اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

شهادة للتاريخ ..والدة جندي يمني: اللهم انصر (عيدروس الزُبيدي) على طغاتنا

انا والجندي اليمني وجها لوجه ..حقائق رويت من صلب الواقع

شهادة للتاريخ ..والدة جندي يمني: اللهم انصر (عيدروس الزُبيدي) على طغاتنا

انا والجندي اليمني وجها لوجه ..حقائق رويت من صلب الواقع

صالح الضالعي

وانا اكتب تلك القصة الحقيقية التي تشبه قصص وروايات الف ليلة وليلة.. لكن تلك الرواية لم تكن منسوجة من واقع خيالي او كلام سردي.. كلا والله، وانما هى رواية وتقتها وبالصدفة رواها جندي يمني كان تابعا للواء العسكري المتمركز في محافظة الضالع، وردفان، والذي كان قائده السنحاني (محمد عبدالله حيدر).

فصول الرواية:
بينما كنت اتناول وجبة الافطار في مطعم (الريمي) والكائن في الحصبة بصنعاء اليمنية، وتحديدا امام بوابة وزارة الداخلية.. اذ دخل شخصا المطعم غير معروفا، فاذا به من اول وهلة كانت نظراته تجاهنا، وبعد ذلك اتخذ مكانا مقابلا لنا، من جانبنا لم نعره أدنى اهتماما، ولكن الامر الذي جعلنا نخشاه كثرة توجيه نظراته نحونا، بذلك حاولنا اقناع انفسنا بان الشخص ربما يكون احد المعجبين بناء كوننا كنا ذو شهرة وصيت كمذيع في قناة السعيدة الفضائية المستقلة، بدورنا وجهنا اليه عزومتنا لمشاركتنا بوجبة الافطار، فما كان منه الا تقديم الثناء والشكر، ومن هنا فتحت امامه حاجز الحياء، ثم قال: استاذنا ممكن اسالك سؤال دون احراج؟.. رددت عليه تفضل بكل سرور.. فكان رده اشكرك على تواضعك، واتمنى ان اكون صائبا في سؤالنا المتضمن، هل انت (صالح الضالعي) المذيع بقناة السعيدة؟.. كانت اجابتنا له نعم، اامر نحن في الخدمة، فقال حفظك الله ومايأمر عليك ظالم، وواصل: بالحقيقة انا من اشد المعجبين بك وبابداعك وجراتك في طرق مواضيع هامة وساخنة لاسيما وانك تميزت عن غيرك في مقارعة لرموز الفساد والمفسدين.. جرنا الحديث وعن مسافة متباعدة، والتي جعلت الزبائن في المطعم تنظر الينا.. وبذلك اشرت له بان يقترب منا، فنهض من مقعده وجلس في مقعد امامنا.

(اعترافات):
بعد اخذ ورد بيننا بداء الرجل الذي يبلغ من عمره تقريبا «40» سنة، اذ عرف بنفسه بانه (م، ع، ح) من وصاب العالي، وشرح تواجده بمتابتعه المستمرة لتجنيده بعد فراره من لواء القائد السنحاني (حيدر) بالضالع، ثم سالنا وانت يااستاذ ترى من اي مديرية بالضالع، رديت عليه باننا من ابناء مديرية الازارق، كان رده والنعم فيكم ياابناء الازارق، لقد وجدت فيكم الشجاعة والكرم وذلك من خلال مرافقتنا لاحد القادة في زيارة له الى مركز المديرية والعودة ، مبديا شكره لما ابدوه المسؤولين من استضافتهم، ووجه نقدا على ماتشهده المديرية من تدهور طالها ،وابنائها وظروفهم الصعبة.

وفي ذات السياق ،اجبنا عليه بلغة يفهمها هو لإيصال الرسالة، واستمر الحديث بيننا جله مركز على الاحداث التي تمر بها المحافظة لاسيما المظاهرات السلمية، والمقاومة المسلحة الجنوبية بالضالع، ولكن السؤال الذي ارعبنا يتمثل: هل تعرف القائد «عيدروس الزبيدي»، هنا اقشعر بدني لاسيما وان عقلي ذهب الى مكان بعيد ، تمعر وجهي،ونبض قلبي كوني كنت على معرفة تامة بانه مطلوبا حيا او ميتا، وان عليه حكم قضائي غيابي باعدامه.. اخذت نفسا عميقا وبابتسامة وحذر شديد اجبته باننا لااعرفه شخصيا، ولكننا اسمع عليه كثيرا، ومن باب المزح قلت له وانت هل تعرف عنه شيئا ام اننا كلنا في الهواء سواء نسمع عنه؟.

الجندي اليمني: غير معقول بان ضالعيا لايعرف القائد ( عيدروس الزُبيدي) الذي ملاء الارض ضجيجيا كاسطورة تحرير بحسب وجهة نظركم، وهذا حق لكم انتم؟، وقال بانه خدم في اللواء لاكثر من 17سنة ،وتم فصله من قبل قيادة اللواء هو ومجموعة من زملاءه بسبب فرارهم وتغيبهم عن المعسكر، مؤكدا بان لهم اسبابهم والمتضمنة التالي:
حينما تم استحداث نقطة خاصة بشرطة النجدة والتي نصبت بالقرب من محطة الوداد، كانت دوما تتعرض للهجوم المسلح من قبل المسلحين، فقدم قائد النجدة مذكرة خاصة لقائد اللواء يطلب فيها تعزيز النقطة بسرية قتالية، وبذا تمت الموافقة ،وتم ارسال السرية التي كنت من ضمن افرادها

