بين المأمول والممكن..الجنوب في مرآة التحديات

بين المأمول والممكن..الجنوب في مرآة التحديات!
كتب / بشار بن عبده المحرابي
في رحلة الشعوب نحو البناء، تظلّ اللحظات المفصلية مليئةً بالتساؤلات، ومشحونةً بالأمل، بين واقعٍ يتطلب الصبر، وحلمٍ يستحق أن نُواصل السعي من أجله.
الجنوب، بما يحمله من تاريخٍ نضالي عريق، وتضحياتٍ جسيمة، لا يزال يُراهن على أن يكون حاضرًا يليق بأمجاده، ومستقبلاً يحقق تطلعات أبنائه.
لكن الطريق نحو ذلك ليس مفروشًا بالشعارات وحدها، بل مرصوفٌ بالإخلاص، والمراجعة الصادقة، والعمل التكاملي الذي يُعلي مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
لسنا في حاجة إلى مزيدٍ من الخطابات، بقدر ما نحتاج إلى تعميق ثقافة الفعل، وغرس قيم المسؤولية، وتعزيز الوعي الجمعي الذي يفرق بين النقد البنّاء والتثبيط، وبين الولاء الأعمى والانتماء الناضج.
الجنوب اليوم أمام فرصة ثمينة لإعادة ترتيب الأولويات، ووضع الأسس المتينة لبناء دولة مؤسسات، تحفظ الكرامة، وتكفل العدالة، وتصون التعدد وتُحسن إدارة الاختلاف.
إنّ الواجب الوطني يحتم علينا أن نحافظ على ما تحقّق، ونواجه التحديات بقدر من الحكمة والمرونة، دون أن نغفل عن أصوات الناس وآمالهم التي لا تزال تنتظر من يصغي لها بضميرٍ حي.
ليس من العيب أن نُراجع أنفسنا، وأن نصغي لبعضنا، وأن نعترف بأن مشروع الوطن لا يصنعه طرفٌ واحد، بل يتحقق بتكامل الجهود وتلاقح الرؤى، حين يكون الهدف هو “الجنوب” لا المكاسب الضيقة.
إنّنا اليوم أحوج ما نكون إلى لحظة صفاء وطني، نستحضر فيها كل ما هو جميل في هذا الحلم الجنوبي الكبير، ونمضي نحوه بخطى واثقة، وعقلٍ مسؤول، وقلبٍ يضج بالوفاء.