( تقرير ) علاقة حزب الاصلاح في إعاقة أهداف التحالف وكيف تم تفكيك هذا الحزب

النقابي الجنوبي / خاص / تقرير طاهر علاو
منذ انطلاق عاصفة الحزم في مارس 2015 وجماعة الإخوان في اليمن تضع نصب عينيها هدفا يتجاوز تحرير البلاد من الميليشيات الحوثية المرتبطة بإيران، إلى محاولة تهيئة المشهد وتسخير كل إمكانيات التحالف والاختباء خلف عباءة الشرعية لتحل محل الحوثيين في صنعاء كجماعة أيديولوجية تؤمن بمبدأ التمكين الذي لا يختلف كثيرا عن عقيدة الولاية التي يقاتل الحوثيون منذ خمس سنوات في سبيل تحقيقها.
وتسببت أجندة حزب الإصلاح في إعاقة خطط التحالف وتبديد جهود القوى اليمنية في خلافات داخلية أخذت في التصاعد مع تزايد رغبة الإصلاح في الحلول بدلا من الحوثيين في أي منطقة يتم تحريرها وإقصاء كل القوى الوطنية الأخرى التي شاركت في عملية التحرير.
التحكم في الجبهات القتالية
نعلم جميعا عن القرار السياسي والعسكري التي تأخذه مليشيات حزب الاصلاح الإرهابية تحت غطاء الشرعية وذالك من خلال التحكم في جبهات القتالية ضد المليشيات الحوثية الأنقلابية أذرع الإيراني في اليمن التي تسعى من خلالها أطال أمد الحرب واستنزاف دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارت العربية المتحدة
فألحداث الأخيرةمن الهجمات التي شنتها مليشيا الحوثي على المحافظات الجنوبية المحررة وذالك جاء بتنسيق بين مليشيات حزب الاصلاح ومليشيا الحوثي الأنقلابية
حيث تقوم مليشيات حزب الاصلاح تسليم سلاحها من جبهات القتال في محافظة مأرب وايضا في جبهات القتال في محافظة تعز للمليشيات الحوثية من اجل السيطرة على المناطق المحررة مثل الضالع وأبين
وقال ماجد الشعيبي، الناطق العسكري باسم القوات المشتركة، التي تقاتل “الحوثيين” في الضالع أن الهجمات التي شنتها مليشيات الحوثي على المحافظة أثبتت لنا بشكل واضح أن هناك تنسيق عمليات بين حزب الإصلاح ومليشيات الحوثي، حيث حاول حزب الإصلاح إعادة تموضعه في الجنوب عن طريق الجنود، الذين قدموا من مأرب إلى عدن
ولكي يضمن استمرار هيمنته واختطافه للقرار السياسي والعسكري، فإن حزب الإصلاح الإخواني ذهب نحو تفجير معركة المحافظات الجنوبية بغية حرف الأنظار عن الفساد، الذي يمارسه واختطافه للقرار السياسي في البلاد وتوظيف الإرهاب
السعي على السيطرة على المناطق المحررة
هكذا تسعى مليشيات حزب الاصلاح الإرهابية من أجل بسط نفوذها على المحافظات الجنوبية المحررة ففي أكثر من مرة، نشرت تقارير تكشف عن أن حزب “الإصلاح” يسلم أسلحته للحوثيين، وأن قيادات منه تتواطأ مع ميليشيا الانقلاب، وتسرّب لها معلومات سرية وخطرة، وترفع إحداثيات لاستهداف قوى المقاومة، كما تهرّب كميات كبيرة من الذخائر والعتاد العسكري إلى صفوفها.
التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارت العربية المتحدة يعلم أن حزب الاصلاح الإرهابية تضع نصب عينيها هدفا يتجاوز تحرير البلاد من الميليشيات الحوثية المرتبطة بإيران، إلى محاولة تهيئة المشهد وتسخير كل إمكانيات التحالف والاختباء خلف عباءة الشرعية لتحل محل الحوثيين في صنعاء كجماعة أيديولوجية تؤمن بمبدأ التمكين الذي لا يختلف كثيرا عن عقيدة الولاية التي يقاتل الحوثيون منذ خمس سنوات في سبيل تحقيقها
وهكذا تسببت أجندة حزب الإصلاح الإرهابية في إعاقة خطط التحالف وتبديد جهود القوى اليمنية في خلافات داخلية أخذت في التصاعد مع تزايد رغبة الإصلاح في الحلول بدلا من الحوثيين في أي منطقة يتم تحريرها وإقصاء كل القوى الوطنية الأخرى التي شاركت في عملية التحرير.
حزب الاصلاح وإيهام اليمنيين انه مدعوماً سعودياً
سعى حزب “الإصلاح” خلال السنوات الماضية لإيهام اليمنيين بأنه مدعوم من السعودية
فالمملكه العربية السعودية قامت بدعمه على اساس دحر التمدد الإراني في اليمن وانهاء الانقلاب غير أن المملكة لم تعلن عن ذلك ودأبت على احترام مختلف الأطراف اليمنية والتعاون معها بنفس القدر من الجدية وعلى نفس المسافة، المهم بالنسبة إليها هو بناء جبهة يمنية واسعة لاستعادة الدولة ومواجهة المشروع الحوثي المرتبط بإيران.
