النجارة، المشروبات الروحية، الجبس والطباشير، معجون الطماطم ، اما مصانع القطاع الخاص هي الشرق الأوسط للبلاستيك، العيدروس للملابس، سبأ للملابس، ملبوسات فان زين، الحقائب والأحزمة، المسامير، الجزيرة لأكياس الورق، المؤسسة العربية لأكياس الورق، النيل للبهارات، المرايا والبراويز، الملبوسات الصوفية، يورك للآيسكريم، الثلج، السجاد، العطرية والمكرونة، الأقمشة الاصطناعية، الالمنيوم للأبواب والنوافذ، الجوارب وكان القطاع المختلط ركزت على صناعة الألمنيوم، العطور وأدوات التجميل، الطلاء والأملشن، السجائر، الكبريت، الإسفنج، البطاريات السائلة، الشباشب المطاطية، و القطاع التعاوني ركزت مصانعة هي تعاونية الصناعات النسيجية، الصناعات الجلدية، المرأة للخياطة، النجارة و صناعة الجلود، وإصلاح السفن… الخ .
واكملت فيروز ” وقد تأسس مصنع الغاز 1959م العام و الشركة الوطنية لصناعة الألمنيوم المحدودة 1964م المختلط وشركة الطلاء والأملشن (عدن) المحدودة 1966م المختلط وصناعة السجائر والكبريت الوطنية المحدودة 1971م المختلط ومصنع الجندي للصناعات البلاستيكية 1972م العام ومصنع الثورة للمنتجات الحديدية 1972 العام والمؤسسة الوطنية لتعبئة المياه الغازية 1972م العام والشركة اليمنية للصناعات المطاطية المحدودة 1972م المختلط والمؤسسة العامة للنجارة 1973م العام والمؤسسة العامة للإنشاءات والتركيبات الصناعية 1973م العام والشركة الوطنية للإسفنج والأثاث المعدنية 1974م المختلط والشركة اليمنية لصناعة العطور ومواد التجميل المحدودة 1974م المختلط والمؤسسة اليمنية للصناعات النسيجية 1975م العام ومصنع الثورة للمنتجات الحديدية 1975م العام والمؤسسة العامة للمطاحن 1976م العام ومصنع الأحذية الجلدية 1976م العام ومصنع الأدوات الزراعية والمعدنية 1976م العام ومصنع الألبان 1979م .
وختمت فيروز ” ان كل هذا التاريخ المجيد وذلك التطوير الصناعي والتطوير المهني والانفتاح على العالم في ارض الجنوب تم تدميره بصوره ممنهجة بعد الوحدة المشؤومة على ايادي المتنفذين الشماليين فلم تكن وحدة بل كان احتلال شمالي همجي احرق كل شيء في الجنوب وحاول طمس الهوية الجنوبية في تدمير تاريخ الجنوب وازدهاره ومصانعه واثاره ومعالمه ومؤسساته ، ولهذا على المجتمع وشعب الجنوب بتوحيد صفهم لكي يعيدوا للجنوب دولتهم يعيدوا مكانتها دولة كامل السيادة ترتقي بين الدول والشعوب .