اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

رمضان في الجنوب بين التضليل الإعلامي والتحديات الاقتصادية ودور المجلس الانتقالي في التصدي للأزمات

رمضان في الجنوب بين التضليل الإعلامي والتحديات الاقتصادية ودور المجلس الانتقالي في التصدي للأزمات

كتب /وضاح قحطان الحريري

يأتي شهر رمضان المبارك هذا العام وسط تحديات غير مسبوقة تواجه شعب الجنوب، حيث تتزايد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ويتصاعد التضليل الإعلامي الذي يستهدف قضية الجنوب العادلة. وبينما يعاني المواطنون من انهيار العملة وتأخر صرف المرتبات، تستمر قوى معادية في محاولاتها لزعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى، مستغلة الأوضاع المعيشية المتردية لصالح أجنداتها.

التضليل الإعلامي واستهداف الجنوب

لطالما شكل الإعلام أداة رئيسية في معركة الوعي، حيث تعمل جهات معادية للجنوب على بث الأكاذيب والشائعات بهدف تشويه صورة القضية الجنوبية وإرباك الشارع الجنوبي. يعتمد هذا التضليل على تزييف الحقائق، وتحميل المسؤولية للأطراف الجنوبية عن أزمات هي في الأساس مفتعلة ومدبرة من قوى ما زالت ترفض الاعتراف بحق الجنوب في تقرير مصيره.

إن افتعال الأزمات المعيشية، مثل نقص الغاز وارتفاع الأسعار، يأتي في سياق خطة ممنهجة تهدف إلى تأليب الشارع ضد قيادته. ولكن ما يغفله صناع هذه الأزمات هو أن شعب الجنوب أصبح اليوم أكثر وعياً وإدراكاً لهذه المؤامرات، ولم يعد يتأثر بسهولة بمحاولات التضليل التي اعتاد عليها.

دور أبناء الجنوب في رمضان: وعي، تكافل، وتسامح

رمضان هو شهر الرحمة والتكاتف الاجتماعي، وقد أظهر أبناء الجنوب في كل المحن السابقة قدرتهم على تجاوز الأزمات بالتعاون والتضامن. المبادرات الشعبية والمجتمعية تتجلى في هذا الشهر المبارك، من خلال حملات الإفطار الجماعي، ودعم الأسر المحتاجة، وتعزيز ثقافة التسامح بين أبناء الوطن الواحد.

كما يقع على النخب الثقافية والإعلامية الجنوبية دور كبير في توعية المواطنين بمخاطر التضليل الإعلامي، وتشجيعهم على عدم الانجرار وراء الشائعات المغرضة، بالإضافة إلى توحيد الجهود لمساعدة الفئات الأكثر تضرراً من الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

دور المجلس الانتقالي الجنوبي في ضبط الأوضاع

إدراكاً لحجم التحديات، يعمل المجلس الانتقالي الجنوبي على إعادة ترتيب الإدارة المحلية وتعزيز آليات الرقابة لمنع استغلال حاجة المواطنين في رمضان. هناك جهود واضحة لفرض رقابة صارمة على التجار المتلاعبين بالأسعار، وضمان توفير المواد الأساسية، وفي مقدمتها الغاز المنزلي، بأسعار معقولة.

لكن الأزمة لا تتوقف عند الممارسات الاحتكارية، بل تمتد إلى تجاهل الحكومة لمطالب المواطنين، واستمرارها في سياسة المماطلة في صرف المرتبات، التي أصبحت قيمتها الحقيقية متآكلة بسبب انهيار العملة. هنا يجب أن تدرك الحكومة أن تجاهل معاناة المواطنين لم يعد مقبولاً، وعليها تحمل مسؤولياتها قبل أن ينفجر الشارع الغاضب.

المؤامرات الاقتصادية والسياسية: الجنوب يعي الحقيقة
من الواضح أن الأزمات المتلاحقة ليست مجرد صدف، بل هي جزء من مخطط يستهدف الجنوب أرضاً وشعباً. تدمير الاقتصاد، وافتعال الأزمات، والتلاعب بالمرتبات والأسعار، كلها أدوات تهدف إلى إنهاك الجنوبيين وإشغالهم عن قضيتهم الوطنية. لكن ما لم يدركه المتآمرون أن شعب الجنوب بات اليوم أكثر وعياً من أي وقت مضى، وأنه قادر على تجاوز هذه المؤامرات بوحدته وإصراره على نيل حقوقه كاملة.

يظل رمضان فرصة لتجديد العزيمة والإيمان بعدالة القضية الجنوبية، ولتعزيز التكافل والتسامح بين أبناء الوطن. وعلى الرغم من الأوضاع الصعبة، فإن الجنوب قادر على مواجهة التحديات بإرادة صلبة ووعي متزايد. يبقى الأمل معقوداً على استمرار الجهود الشعبية والرسمية لكسر دوامة الأزمات المفتعلة، وإفشال مخططات من يسعون للنيل من صمود الجنوب وشعبه.

زر الذهاب إلى الأعلى