محمد الجنيدي: استذكار المواقف

محمد الجنيدي
الكثير منا ينصرف عند مرور ذكرى تحرير عدن، لاستذكار المواقف البطولية التي سطّرها أبناء العاصمة عدن والجنوب عامة في ميادين الوغى وفي ساحات القتال، وهي مآثر وبطولات ستظل عالقة ومحفورة في أذهان الأجيال المعاصرة، وسيخلدها التاريخ في سجلاته بأحرف من نور.
وفي الوقت الذي ينال أولئك الأبطال جزءاً يسيرا لما سطّروه في هذه المعركة الخالدة، فإن الواجب يحتّم علينا أيضا، ونحن نعود بالذاكرة لتلك الأيام التي انقضى من عمرها تسع سنوات، أن نستذكر المواقف الخالدة لأولئك الجنود الذين لم يحملوا السلاح، وكانوا مصدرا حقيقيا للصمود والثبات وتحقيق الانتصار، أولئك الجنود المجهولون، المكافحون الذين غامروا بأرواحهم لإنقاذ الجرحى في مسارح القتال وفي المستشفيات، أولئك الذين لم ترهبهم أصوات المدافع، وأزيز الرصاص واستبسلوا لإعادة الخدمات الأساسية من كهرباء، ومياه، وصرف صحي وغيرها، أولئك الذين وهبوا وقدموا أموالهم ومدخراتهم لتأمين الغذاء والدواء والدفاء، فكانوا خير عون وسند لتحقيق ذلك النصر، وهناك الكثير من تلك النماذج التي كانت سببا في صناعة هذا المجد.
إنصافا لأولئك الذين يحق لهم الفخر والاعتزاز بتلك المواقف، فإننا نرفع لهم أعظم التحايا ونقر لهم بجزيل الشكر والعرفان، وينبغي لهم أن يثقوا كل الثقة، بأن تلك المآثر والمواقف المشرفة، ستظل عالقة ومدونة في سجلات حكاية الثبات والانتصار في معركة تحرير العاصمة عدن