الجنوبيون نحو تأسيس مداميك التحامهم ووحدتهم. 

 

وليد الحالمي. 

وتبقى النوايا الصادقة والمخلصة هي من تستجيب لنوايا هذا الشعب وطموحاته المشروعة خاصة وان حياة الجنوبيين كانت متقلبة من يدا إلى أخرى وأن حلم التخلص من شتاتهم وتفرقهم كان حلم يراودهم ويؤرق مضاجعهم في نفس الوقت بسبب ماوصل إليه حال البلاد، كما أن التباين المجدي والاختلاف العائد بالمنفعة لا يهم بقدر ما يقلق إن الجنوبيين تعرض نسيجنا الاجتماعي لكثير من الضربات وهذا الذي يستدعي ونستنهض أن نكون نموذج متجدد لحياة متطلعة نحو آفاق واسعة تستوعب الكل بعيدا عن التخوين والاقصاء والتهميش أو استحضار أخطاء ماضيه تعقد الماضي والحاضر لأن المرحلة علمت الكثير من مراحل سابقة وإذا لم نتعلم ونتعض من المراحل والأخطاء السابقة التي دفع فاتورتها شعب باجياله المختلفة فاي أخطاء اكبر من هذه او يساويها كي نتعلم منها

أظن أننا استوعبنا مافيه الكفاية  وان المرحلة القادمة مبشرة بالخير في تلاحم أبناء الجنوب ومكوناتهم السياسية والتي أضحت ضرورة ملحة لمواكبة التحديات الراهنة وان التسلح بالحكمة السياسية ركيزة أساسية ومهمة بعد أن كانت الحكمة غائبة عنا او لم تتطاوعنا في عقود ماضية وهذا مايقر به الجميع.

وبما أن المجلس الانتقالي الجنوبي استطاع أن يمشي بخطوات ثابتة وان يحقق انجازات ملموسة مقارنة بالفترة الزمنية القليلة وعلى الرغم من الكم الهائل من المعوقات والعراقيل على الساحة السياسية وأمام  أوضاع متدهورة اقتصاديا وسياسيا وفي ظل حرب برهن الجنوبيين تواجدهم فيها وحرب خاصة كانت تدار ضد الانتقالي نفسه لاجهاضه وتركيع قيادته ومع هذا كله ظل الانتقالي يدعو إلى الشراكة الحقيقية من قلب صادق لكل الجنوبيين واستطاع قيادات المكونات الجنوبية السعي والاستجابة لذلك أو تلك الدعوة فذابت حواجز العناد التي كانت طيلة السنوات الماضية وتم تتويج ذلك باللقاء التشاوري الذي جمعهم  تحت يافطة استعادة الدولة الجنوبية وظلال شجرة التضحيات العظيمة التي ارتوت بدماء الشهداء والجرحى من أبناء الجنوب على امتداد ثورتهم.