حماك الله يا قمر

المهندس / معمر صالح الضالعي
رحلت موارياً عني دجى عينيك يا قمرُ.
وشعر الضوء منسابُ على فستانك العطرُ .
وفي أعماقك الياقوت والالماس …. والدررُ
وحين رجعت يا حسناء لم ألقى سوى حجر … وفي أعماقهِ حجرُ.
أديري وجهك نحوي …
لأنظر في دجا عيناك ….. يأقمرُ
اديري وجهك نحوي …
لأعرف كيف ابدو الان في عينيك …. يا قمرُ.
أديري وجهك نحوي…
فهذا القب من سهميك …. يا عيناي يحتضرُ…
انا بشرُ… انا بشرُ ….. انا بشرُ.
انا بشرُ ، يعيش بقلبه يا نبض قلبي ، الكون و البشرُ.
انا بشرٌ … وفي قلبي تمرُ الف قافلة …
تحث خطاها في سفرِ … ودونه … دونه سفرُ.
اديري وجهك نحوي …
لتصمت في فمي الكلمات ملىء الصمت من صمت…
و ما في الصمت من أخبار يملئ صمتها الخبرُ…..
اديري وجهكِ نحوي …. لأفراح حين ألقى النور …
وأن كنت قضيت الليل في سهرٍ ، يطوف حوله سهرُ وفي أعماقه سهرُ.
حماك اللهُ …. يا قمر ُ
أديري وجهك نحوي …
بلا لومٍِ ولا عتبٍ …..
فما حُمّلتُ من حملٍ ينوءُ بألفِ قافلةٍ …
يحثُ خطاهُ … في أعقابها التترُ.
أما تدرين يا حسناء ، كم تاهتْ قوافلنا …
وكم ضُلّلنا في سفرٍ … بمن خانوا ومن غدروا…
أما تدوين كم أُثخنّا ، كم أُعرجنا …. وكم أسْرتْ قوافلنا….
وكم ضُربت قوافلنا …
بمن لم يكتبوا سفْراً …..
و من لم يقرعوا وترُ.
فرفقاً فينا أنت الرفق يا قمرُ.
وان ضاقت بك أعذاري…
حتى غدت لك الأعذار من أعذاري تعتدرُ.
فأنتي في الوطن وطني
وانتي الزاد والسفرُ…..
وانتي الجنة الأولى …
وانتي النور والنظر ُ.
ولو خُيرتُ اين تكون جناتي ….
حين تبدل لأكوان والأزمان ..
ويختفي فيهما الأثرُ.
لقلت في دجى عيناك …
يا عيناي …. يا قمرُ
لقلت فيك …. منك ، إليك بين جمالك النظِرُ.
لقلت في ذراعيك وبين يديك …. يا قمر
فداك القلبُ ، نبض القلب.
…
حماك الله …. يا قمرُ.