«صالح الداعري» يكتب.. التطرف خدمة مجانية للاعداء

كتب /صالح الداعري
أكثر ما عاناه الجنوبيون ويعانوه منذ الاستقلال وحتى اليوم،هو التطرف،لنظرية أو لدين أو لشخص أو لحزب.حيث يتبع الطرف المسيطر ع السلطة نظام سياسي معين،قائم على الاقصاء والتخوين والتكفير بكل من يعارض سياسته.
الأمر الذي ينعكس سلبا على وضع البلد داخليا وخارجيا،و يدخل البلد في صراعات عبثية،تتسبب في اعاقة مسيرة البناء والتنمية.
واذا ما عدنا إلى الخلف،وتحديدا إلى مابعد الاستقلال، حين انفردت الجبهة القومية بالسلطة، واقصت وخونت مناضلي جبهة التحرير وكل من عارضها.
وما تلاها من صراعات وصولا إلى انتهاج طريق التوجه الاشتراكي الذي يتعارض مع الدين ويزعج دول الجوار وحلفائهم من دول الغرب.
لندخل في حروب سياسية واقتصادية مع دول الجوار والاقليم.
علاوة ع انتهاج الاشتراكية سياسة اقتصادية خاطئة تحاه القطاع الخاص.
وقبيل اعلان الوحدة كانت قد بدأت الكثير من الانظمة الاشتراكية تتهاوى تباعا،حينها ادركت قيادة الحزب الاشتراكي خطأها الفادح ،فهرولت مسرعة بالسعي لتحقيق وحدة اندماجية مع الشمال دون الرجوع إلى الشعب.مرتكبتة خطأ أكثر قداحة.
ولكن هذه المرة ليس كسابقاتها حيث صار الحزب هو ضحية تطرف ديني وقبلي يقف خلفه نظام صنعاء.فتعرضت قيادات الحزب واعضاءه للتكفير والاغتيالات،وصولا إلى حرب اقتلعت الحزب من جذوره.ليدخل الجنوب برمته.مرحلة استعمار من طراز جديد.
وبنهاية اجتياح الجنوب بدأت تظهر للعلن حركات وتنظيمات اسلامية متطرفة كالحكمة والاحسان وغيرها ،ولكن كان السحر قد انقلب ع الساحر،وصار تكفيري الامس كافر اليوم..
ولازال ذلكم الفكر المتطرف يشهد نمو وانتشار متسارع وعلى حساب حرية المجتمع وتقدم البلدوازدهارها.الامر الذي يضاعف من معاناة المجتمع،ويدخله في خلافات لا تعود على البلد الابالمزيد من الفتن.
إما بعد ربيع ٢٠١١م ظهرت جماعة كانت تحت الرماد أكثر تطرفا، اذانها سيطرت على شمال اليمن باكمله تقريبا وكادت أن تفرض سيطرتها على الجنوب لولا دعم الاشقاء والصمود الاسطوري لابناء الجنوب. الجماعة تدعي العصمة والحق الالاهي في الحكم.
ولازلنا نعيش هذه التناقضات والصراعات،التي أن لم يتم وضع حدا لها،سنظل اضحوكة الامم،ولن تقم لنا قائمة،الا بنبذ التطرف،واحترام حق الجميع في ممارسة شعائرهم الدينية والانتماءات السياسية وحرية الراي والاختيار.
لازال الضخ الاعلامي التحريضي المقرؤ والمسموع والمرئي،ومن على المنابر،على اشده. نسمع عنه كل ساعة وحين، داعشي، رافضي، علماني، ناصبي، مرتزق، عميل ،مجوسي، الخ.ما يجعل البلد عرضة لتطرف أكثر قتامة وتناحر.ان لم تتدخل العقول.وتراجع حساباتها..
الخلاصة:
نريد سياسة حكيمة معتدلة تراعي مصلحة الوطن وتقدمه في كل سياساتها الداخلية والخارجية.
صالح الداعري