الرئيس القائد (عيدروس الزُبيدي) عازف اوتار الكلاشينكوف وجهاً لوجه مع قوات الاحتلال.

النقابي الجنوبي/خاص/تقرير/صالح الضالعي.
كلما مرت الايام تتلوها الأشهر لتكون سنين من العمر فإن ذلك يعيدنا إلى مربع بدايات مشوار نضالي طويل خاضه الرئيس القائد (عيدروس الزُبيدي) ضد الإحتلال اليمني (1996)م والمتمثل في تشكيله لاول حركة مسلحة جنوبية (حركة تقرير المصير) – حتم – حركة ذو عقيدة وطنية جنوبية، لاتؤمن بالعمل السلمي البتة لإخراج المحتل من أرض الجنوب، لايمان قائد الحركة الثائر والمقاوم الجنوبي البطل ابو قاسم (عيدروس الزُبيدي) واختياره للمقاومين وتأطيرهم في الحركة.
قد يقول قائل بأن الرئيس القائد (عيدروس) حصر الحركة على مسقط رأسه الضالع – إذ أن اجابتنا تؤكد وعلى لسان كثير من المقاومين الجنوبيين في مختلف محافظات الجنوب – يؤكد مقاوم جنوبي من الوضيع بمحافظة أبين بأن الرئيس القائد (عيدروس الزُبيدي) قام بتأطير إلى صفوف الحركة أكثر من كتيبة كاملة في المديرية.. ويكشف مقاوم من أبناء محافظة شبوة بأن أكثر من (80) مقاتل جنوبي من منطقة واحدة تمَ تدريبهم وتجهيزهم من قبل الرئيس القائد (عيدروس الزُبيدي) ناهيك عن بقية المديريات الأخرى كونه لايعلم حتى يفصح عن معلومات جديدة كي لأيتم تكذيبه.
أما محافظة لحج فقد كانت يافع تعد ملجأ له وردفان كذلك وحتى عاصمة المحافظة – طالت يدي الرئيس القائد عيدروس حد وصولها إلى محافظة حضرموت الغناء ومروراً بالمهرة وسقطرى.. وهُنا سأستدل بدليل على هكذا قول فيما يخص بمحافظة سقطرى وتجنيد أبناءها في صفوف حركة(حتم) الجنوبية وعلى النحو التالي:
يقول أحد الضباط الجنوبيين المنتسبين للواء مشأة بحري والذي جل أفراده وضباطه جنوبيين، بمعنى أن مابعد اجتياح الجنوب بحرب صيف 1994م، عمد النظام اليمني المحتل تدمير الالوية العسكرية الجنوبية وتشتيت الافراد وطرد الضباط، إذ كان نصيب اللواء الجنوبي، لواء باصهيب العسكري الجنوبي الذي قاده الشهيد القائد (ثابت جواس) وأركانه الشهيد البطل (طه علوان الصبيحي) ذلك لما قبل حرب صيف (1994)م .. وبعد اجتياح الجنوب قرر نظام صنعاء تأديب أفراد اللواء نتاج لموقفهم البطولي في المواجهة العسكرية وصموده الاسطوري في قلب عاصمة ذمار اليمنية – القرار المتخذ من قبل الهالك (عفاش) مفاده تحويل اللواء إلى محافظة سقطرى كعقاب لهم وليس تكريماً، لكن هذا العقاب من مصاب جلل إلى ثمرة نضال جنوبي.
– كيف وماذا ؟
يصف الضابط الجنوبي في اللواء بأن الرئيس القائد (عيدروس الزُبيدي) تمكن من اختراق محافظة سقطرى عبر شخصيات سياسية واجتماعية من أبناء الجزيرة، ثمَ بعد ذلك امتدت الحركة لتصل إلى العسكريين الجنوبيين في اللواء وبذلك تمَ تأطير أغلبهم في صفوف حركة تقرير المصير، حتم، بقيادة الرئيس القائد (عيدروس الزُبيدي).
