احمد عبدللاه يكتب: لا صوت يعلو فوق “الصرخة”

احمد عبدللاه
تخيّل، عزيزي القارئ، أن جماعة أنصار الله يمكن أن تلقي بك في غياهب السجون أو تدفنك تحت التراب لمجرد أنك كتبت جملة لا تعجبهم أو أثارت فضولهم، وقد يقتلونك إذا رأوا أنك لا تستحق الحياة تحت سلطتهم، فلا صوت يعلو فوق صرختهم.
وتخيّل أن خلايا إعلامية منتشرة كالوباء، لا ترى من حقيقة ما يجري في صنعاء سوى ما يرفع عنها العتب، إذ إن تركيزها موجه إلى جهة أو جهات أخرى، وقد ماتت بصيرتها تحت ركام المواقف الموجهة أو المشتراة.
وتخيّل أيضاً أن زعيم “أنصار الله” يطل عبر الشاشة ليخاطب المؤتمر القومي العربي في بيروت، لأنّ هناك من “الشخصيات العروبية” مَن يسانده بحجة أنه يرسل صواريخ إلى إسرائيل، ليغسل بها دماء الذين قتلهم وشرّدهم في بلاده، وليبرّر بها جرائمه التي فاقت ما ارتُكِب من آثام في تاريخ اليمن، قديمه وحديثه.
من يقتل وطنه ثم يرفع شعار الدفاع عن غزة، لا يقاوم العدو الإسرائيلي، بل يهرب من صورته في مرآة بلاده.
وتخيّل أن هناك من يراه “سلطة أمر واقع”، ويرجوه سلاما.