أيُّها الصحفي الجنوبي الحرّ الأبي.
عائشة العولقي
إن أمل الشعب الأخير بين يديك،وأوجاعه تحت ناظريك ،وقضاياه سُلًمت إليك،فارمِ اليوم ما نأمل صيده في القادمات، واقذف من الحق في روعهم ما يمكّنهم من الالتفات،وكُنْ حذقاً واحرص على جودة الانتقاء وما يستحق الذيوع والبقاء.
ربَّما يجعل الله في هذا المؤتمر من الخير ما يمكن أن يتسرّب لأقصى الجراحات فيداويها ولعمق القضايا فيداريها.
ربما تُحيي بكلمة منك أملًا مَيتاً،ويصل صوتك لأبعد مما رَميت،وربما تحوز الفضل في حلّ معضلة إذا نويت.
إن القلم الحرّ إذا كان في يد مخلص علا وارتقى، وكان أنجع من بلسم الأطباء والدواء، وقد يكون مبعث النبوغ والبراعة والحصافة في أمرٍ ما ،كلمة صحفيّ حرّ صادق مثّكل بالوطن مثخن بأنينه مثقل بأوجاعه،لا تستهن بقلمك فقد يحيي الله به الأموات ويلامس حسًّاً متطلعًاً للفجر المشرق فتضج الدنيا ببشائر النور،فكم قد نهضت الشعوب لفكرة متوقِّدة وبأقلام أمضى من السيوف تمسك بيدي الشعوب نحو درب رفيع.
احتسب الأجر وتسلَّح باللُّطف والصبر وأعلم أنّك على ثغر ،فلا نؤتين من قبلك.