الضالع تنتصر-(25) مايو – القائد (عيدروس )والقرار رقم( 1) وكتائب الجن والعقيد (شيول ).

كتب/ صالح الضالعي
خاضت المقاومة الجنوبية في الضالع حربا ضارية لاتبقي ولا تذر، رغم امكاناتها المتواضعة في العدة والعتيدولايمكن بأي حال من الأحوال أن تكون هناك مقارنة بين عتاد المحتلون اليمنيون ومايملكونه من أسلحة ثقيلة ومتطورة – دبابات – راجمات صواريخ – عربات بي ام بي – حاملات جند – اطقم قتالية متعددة ومتنوعة – بينما المقاومة الجنوبية كان سلاحها الوحيد أنها تملك عقيدة جنوبية قتالية لأحد ولا حدود لها، الا النصر أو الموت – هكذا تمتعت المقاومة الجنوبية في حربها ضد الغزاة المحتلين اليمنيين وفي الحرب الثانية على الجنوب وذلك في عام 2015م ولمدة شهرين في أيام وليالي والحرب تدور رحاها في منتصف مدينة الضالع والتي قيدت مقاتلي الرافضة الحوثية وربطتهم لعدم إحراز أي تقدم يذكر ،بل أنها كلما شنت هجوما نحرت من قبل ابطال الضالع، وبذلك يكون المصير الخسائر الفادحة في الأرواح واغتنام المقاومة الجنوبية الضالعية العتاد العسكري.
سقط في معارك العزة والكرامة والحرية والشرف خيرة شباب ورجال بوابة ومفتاح النصر الجنوبي أنها (الضالع).. بين يوما وآخر تزعرد النسوة الضالعية لفقدان شهيد .. شهداءوقادة (الخطيب -الدب – الخويل- الكعيدي – على ابو الرجال- كردوم – فارس الضالعي) هؤلاء القادة استشهدوا أثناء سير المعارك .
وفي عملية التحرير التي كانت بقيادة الرئيس القائد (عيدروس الزبيدي) المخطط وصاحب البصمة والفكرة التي بها حققت المقاومة الجنوبية نصرا عزيزا سباقا بعد عملية هجومية واسعة النطاق على قوات الاحتلال اليمني، وباعجوبة تمت العملية بنجاح .. بلغة القائد الواثق وحنكته المعهودة كمتمرس على القتال أصدر قراره( رقم 1) والذي قضى بإعلان الجاهزية القصوى لقوات المقاومة الجنوبية في الضالع بعد أن رسم خطته مسبقا.. يقول أحد المقاومين المقربين منا والمشارك في الهجوم بأن قرار القائد (عيدروس الزبيدي) بعد لقاءه بهم وقبل الهجوم بساعة أو تزيد ، إذ أنه أعطى قراره وجها لوجه معهم وقال لهم اليوم سيتم الهجوم على قوات الاحتلال اليمني في منتصف الليلة الماضية الموافق 24مايو 2015م .
وقال بأن الرئيس القائد ( عيدروس) أكد لهم بأن طيران التحالف سيشارك في العملية استباقا كتمهيد ناري ومن ثم سيتم الهجوم المباغت – لكنه أشار بأن الرئيس القائد “عيدروس الزبيدي” وقبل الهجوم بدقائق قال لهم وان لم يتم مشاركة طيران التحالف في العملية فانه لاتراجع عن قراره الخاص بعملية التحرير .. وأفاد المقاوم المشارك في الهجوم باقتراب وقت تحديد مشاركة الطيران التابع للتحالف العربي الغائب واقتراب موعد الهجوم إذ أشارت عقارب الساعة انتهاء الوقت (منتصف الليل) ودخول اليوم الجديد الموافق 25مايو- هنا دقت ساعة الصفر ووصل المقاتلون الجنوبيون إلى مشارف متارس المحتلين اليمنيين دون شعورهم بتحركات المقاومة الجنوبية الضالعية والتحامها في مواقع الرافضة مع غياب تام المقاتلات التابعة للتحالف العربي ،ضف إلى أن السماء لبد بالغيوم والمطر يسقط بغزارة ومع كل هذا لم يتراجع القائد( عيدروس) عن قراره وفي ظل إصرار كل المقاتلين على عملية التحرير.