وأكد الضابط الجنوبي الفقيد عليه رحمة الله (ع،أ،ع) عن رسم خطة عسكرية وذلك في عام 1998م من قبل القائد (عيدروس الزُبيدي) تتمثل في الانقلاب العسكري والسيطرة على الجزيرة لتكون أول منطلق لتحرير الجنوب ومنها يتم مهاجمة الألوية العسكرية الشمالية في محافظات الجنوب عبر الطيران وكذلك في حال نجاح الانقلاب العسكري فإن المحافظة السقطراوية ستكون بمثابة دولة للجنوب المصغر.
المخابرات الشمالية تكشف المخطط
موضحاً بأن ثلثين من أفراد وضباط اللواء الجنوبي هُناك تمَ استيعابهم ضمن إطار الحركة وكانوا على أهبة الاستعداد للانقلاب وإعلان الجزيرة أول منطقة جنوبية محررة، إلا أن الخطة وقبل التنفيذ تمَ كشفها من قبل مخابرات الاحتلال اليمني وبذلك سارع النظام إلى ارسال لواء شمالي مجهز بأحدث الأسلحة وبصورة مفاجأة لم نعلمها وتمَ نشر العربات والمصفحات والدبابات في كل شارع وزقاق الجزيرة ومحاصرة اللواء الجنوبي تحت حجة بأن هُناك غزواً خارجياً سيقوم بغزو الجزيرة ..
وأشار بقوله: نحن أدركنا الأسباب الحقيقية التي من وراءها تمَ إرسال اللواء الشمالي إلى الجزيرة كوننا كُنا من المخططين والمنفذين لإسقاطها، فما كان منا إلا إلغاء الخطة ومراقبة الأوضاع عن كثب وماسيترتب عنها في قادم الايام، وتابع بدورنا قمنا بإعطاء بعض القيادات العسكرية المعروفة وحتى الجنود المتخصصين إجازات فورية لكي ينجوا بجلودهم وفعلاً نجحنا في ماأتخذنا من قرارات.
وأفاد بأن النظام اليمني المحتل استدعى بعض الضباط الجنوبيين المنتسبين للواء والتحقيق معهم فتمَ سجن البعض وأطلق سراح البعض وتبعتها خطوات أخرى تتمثل بالاستغناء عننا وتحت حجة
“التقاعد” القسري لنا كجنوبيين بينما اصحابهم لم يشملهم القرارات العسكرية.
مااخذ بالقوة لا يستعاد إلا بالقوة.
من خلال سرد تاريخ يعد غيض من فيض عن مسيرة نضالية شاقة خاضها رئيسنا وقائدنا (عيدروس الزُبيدي) ضد الاحتلال اليمني الهمجي منذُ أن كان شعره أسوداً حتى غزاه المشيب ومازال ممسكاً ومتمسكاً حد الموت في قضية شعب الجنوب ألا وهي استعادة الدولة الجنوبية المختطفة.. حمل القائد (عيدروس) على عاتقه قضية استعادة الدولة الجنوبية بأي شكل من الأشكال المختلفة ولكنه وضع نصب عينيه بأن الكفاح المسلح وسيلة ناجعة لإخراج المحتل اليمني، كونه منطلقاً بأن مااخذ بالقوة لا يستعاد إلا بالقوة، كما أنه مؤمناً بأن المحتلين اليمنيين بالذات عنجهيين في حال شعورهم بأنهم أقوياء، ومن وجهة نظرنا ومن خلال قراءتنا للتاريخ فإنهم في نفس الوقت وأثناء شعورهم بالضعف فإنهم يرتضوا على أنفسهم الخضوع والمهانة – من حكم أرضنا فهو عمنا.
انطلق الليث والثائر الجنوبي البطل (عيدروس الزُبيدي) من منطقة زبيد الضالعية كمقاتل جنوبي لايخشى في الله لومة لائم لطالما وانه آمن بأن قضية شعب الجنوب لايمكن بأي حال من الأحوال تسليم الدولة بطرق سلمية من قبل الاحتلال، وبهكذا اهتدى بهدي القوة وبها سيتم انتزاع دولتنا الفتية من بين انياب ومخالب المحتل اليمني..
عمليات هجومية قادها القائد (عيدروس) وجهاً لوجه.
