اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

ماذا تعني ذكرى التصالح والتسامح بين أبناء الجنوب؟

 

 

كتب/ بسام احمد عبدالله

التصالح والتسامح كلمتان خفيفتان على اللسان لكنهما تعدان ارقى اشكال الحوار بل ذروة سنامه .وهكذا فإن لجؤ الجنوبيين إلى هذا المبدأ ليس اعتباطا أو حدثا عابرا لتغني به،كلا والف كلا كونهم أصحاب الفكرة خبروا المعنى ومنه انطلقوا لتطبيقه على أرض الواقع فكانت النتيجة المتمخضة عن إعلان مبدأ التصالح والتسامح في 13 يناير 2006م ومن جمعية ردفان بالعاصمة الجنوبية عدن.

 

   قبل أيام هلت علينا الذكرى هذا العام 2023م بعد أن قطع شعبنا الجنوبي مراحل طويلة من النضال وقدم قوافل من الشهداء لاستعادة دولته 

 

مخاضات عصفت بالجنوب منذو استقلاله عن بريطانيا وكانت هانك منعطفات تاريخية هامة وصراعات وحروب اهلية أدت جميعها إلى تعثر وانتكاسة لمسيرة الدولة .

 

 تسارع الأحداث المتسارعة أفضت الى ارتمائه في وحدة اندماجية مع الشمال دون فهم مسبق وعميق لطبيعة النظام بالشمال ومراكز النفوذ المتحكمة فيه،

ونتج عن الوحدة اقصاء وتهميش وغمط لحقوق ابناء الجنوب وكان ينظر لهم إلى أنهم مجرد وعاء ضريبي لرفد خزائن صنعاء بالاموال 

 

وقد عبر شعب الجنوب عن رفضه لكل أشكال الظلم والاقصاء والتهميش التي مورست بحقه. 

 

لقد مرت كثير من دول العالم بصراعات وانتكاسات وحروب اهلية طويلة كفرنسا وامريكا وروسيا وغيرها من دول العالم وبعد انتهاء الحرب بهذه الدول وبالرغم من التركة الثقيلة التي خلفتها هذه الحروب من دمار وخراب للبشر والشجر والحجر الا أن هذه الشعوب قوية الارادة إذ أنها استطاعت تخطي وتجاوز المحن بل وخرجت منها دول عظمى وكان سر نجاحها، هو اعتماد قيم التصالح والتسامح والتعايش والقبول بالآخر واحترام التنوع الثقافي والاجتماعي والاقتصادي بين ابناء المجتمع والدولة الواحدة وتم تكريس هذه القيم كمنهج لحياة الفرد والجماعة وشرعوا إلى تأسيس دولة النظام والقانون القائم على مبدأ المواطنة والمساواة أمام القانون في الحقوق والالتزامات. 

 

نستطيع القول أن ابناء الجنوب الأبي ليس أقل من هذه الشعوب والدول والتي مرت بظروف مشابهة بها فإن الجنوبيين لديهم قدرة على تخطي الماضي بكل سلبياته وتفاصيله المؤلمة والعمل بالشراكة بإرادة لا تلين سويا ويداً واحدة على استشراف المستقبل الواعد بكل مايحمله من خير وسلام وتنمية للجميع أن شاء الله. 

 

الواقع يؤكد بأن جميع المراحل والمنعطفات والانتكاسات التى مر بها الجنوب لاعلاقة للمجلس الانتقالي الجنوبي بها لامن قريب او من بعيد بل أن المجلس ورثها من الحقبة السابقة ولن يدير لها ظهره- حيث يسعى المجلس لإغلاق هذه الملفات من خلال وضع الحلول والمعالجات المتاحة لادراكه بان هذه الملفات تمثل تهديدا حقيقيا للسلم الأهلي والوحدة الوطنية الجنوبية و تفتت النسيج الاجتماعي الجنوبي بل ويمكن استقلال هذه الملفات من القوى المعادية والمتربصة بالجنوب في خلق أزمات وعراقيل تعيق الجنوب عن تحقيق اهدافه في استعادة دولته وبالتالي نرى أن العمل على تعزيز الاصطفاف الوطني الجنوبي وتكريس مبدأ التصالح والتسامح كمنهج حياة وثقافة والدعوة إلى نبذ المناطقيه والقروية وتجريم كل من يمارسها قولاً او فعلاً من خلال سن التشريعات والقوانين التي تجعل المواطنة هي الأساس للحقوق والواجبات لاقامة الدولة المدنية الحديثة. 

 

أن ابناء شعب الجنوب يعلقون آمالاً عريضة على قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة بالرئيس المناضل / عيدروس قاسم الزبيدي في السير بسفينة دولة الجنوب إلى شاطئ الامان والانتصار للقضية الجنوبية العادلة والذي قدم من اجلها شعب الجنوب التضحيات العظام عبر مراحل نضاله الطويلة وطي صفحات الماضي بكل سلبياته وإلى الابد … 

 

بسام أحمد عبدالله

13يناير 2023م

زر الذهاب إلى الأعلى