ويصف المحارب قرار الرئيس القائد (عيدروس الزبيدي) بالعبقري والداهية وذلك من خلال تقسيم المقاتلين إلى مجموعات ولكل مجموعة مهمة تتمثل في إسقاط مواقع ومرابض نيران الرافضة في عاصمة محافظة الضالع وهنا وهناك.
وكشف المقاوم بان اصعب مهمة قتالية والتي يفترض بأن تدرس في كليات الحرب في العالم والمتضمنة اقتحام موقع جبل الخزان المسيطر على المدينة، واعتبر ذلك معجزة خارقة نفذتها كتائب الرئيس القائد (عيدروس) والتي كانت تكنى بكتائب الجن ، ضف إلى تطعيمهن بمقاتلين أشداء ومن مختلف مديريات المحافظة.. واستطرد قائلا: بعد أن تم اختيارنا من ثغور متارس المواجهة، ( الخطوط الأمامية), وفي تمام الساعة التاسعة مساء والذهاب بناء إلى منطقة( زبيد ) معقل الرئيس القائد (عيدروس) والذي استقبلنا بحفاوة كبيرة ومن ثم تحدث معنا وأعلن عن الخطة السرية التي سيتم تنفيذها والخاصة في تحرير جبل الخزان كونه يعد اصعب موقع عسكري من حيث أنه يقع على رأس الجبل العالي وذو طريق واحدة فقط ومحال على اي جيش متمرس في القتال في العالم اقتحامه، ولمجرد التفكير في هذا يعتبر انتحار عسكري جماعي وخسران للقوى المهاجمة- منوها بأن الرئيس القائد ؟(عيدروس) أعطى لهم خطته والمتمثلة بالاتي:
القيام بعملية التفاف وسيرا على الأقدام والتي كلفتهم لمدة ثلاث ساعات ومن ثم التسلل وان كان زحفا رغم وعورة الطريق وفرادى حتى الوصول إلى الموقع ، ثم بعد ذلك وأثناء الوصول عليهم مباغتة الرافضة الحوثية وذلك باستخدام القنابل اليدوية من أجل خلق إرباك بين صفوفها في الموقع والمواجهة وجها لوجه.. كما أنه قال بأن الرئيس القائد ( عيدروس) كلف العقيد /عمر ناجي قائدا لعملية التحرير والذي استشهد في المقدمة و في تلك الواقعة التصادمية والمسفرة عن قتل جميع الروافض في الموقع ،بينما المقاومة الجنوبية الضالعية كانت خسائرها البشرية قدرت ب( 12) شهيداوعددا من الجرحى.
وعلى إثر إسقاط جبل الخزان الاستراتيجي وفي حوالي الدقيقة ثلاثين من صبيحة يوم 25 مايو 2015م علت أصوات التكبيرات في المساجد وزغاريد النسوة في كل أرجاء المدينة ،وفي ذات السياق سمعت تكبيرات المقاومة في كل موقع من مواقع عسكرية محتلة معلنة نصرها على المحتل اليمني.
تتابعت الانتصارات في نفس اليوم وواصلت المقاومة الجنوبية تطهيرها لكل شبر وواد وطوقت أعناق كل رافضي أثيم في كل موقع عسكري حتى وصلت إلى حدود التماس مع مديرية قعطبة اليمنية .
أطلق في معركة تحرير الضالع مسمى العقيد( شيول) ،ويقصد بهذا “الشيول” الخاص بالحفر والذي تم استخدامه لدفن قتلى الروافض لكثرتهم القتلى والذين فاقوا كل التوقعات، جاء استدعاء العقيد شيول بعد الاستعصاء بدفن كل جثة في قبر خاص بها – والذي أدى الدور على أكمل وجه بتلك المهمة.
كان العقيد (شيول) عند حسن الظن فيه وبكل جهد واقتدار قام بعملية الحفر للقبر الجماعي الذي يتسع لعدد من القتلى ودفنهم فيه .
ان النصر الجنوبي في الضالع بداية عهد اسطوري للمحارب الجنوبي ،واثبتت الضالع بأنها أيقونة نضالية وثورية لامثيل لها .
الخلود والمجد لشهداءنا الابرار ، والعافية والتوفيق لجرحانا الميامين الذين سطروا بدماءهم وأرواحهم ملحمة قتالية فريدة ومازالت الضالع حبلى وولادة بالابطال والشجعان والاقحاح- أنها الضالع ياسادة المرضعة لأبناءها الشجاعة والتضحية والفداء في سبيل استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة الوطنية.