اتذكر بأن من عمليات الرئيس القائد (عيدروس الزُبيدي) منذُ أن تمَ تشكيل كتائبه العسكرية الجنوبية في عام 1996م ومروراً بعام 1997م الهجوم المباغت على مواقع عسكرية تابعة للاحتلال اليمني في مديرية جحاف وكثير من العمليات الناجحة المستهدفة لشخصيات عسكرية يمنية تابعة للمخابرات.
الرئيس القائد (عيدروس) ومحاولته اغتيال الهالك (عفاش).
ومن ذاكرة النضال الوطني الجنوبي الصائبة والتي تتحدث بأن اول محاولة يتعرض لها الهالك (عفاش) وكانت محققة أن لم يتم القدر وقف في صف الهالك حينها – 1998م – الزمان، نقيل الربض بمنطقة (زُبيد) م / الضالع، مر موكب رأس النظام اليمني المحتل والذي كان محدداً لتنفيذ الخطة الخاصة بإغتياله، إذ أن الرئيس القائد (عيدروس) وأفراد الحركة الحتمية كانت قد أعدت العدة بأحكام، إذ كان القوام لايزيد عن خمسين مقاوم جنوبي.. القائد (عيدروس الزُبيدي) يوجه أوامره لأفراد الحركة بإرتداء الملابس العسكرية الخاصة
بالحراسات الشخصية لرأس نظام صنعاء، يقول أحد المشاركين في تنفيذ عملية الاغتيال بأن الجنود اليمنيين والتابعين للقوات الخاصة الهالك (عفاش) احتلت المواقع الجبلية المحاذية والمسيطرة على منطقة زُبيد بشكل خاص ونقيل الربض بشكل عام والذي اعد من قبل الرئيس القائد مكاناً لتنفيذ عملية الاغتيال، تفاجىء الرئيس القائد (عيدروس) والمقاومين التابعين له بل وأربكتهم عملية احتلال المواقع الهامة التي من خلالها تتم العملية.
كيف واجه الرئيس القائد (عيدروس) جند الإحتلال وإخراجهم من مواقعهم.
بعد إعطاءه أوامره للمقاومين بإرتداء ملابس القوات الخاصة، اعطى أوامره أيضاً بالاتجاه إلى المواقع التي تمَ احتلالها من قبل حراسات رأس النظام اليمني، وحينما وصل القائد عيدروس والمقاومين إلى المواقع وبمغامرة جريئة، قاموا بطرد أفراد وضباط الحراسات الشخصية الهالك (عفاش) على اعتبار أنهم من تمَ تكليفهم بتلك المهمة، فما كان من الجند والصف وقبل دقائق من وصول موكب الهالك (عفاش) تمَ الانسحاب من قبلهم، دقائق فاصلة من وقوع الحدث، وصل الموكب وفي الموقع المرسوم لتنفيذ العملية الذي تمَ تفخيخها بالديناميت من قبل الرئيس القائد (عيدروس الزُبيدي) والمقاومين، قام إلرئيس القائد عيدروس بالضغط على زر الريموت ولكنه خذله، فضغط مرة أخرى ولكنه فشل وثالثة ورابعة وبعد مرور الموكب ببضع مترات سمح الريموت لأوامر القائد (عيدروس) فكان الانفجار الشديد والذي سمع دويه إلى كافة أنحاء الضالع ..
الرئيس القائد (عيدروس) وعناصر الحركة ووجهاً لوجه مع جند خاصة الهالك (عفاش).
