اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

خلدون خالد يكتب.. تجاهل الغرب وصمت العرب .!!

 

كتب/خلدون خالد

صمود الشعب الفلسطيني على أرضه ووطنه في ظل صمت الحكام العرب وصمة عار على جبينهم وجريمة سيشهد بها التاريخ على مر الزمن .

الشعب الفلسطيني لن يغادر أرضه ولن يذهب لأي مكان صامدون ضد الآت القتل الإسرائيلية وهي تقتلهم في بيوتهم و تهدم بيوتهم على رؤوسهم في ظل صمت دولي عارم على ما يحدث ضد المدنيين والاطفال هناك .

إسرائيل أصبحت تنفذ قانون الغاب والبقاء للقوى بمعنى بمن يمتلك السلاح يستطيع يبيد الآخر والغاية تبرر الوسيلة ، إسرائيل لا تحارب حماس أبداً في الواقع حماس غير موجودة في حرب مباشرة مع إسرائيل بعد العملية في قطاع غلاف غزة والتي أطلقت عليها الفصائل الفلسطينية “طوفان الأقصى” ، الآن إسرائيل تحارب المواطنين الفلسطينيين تقصف البيوت و تهدمها على رؤوس أصحابها وليس لهم مكان يذهبوا إليه للأسف الشديد حتى لو كان الثمن القضاء على عشرات الآلاف أو أكثر من ذلك من المواطنيين لا يوجد مكان يذهبوا إليه محشرون في زاوية ضيقة جداً هي قطاع غزة أكثر مناطق العالم كثافة سكانية وبالتالي لا يوجد لهم أي مخرج أو منفذ وهم مضطرون للبقاء حتى لو دفعوا الثمن غالي .

كما أن في الواقع المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية كبيرة ويجب أن يقوم بالحد الأدنى لحماية المواطنين الفلسطينيين هناك تمييز عنصري ضد الفلسطينيين كلهم في حالة قلق على المواطن المدني اليهودي الإسرائيلي ولكن ماذا مع المدنيين الفلسطينيين اليسوا بنفس المستوى من أنهم بشر عدد الذين قتلوا من المدنيين الفلسطينيين أكثر بكثير من المدنيين الاسرائيلين حتى في العملية الأخيرة أكثر من 500 مائة طفل و 300 امرأة غير الرجال والشبان الذين قتلوا لا ناقة لهم ولا جمل في هذا الصراع ، إسرائيل لا تصارع حماس هي تقتل الفلسطينين في قطاع غزة حتى الآن لم تصل إلى مستوى المواجهة المباشرة مع حركة حماس في قطاع غزة كل من يقتل الآن هم مدنيون فلسطينيون ماذا مع هؤلاء إلا يرى العالم أن المدني الفلسطيني يساوي المدني الإسرائيلي ، العالم يتجه إلى النازية بصورتها الفضلى نعم الغرب يميز نفس التميز العنصري الذي مورِس ضد اليهود في الحرب العالمية الثانية وما قبلها هذا ما يمارس ضد الشعب الفلسطيني الآن بحجة حماية المواطنيين الإسرائيليين و اسرائيل دولة كبيرة تحمي مواطنيها و تستطيع أن تأخذ مواطنين غلاف غزة إلى أي مكان و توفر لهم كل شي ماذا عن المواطن الفلسطيني الذي لا ماء له ولا غذاء ولا كهرباء ولا وقود ولا معدات طبية ولا ملجأ يلجى إليه .

الغرب كان يؤيد حقوق الشعب الفلسطيني كضريبة إعلامية ولكن طوال الوقت كان دعمهم لجرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني هذا ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا واستراليا وغيرها من الدول وجهود الإتحاد الأوروبي ، كلها قدمت الدمار للشعب الفلسطيني كل الآلة العسكرية التي تقصف بها المدن الفلسطينية والمخيمات على رؤوس أصحابها هي من صنع الغرب وهي من دعمهم ، الغرب لن يقف تجاه حقوق الإنسان كما وقف مثلاً تجاه الوضع في أوكرانيا ، أوكرانيا تتهم روسيا بأنها تحتل بلداً آخر و تخترق حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وما شابه ذلك .

ماذا مع إسرائيل 56 عاماً وهي ترتكب مجازر ضد الشعب الفلسطيني بإعتراف كل القوى الدولية ، تقرير لجنة غولدستون بعام 2008 و 2009 يتحدث عن جرائم حرب تقرير منظمة بيثسليم الإسرائيلية وهيومن رايتس ووتش ومنظمة امنستي كل المنظمات الدولية تحدثت عن جرائم حرب محكمة الجنايات الدولية أصدرت بأمر إعتقال بوتن ، ولكن هناك قادة اسرائيليون ثبت إنهم ارتكبوا جرائم حرب بالدليل القاطع من غير تحقيقات دولية لم يقوموا بإستدعاء أحدهم للمحاكمة ولم تحقق محكمة الجنايات الدولية في هذة الجرائم كلها ، هناك ازدواجية في المعيار .

