حضرموت و محاكاة النضال الجنوبي.

أروى عبود باضاوي
زيارة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، والوفود المرافقة له إلى محافظة حضرموت، هي مبعث فخر للمحافظة، ولها محاكاة أولى للمشهد النضالي الذي بدأت شرارته من مدينة المكلا، وسقوط أول شهداء الثورة في ميادين الشرف من أجل استرداد حق مشروع ودولة أبتلعتها أطماع دفينة و دهاء وسعي خلف الفيد.
محاكاة ثانية هي للقائد عيدروس الزبيدي وانبثاقه كأسد من ميادين النضال و مجالس الزهد وافتراش الرمل، يحاكي الانبثاق الذي صنعه أبناء حضرموت البواسل، فكان الجميع راسماً هدفاً لم يثنه عن الوصول إليه أي ترغيب أو ترهيب، حاملاً مشعل الحرية بيد وبيده الأخرى الكفن.
ومحاكاة ثالثة تندرج تحت مبدأ ” واشدد عضدك بأخيك” في رص الصف الجنوبي واستوائه نحو وجهة هدف واحد، من خلال الحوار الجنوبي ومخرجاته بعدن في 4 مايو 2023 م، حيث أوصل رسالة واضحة مفادها أن أبناء الجنوب ليسوا فرقاء بل على قلب رجل واحد، وهدف واحد، فكان فيهم الاختلاف رحمة.
فالفخر الذي يملأ نفوس غالبية أهالينا بحضرموت والذي سكن بأفئدة الحشود التي سيطرت على منافذ المدينة الشرقية و تلك الصفوف التي ارتصت في الطرق وبداخل المحافل، لتشهد ولادة واقع جنوبي جديد، استطاع فيه الحامل السياسي(المجلس الانتقالي الجنوبي) أن يكون حذقا ومتعاطي مع واقع الرهانات السياسية على الأرض ، والذي سيفرض نفسه بالقوة الناعمة في استقراءٍ للمعطيات ، ولا أقصد بالقوة الناعمة هنا ماقد يتباذر إلى أذهان البعض، ولكن أقصد بها قوة القبول الكبير التي يتمتع بها المجلس الانتقالي الجنوبي والحامل السياسي لقضية الجنوب.
لقد رأيت في عيون نساء المكلا ابتهاج خاصة عند وقوفهن على جانبي الطريق الذي مر به موكب الرئيس عيدروس الزبيدي، خرجن من البيوت والمتنزهات والحدائق من أجل مشاهدة مواكب الفخر والعزة و وفود نضالية بحتة و تجديد الأمل بالحصول على الحق، وأنا على يقين أن من بينهن أمهات وأخوات وبنات شهداء سقطوا من أجل نيل الحرية.
سيتفق معي الكثيرين وسيختلف القليل ولكن هي حقيقة أن زيارة القائد عيدروس الزبيدي ومن برفقته اليوم لحضرموت وأهلها بعثت في النفوس مزيج من السعادة والأمل الكبير وفخر إنجازات كنا نراها مستحيلة، و اعتزاز وكذا ارتياح و طمأنينة، و حزن على فقدان شهداء كان أكبر آمالهم رؤية دولة جنوبية جديدة يقودها أبناؤها.