صحوة السعودية وتصنيف الحزب تنظيمات إرهابية
حين أن صنفت المملكة العربية السعودية حزب الاصلاح الإخواني تنظيمات إرهابية تجنبت أن تحدث ارتباكا في الصف اليمني وأرجأت وضع حزب “الإصلاح” على قوائم الإرهاب، وأعطته فرصة ليثبت الحد الأدنى من مصداقية شعاراته بشأن هويته اليمنية، لكن هويته الإخوانية العابرة للدول غلبت على انتمائه اليمني، وظلت أجنداته خارجية وقراراته موزعة بين الدوحة وإسطنبول حيث تقيم قياداته في أفخم الفنادق.
السعودية والفرصة الأخيرة لحزب الاصلاح
اعطته المملكة العربية السعودية عدت فرص لحزب الاصلاح في تصحيح مسارة والوقوف الى جانب التحالف العربي ضد التمدد الإراني في اليمن
الفرصة التي وفرتها له السعودية والإمارات في اللقاء التاريخي الذي جمع قيادات من الحزب بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في نوفمبر 2018، وهي فرصة قالت أوساط يمنية وقتها إنها لن تتكرر للحزب كي يغير حساباته ويلتزم بعمقه الوطني
وأمام كل هذه الفرص التي توفرت للحزب الإخواني، تحث الدوائر الجنوبية على ضرورة وقف التحالف العربي رهانه على حزب أثبت دائما أنه يفكر خارج اليمن، ويأتي قراره من عواصم أخرى غير عدن، والرهان على القوى اليمنية الأخرى وبينها المجلس الانتقالي الجنوبي.
تفكيك حزب الاصلاح من مؤسسات الشرعية
قام التحالف العربي بتكليف الرئيس هادي تفكيك سيطرة الإصلاح على مؤسسات الشرعية وإذا لم ينجح في تكليف شخصيات مستقلة وعلى مسافة واحدة بين الفرقاء فسيكون مضطرا إلى ترك القيادة في كل محافظة لقوى محلية تكون مكلفة بحفظ الأمن والتصدي لهجمات الحوثيين
وكانت البداية من محافظة مأرب شرقي صنعاء التي شاركت قبائلها في مواجهة المد الحوثي ومنعت سقوط مأرب في أيدي الميليشيات الحوثية التي وصلت إلى مشارف مركز المحافظة، ولعب التحالف العربي دورا حاسما في الحيلولة دون سقوط آخر محافظة في شمال اليمن كان الحوثيون يخططون لإسقاطها بهدف الاستحواذ على منابع النفط والغاز والطاقة في اليمن.
وبالتوازي مع جهود رجال القبائل وقوات التحالف العربي التي كانت تقاتل الحوثيين على أسوار سد مأرب التاريخي، كان حزب الإصلاح اليمني قد بدأ في بسط سيطرته وإحكام قبضته على المحافظة الغنية وتحويلها إلى مركز لسطوته التي امتدت بعد ذلك إلى كل محافظة يتم تحريرها.
إتفاق الرياض وإزاحت الحزب من المشهد
جاء إتفاق الرياض بعد الحرب الأخيرة التي شهدتها المحافظات الجنوبية والتي دعت اليه المملكة العربية السعودية من أجل حل الخلافات بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية
حيث تم تقليص صلاحيات الشرعية لصالح المجلس الانتقالي الجنوبي الذي اتفقت قوى دولية على دعمه وجله بمصاف قيادة دولة وطرف شرعي من خلال عملية تدريجية انتجها اتفاق الرياض وهو ما بتناسب والتوجهات الدولية الجديدة
وبحسب توجيهات دولية يمثل المجلس الانتقالي الجنوبي ركيزة اساسية من ركائز دعم السلام وحمل القضية الجنوبية التي تعد أبرز القضايا في البلد الذي يشهد حرباً منذ خمس سنوات هي الثانية بعد الحرب الاولى في العام 1994 والتي افضت الى واقع مؤقت استمر لسنوات مليء بفشل الوحدة اليمنية التي لم تقم على اسس صحيحة وأدت الى مطالبة شعب جنوب اليمن باستعادة دولتهم وانهاء تلك الوحدة
ويمضي اتفاق الرياض بالمشهد السياسي في اليمن على مسارين متوازين يتمثلان في مسار جنوبي يقابله مسار شمالي سيفضيان وفق الخطة الدولية الى حلحلة الاوضاع والدخول في مفاوضات ندية بين الجانبين الذين يمثلان الوحدة اليمنية ما تشكله من عجز ومشكلة هي الاكبر والاخطر على مستقبل ومصير الشمال والجنوب.
حيث قال السياسي الخليجي الكبير وزير الاعلام الكويتي السابق ان دول التحالف العربي حققت هدفها الرئيسي في التصدي لإيران باليمن، ويتوجب اليوم دعم استقلال الجنوب
وأضاف الشرعية السياسية ليست أبدية وأن الرئيس عبدربه منصور هادي- وإن تمتع بالشرعية- فهو لا يتمتع بالشعبية وعلينا أن نتذكر حقيقة لا يمكن القفز عليها وهي أن اليمن لم يكن موحداً طيلة تاريخه والوحدة التي فرضها علي عبدالله صالح بالقوة عام 1994 لا يعتد بها فالوحدة لا تفرض فرضاً بل تتم طوعاً واختياراً.