ما حصل بغلاف غزة في هذه الحرب وهذا العبور الذي قامت به حماس بغض النظر فيما أو ضد سيغير واقع المنطقة ما قبله وليس كما بعده لقد ضرب الوعي الإسرائيلي في الصميم بأن القوة لا يمكن أن تدوم وأن القوة لا يمكنها أن تحكم شعباً كشعب الإحتلال .

من هناك تعرفت على القضية الفلسطينية والكيان الصهيوني المحتل ، من هناك وعبر شاشة التلفاز أثناء مشاهدتي بجانب أسرتي ، نعم وكان عمري تحديداً ست سنوات حينها ، الزمان نهاية 30 سبتمبر عام 2000 أي قبل 23 عاماً ، لحظة إغتيال الطفل الفلسطيني محمد الدُرة يقُتل في حضن والده برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أمام مرأى ومسمع العالم أجمع ، مشهد تاريخي هز العالم كله و أشعل احتجاجات واسعة في كثير من الدول ، قتل حينها الطفل محمد الدُرة بحضن والده وأصيب والده جمال الدُرة لحظة احتماءهم بجانب كتلة إسمنتية لكن دون جدى ، وأصبح الطفل الدُرة أحد أهم رموز الإنتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت آنذاك قبل يومين من استشهاده ، عندما اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ارييل شارون لباحات المسجد الأقصى ، حينها اندلعت انتفاضة فلسطينية ثانية في عام 2002 أطلق عليها إنتفاضة الأقصى فيما لإخماد الإنتفاضة شنت إسرائيل عملية عسكرية أطلقت عليه “السور الواقي” و استمرت حتى عام 2005 استشهد خلالها أكثر من 4 آلاف فلسطيني وجرح نحو 50 ألفا ، فاندلعت عدة مواجهات عسكرية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي و فصائل المقاومة الفلسطينية في نفس عام 2005 ، تحولت على أثرها إلى حرب استمرت أسابيع عدة ، في القطاع الذي يقطن فيه نحو مليوني فلسطيني ، سيطرت عليه حركة حماس في صيف عام 2007 ، ومنذ ذلك الحين أعلنته إسرائيل كياناً معادياً وفرضت عليها حصاراً شاملاً وشهد عدة حروب ، أطلق كل طرف منهما عليه اسماً ، لم تتوقف حينها جريمة إسرائيل عند قتل الطفل محمد الدُرة ، في ديسمبر من عام 2008 قصفت منزل عائلة الشهيد الطفل الدُرة و بدأت إسرائيل حرباً مفاجئة على قطاع غزة أطلقت عليه إسم “الرصاص المصبوب” وسمتها الفصائل الفلسطينية “معركة الفرقان” واستمرت 23 يوما واستشهد فيها أكثر من 1400 فلسطيني فيما اعترفت إسرائيل بمقتل 13 إسرائيلياً ، وفي نوفمبر من عام 2012 بدأت إسرائيل عملية عسكرية هي الثانية وسمتها “عامود السحاب” وردت عليها الفصائل الفلسطينية “بحجارة السجيل” واستمرت 8 أيام استشهد فيها 180 فلسطينيا ومقتل 20 إسرائيليا ، أكبر الحروب تلك التي اندلعت في يوليو من عام 2014 حيث جدد طيران العدو الصهيوني قصف منزل الطفل الدُرة دون أي سبب و أطلقت عليها إسرائيل اسم “الجرف الصامد” والفصائل الفلسطينية “العصف المأكول” استمرت المواجهة 51 يوما استشهد خلالها أكثر من 2300 فلسطيني في حين قتل 72 إسرائيلياً أغلبهم جنود ، أما في عام 2021 بدأت الفصائل الفلسطينية بعملية “سيف القدس” والتي سمتها إسرائيل “حارس الأسوار” بعد استيلاء مستوطنين على منازل فلسطينية في حي الشيخ جراح بالقدس واقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى وأسفرت عن إستشهد 250 فلسطينيا و مقتل 12 إسرائيليا ، في الوقت الحالي عام 2023 كانت ساعات الصباح الأولى تحديداً الساعة 6 ونص صباح يوم السبت الموافق 7 أكتوبر نقطة الإنطلاقة للفصائل الفلسطينية بعملية “طوفان الأقصى” وسمتها إسرائيل “السيوف الحديدية” وأسفرت منذ بدايتها حتى اليوم عن إستشهد خلالها 2450 فلسطيني وجرح 9200 ألفا فيما اعترفت إسرائيل بمقتل أكثر من 1400 إسرائيليا وجرح أكثر من 3508 حيث مازلت رقعة الحرب مستمرة حتى اللحظة و لم تتوقف بعد تلقي العدوان صفعة قوية ب 7 اكتوبر 2023 لم تتلاقى مثلها في الماضي وهي بذلك تريد عودة هيبتها من خلال القصف المتواصل الذي دخل يومه التاسع على التوالي .

زر الذهاب إلى الأعلى