بعد الانفجار قام الرئيس القائد عيدروس وأفراد الحركة بإستهداف الموكب بالقناصات وسلاح الكلاشنكوف فأستمر القتال فيما بين الحركة الجنوبية وأفراد حراسات الهالك عفاش استغرق وقتاً والذي بدوره (عفاش) استنجد باللواء الـ(35) مدرع شمالي الذي كان يقوده القائد السنحاني (محمد عبدالله حيدر)، استخدم اللواء كافة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة بما فيها راجمات الصواريخ، فتمَ تدمير منزل الرئيس القائد (عيدروس الزُبيدي) وبعض المنازل في منطقة “زُبيد” ومع كل هذا لم يستطع جند الإحتلال اليمني إحراز أي تقدم للوصول إلى معقل الرئيس القائد (عيدروس) رغم بأن عدد عناصر الحركة التي خاضت المعركة لايتجاوزن الخمسين ، ضف إلى ذلك إلى أهالي المنطقة، إلا بعد ثلاث ايام من المقاومة الجنوبية الشرسة والتي أجبرت جيش الاحتلال اليمني على اللجؤ إلى الشخصيات الاجتماعية في المحافظة لإقناع الرئيس القائد (عيدروس الزُبيدي) مغادرة المنطقة مع أفراده.
كيف عاش حياته أثناء الكفاح المسلح الجنوبي.
بعد عملية محاولة اغتيال الهالك (عفاش) من قبل الرئيس القائد (عيدروس الزُبيدي) ذلك في عام 1998م برز اسمه وسطع أكثر وأكثر وأصبح حديث المواطن الجنوبي اكان في الضالع أو بقية محافظات الجنوب، ففي ذلك العام استشهد الثائر والمقاوم الجنوبي البطل (محمد ثابت الزُبيدي) الذي كان يعد الذراع الأيمن للرئيس القائد “عيدروس” – بهكذا بطولات مسطرة كان الطفل الجنوبي يتمنى حينها أن يراه ويقبل يده على شجاعته في مواجهة المحتلين اليمنيين وإعلانه للكفاح المسلح وسيلة ناجعة لطرد الغزاة من ارض الجنوب – اتذكر حينها بأن شباباً في عمر الورود من أبناء منطقتنا (عدن حمادة الازارق ) كانوا يتفاخرون بأنهم يتبعوا الحركة وأنهم جند الرئيس القائد ( عيدروس الزُبيدي) حتى بات المولود الذي يولد بمسماه تخليداً له ولدوره البطولي الذي سطره في وجه جبروت آلة عسكرية ضخمة ولكنه لم يخشاها ولم يفكر يوماً أن يتراجع عنها ولو قيد انملة.. بدوره الإحتلال اليمني ممثلاً في جنده الهمجي لم يقف مكتوف الايادي، كلا والف كلا، بل أنه جند العملاء والمرتزقة وصرفت الملايين في سبيل الوصول إليه بأي طريقة كانت، ذلك بعد الحكم عليه بالاعدام من قبل قضاء النظام اليمني المحتل.
عفاش: مطلوب عيدروس الزُبيدي حياً أو ميتاً.
ازدادت وتيرة الهجمات المركزة والمباغتة من قبل عناصر حركة (تقرير المصير حتم) حد بلوغها تنفيذ هجمتاتها في ردفان ولحج ويافع والعاصمة الجنوبية عدن، هُنا اتحفظ عن ذكر بعض المواقع التي استهدفها الحتميون وتكللت بالنجاح – كر وفر، أو اضرب وواجه وانسحب اسلوب عسكري حديث اتخذه الرئيس القائد (عيدروس الزُبيدي) آنذاك وهذا التكتيك لم يستخدم إلا من قبل الثائر (ارنستو تشي جيفارا) أثناء تحرير كوباء وعندما غادرها محررة توجه إلى بوليفيا لتحريرها من دنس الإمبريالية، كذلك استخدمت من قبل الفيتناميين أثناء اكتساح القوات الأمريكية لبلادهم .. حنكة عسكرية وعقل عسكري رازح وراسخ رسوخ جبل شمسان، وقيادي مقتدر ومتفرد سياسياً وعسكرياً وصاحب حدس ثاقب وصدر رحب.
تلك الخصال حقاً ستجدها فيه والدليل أنه نجى لمحاولات اغتيال أربع جلها مميتة إلا أنه تمكن من كشف بعضها فغير مسار طريقه وآخر نجى منهن بأعجوبة – عاش مطارداً في الجبال والوديان والشعاب وترك أولاده يكابدوا ضنك المعيشة واختفاءه عنهم، لله دره من قائد جنوبي وهب روحه وحياته ثمناً لانتصار وطن محتل.


