الجحافي يكتب: الجنوب.. إرادة شعب لا يمكن تجاهلها

علي أبو شلال الجحافي

في تصريح حديث أثار جدلاً واسعاً، صرّح وزير الخارجية اليمني شايع الزنداني بأن “لا توجد أي مقترحات لحل الدولتين في اليمن”، في إشارةٍ واضحة إلى رفضه لفكرة استعادة الدولة الجنوبية المستقلة. ومن منظور جنوبي، فإن هذا التصريح يتجاهل الحقائق الراسخة على الأرض ويستخف بإرادة شعب كامل، لم يعد تابعًا لأي جهة خارجية، بل أصبح كيانًا مستقلًا يسعى لاستعادة دولته وكرامته.

اليوم، الجنوب يمتلك مؤسساته وقضيته وشعبه الذي قدم التضحيات الجسام في سبيل الحرية والعدالة الوطنية. إن القول بعدم وجود مقترحات على الورق لا يُلغي واقعًا ثابتًا: هناك شعب قرر أن يستعيد دولته وهويته بعد عقود من التهميش والإقصاء منذ أحداث 1994، حين تحولت الوحدة التي دخلها الجنوبيون بنية صادقة إلى أداة لنهب الثروات وتهميش الإنسان الجنوبي.

الجنوبيون لم يطالبوا بحقهم اليوم من فراغ، بل نتيجة تجربة مريرة امتدت لعقود من المعاناة والظلم. المطالبة باستعادة الدولة ليست خيارًا سياسيًا فحسب، بل ضرورة وطنية وتاريخية، تحمي الكرامة وتحقق العدالة لشعب لطالما انتظر الاعتراف بحقوقه المشروعة.

الواقع على الأرض يفرض نفسه، مهما حاول البعض تجاهله: هناك شعب كامل في الجنوب حسم أمره، وقرر أن يعيش بحرية فوق أرضه وتحت رايته، في دولته المستقلة. هذا هو المقترح الحقيقي، وهذه هي الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها أو إغفالها.