اول هجوم مباغت للمقاومة الجنوبية :

وافاد الجندي الوصابي بان هجوما مباغتا للنقطة ،وتحديدا في تمام الساعة الثانية فجرا، وبه تم اسرهم جميعا من قبل المقاومة الجنوبية، وتابع الجندي حديثه: عندما تم اسرنا من قبل المسلحين المهاجمين شهدنا وكبرنا واعتبرنا أنفسنا في عداد الموتى، الا ان مسلحا طويل القامة ويبدو عليه الهيبة والوقار والشجاعة، تجلى هذا ومن خلال تحدث المسلحين معه،والذي قال لهم: اسمعوا مااقول لكم نحن نقاتلكم في أرضنا ولدينا قضيتنا المشروعة، ونحن اصحاب حق، واما انتم كاشخاص فانكم جنود تتبعوا الاحتلال وبذا تنفذون اوامر قياداتكم ،ونتمنى ان يكونوا هم يقودون المواجهات معنا، وندرك تماماً بان لقمة العيش اجبرتكم على تواجدكم هنا ولقمة العيش تحتم على الجميع السعي لاطعام اطفاله واسرته، ومن ثم وجه لكل جندي منا سؤاله: اسمك.. ومن اي محافظة؟

الجندي كانت اجاباتنا بان اغلبيتنا من محافظة اب اليمنية، ومحافظة ريمة، وذمار.. الى ذلك رد كان رد القائدعلينا: بامكاننا قتلكم ،ولكن انتم جنود تعيلون اسركم ،كذلك نحن ثوار بذلك لايوجد في قاموسنا كجنوبيين قتل الأسير. ولكننا نعفوا ونصفح انطلاقا من القاعدة الشرعية ،وبذلك سنعفوا عنكم..ولهكذا وجه اوامره للمسلحين بان يتم تسليمهم اسلحتهم، وصرف لهم من (2000) ريال كمواصلات لهم الى محافظاتهم ،ولكنه في نفس الوقت وجه لهم إنذارااخيرا مفاده اياهم والعودة، فانها تعني لهم القتل في حال ووجدوهم في النقطة، فسارع الى توجيه اوامره لاثنين من المقاتلين بمرافقتهم الى الفرزة ،والاطمئنان عليهم من التعرض لسؤ، فتم حجزباص اجره، والانطلاق نحو مديرية قعطبة، ومن ثم حجز كل جندي منهم باص أجره اخر ،وبحسب مناطقهم ، حدوصولهم الى مناطقهم

واشار الجندي بانه وصل داره في وقت متاخر اي تحديدا في الثامنة صباحا.. واثناء دخوله عتبة المنزل سالته والدته، لماذا تاخرت ياولدي، اذ سرد لها القصة وماجرى له وزملاءه؟

استدعاء وتهديد بالفصل

وتحدث الجندي اليمني بانه تلقى اتصالا من قائد كتيبته بعد اسبوع كامل ، موجها له وزملاءه انذارا واستدعاء للحضور وبنفس الوقت تهديدا بالفصل حال عدم استجابتهم.. واستطرد الجندي قائلا: لاخيار لنا الا تنفيذ الاوامر، فتحركت اليوم الثاني الى المحافظة الضالعية ،وسجلت بلاغ التمام للعمليات والتي أبلغت قائد الكتيبة، وزملائي بتواجدنا، فكان قراره الانذار والعودة الى نفس الموقع..

وقال الجندي بانهم مكثوا في النقطة تقريبا اسبوعين ومن ثم فوجئوا بهجوم مسلح في منتصف الليل به تم اسرهم مرة أخرى ايضا، واضاف بان قائد الهجوم هو نفسه ،والذي اثنى على ذكاءه وذلك من خلال تعرفه عليهم

وواصل شرح تفاصيل القصة : قال القائد انت تم اسرك في الهجوم السابق، وانت، وانت

وعلى لسان الجندي اليمني بان
القائد قدم عتابه الشديد بقوله: انا انذرتكم وقلت لكم ان من نجده متواجدا بعد ان عفونا عنه سيكون جزاءه القتل

يجيب الجندي : توقعنا قتلنا ولكن القائد الذي لم نعرف من هو اصلا كان متسامحا معنا ذلك باعطاءنا فرصة اخرى، وبذلك امر بارجاع سلاحنا وصرف لنا حق المواصلات ،وارسل معنا مرافقين الى الفرزة ..وانطلقنا نحو ديارنا وقررنا عدم العودة، ولكننا بنفس الوقت تاكدنا بان القائد هو (عيدروس الزُبيدي)،

واختتم الجندي قصته وزملاءه بانه حال وصوله منزله سالته والدته عن سبب عودته، وماكان منه الاشرح لها الحادثة، وبدورها سالته من هذا القائد الكريم ابن الكريم ؟، فاجابها : يقولون بانه (عيدروس الزبيدي)، وبذلك رفعت والدتي يديها الى السماء ووجههت دعوتها لله بان اللهم انصر (عيدروس الزبيدي) على طغاتنا ،وثبت اقدامه.. الجندي ايضا قال لنا والله ياضالعي لو ان هناك (100) رجل من امثال (عيدروس الزُبيدي) لتحررتم خلال عام.. واكد الجندي وزملاءه تعرضوا للفصل من قبل قيادة المعسكر، وانه حاليا يتابع للتسجيل في الامن المركزي وتوفق فيه الا ان حظه جاء بتوزيعه ضمن تشكيلة الامن المركزي محافظة شبوة..

زر الذهاب إلى الأعلى