وعي الجنوب يحطم آلة التظليل الإعلامي للإخوان
النقابي الجنوبي/خاص
في زمن أصبح فيه الإعلام أداة رئيسية في الحروب الناعمة، يبرز الخطر المتمثل في قنوات الإخوان اليمنية (بلقيس، سهيل، يمن شباب، والمهرية)، التي لم تعد مجرد وسيلة إعلامية، بل أصبحت منصة لتضليل الرأي العام وتشويه صورة الجنوب ومؤسساته الوطنية. هذه القنوات تمارس حملة ممنهجة لبث الأكاذيب والتحريض على الانقسام الاجتماعي، متخادمة بشكل واضح مع إعلام مليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية، في محاولة لإضعاف المجلس الانتقالي الجنوبي وقادته، وتقويض استقرار الجنوب الداخلي.
المجتمع الجنوبي اليوم مدرك حجم هذه المخاطر، فالوعي أصبح السلاح الأقوى في مواجهة التضليل الإعلامي. فكل خبر كاذب يُكشف وكل مؤامرة تُفشل بفضل تماسك الشعب وثقته بقيادته، ويظل التحليل المستند إلى الأدلة والمنطق هو الرد الأكثر فعالية على ما يبثه الإعلام المضلل. ومن هذا المنطلق، دعا ناشطون وصحفيون جنوبيون إلى مقاطعة هذه القنوات على جميع المنصات، ورفض منحها جمهورًا أو مصداقية، مؤكدين أن الوعي الإعلامي هو درع حماية الوحدة الوطنية الجنوبية.
أساليب التضليل الإعلامي لقنوات الإخوان
تتبنى قنوات الإخوان أساليب متعددة لإرباك المشهد الجنوبي: فالتضليل يبدأ من المزج المتعمد بين الرأي الشخصي والتحليل غير الموضوعي والخبر الرسمي، مرورًا بفبركة الأخبار والصور والفيديوهات، وصولًا إلى تضخيم الأحداث العابرة لتبدو وكأنها أزمات حقيقية تهدد الأمن الوطني. وهذه الأساليب لم تترك حدثًا وطنيًا إلا وقامت بتحريفه، سواء كانت انتصارات سياسية أو عسكرية، بما يخدم أجنداتها الخاصة، ويزرع الفوضى والخوف بين أبناء الجنوب.
وتتجلى خطورة هذا الإعلام في أنه يستخدم التحريض المناطقي كسلاح لتقسيم المجتمع، بينما تتناسق سردياته بشكل ملفت مع روايات إعلام مليشيات الحوثي، ما يؤكد وجود تحالف تضليل مشترك يستهدف وحدة الصف الجنوبي وإرباك الرأي العام. إن فهم هذه الآلية هو أولى خطوات التصدي لها، كما أن التحليل المستمر للأخبار وتفكيك الشائعات يشكل خط الدفاع الأول للوعي الجنوبي.
دور الإعلام الجنوبي المهني
على النقيض من الإعلام المضلل، يلعب الإعلام الجنوبي، ممثلًا بقنوات مثل قناة عدن المستقلة، دورًا محوريًا في حماية الهوية الوطنية وتعزيزها، فهو صوت مهني وتحريري في مواجهة الفوضى الإعلامية. ويسعى هذا الإعلام إلى نقل الحقيقة دون تزوير أو تحريف، والالتزام بأخلاقيات المهنة الصحفية، مع تعزيز ثقة الجمهور بمؤسساته الوطنية.
الفرق بين الإعلام الجنوبي والإعلام الإخواني صار واضحًا للجميع: الأول يقوم على المهنية والشفافية، بينما الثاني يعتمد على الأكاذيب والتحريض والتضليل لخدمة أجندات حزبية ضيقة، وغالبًا ما يتنكر للقيم الوطنية والمصداقية. ولذا، فإن مواجهة الإعلام المضلل مسؤولية جماعية، تبدأ من الصحفي وصولًا إلى المواطن، عبر نشر الوعي الإعلامي، والتحقق من الأخبار قبل تصديقها أو تداولها، وكشف الأساليب الملتوية التي تستخدمها القنوات الإخوانية.
الوعي الجماعي كخط دفاع
يشدد ناشطون جنوبيون على أن الوعي الجماعي هو السلاح الأقوى ضد التضليل، فالتصدي للأكاذيب يتطلب معرفة دقيقة بأساليبها: من فبركة الأخبار واختلاق القصص، إلى تضخيم الأحداث وتصويرها في سياقات مزيفة، إلى استخدام التحريض الشخصي ضد الرموز الوطنية والقيادات الجنوبية. ومن خلال التحليل التفصيلي لكل خبر كاذب، يمكن تمييز الحقيقة من التضليل، وهو ما يعزز القدرة على الرد الفوري والتصحيح العلني للمعلومات المضللة.
وفي كل منعطف وطني، يظهر السقوط الأخلاقي والمهني لقنوات الإخوان بوضوح، حيث تنكشف محاولاتها المستمرة لتشويه المجلس الانتقالي وقادته، واستغلال الأحداث الإنسانية والسياسية لتحقيق مكاسب حزبية ضيقة. وهذا الانحياز الواضح يمثل دليلًا على أن هذه القنوات ليست صوتًا مهنيًا بل أدوات لحملات تضليل ممنهجة، وهي محاولات باتت جميعها فاشلة أمام وعي أبناء الجنوب وإدراكهم للحقائق.
تاريخ التضليل الإعلامي وتأثيره على الجنوب
لم يكن التضليل الإعلامي وليد اللحظة الراهنة، بل له جذور تمتد إلى فترة ما بعد عام 1994، حين سيطر الإخوان والعفافشة على مفاصل الإعلام ومراسلي القنوات الدولية، وبدأت محاولات تشويه النضال الجنوبي وتزييف الأحداث لصالح أجندات سياسية ضيقة. ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف محاولات إعادة كتابة التاريخ أو تحريف الإنجازات الوطنية الجنوبية، عبر إنشاء قنوات مثل بلقيس وسهيل والمهرية ويمن شباب، التي تعمل على استهداف الهوية الجنوبية، وتحريف الحقائق التاريخية والسياسية.
وتُظهر التجارب السابقة أن هذه القنوات تعتمد على نشر الكراهية وتعزيز الانقسام الاجتماعي، مستغلة كل مناسبة وطنية للجنوب لتضليل الرأي العام، وإضعاف الثقة بقيادة المجلس الانتقالي وبالقوات المسلحة الجنوبية، وسعيًا لتمهيد الطريق لعودة أجنداتها العدائية.
المسؤولية الوطنية ومقاطعة القنوات المضللة
من هنا، يأتي الدور الحيوي للمجتمع الجنوبي والإعلاميين في توجيه الرسالة الواضحة: لا تتركوا هذه القنوات منصة لنشر الأكاذيب والتحريض، احرموا هذه القنوات من المشاهدين، وفضحوا كل خبر مزيف، وشاركوا في تعزيز الوعي الجماعي بمخاطر التضليل الإعلامي. فالولاء للقيم الوطنية الجنوبية، والدفاع عن المؤسسات الوطنية، هو الطريق الأمثل لمواجهة المحاولات الرامية لتقسيم المجتمع وإضعاف استقراره الداخلي.
كما يُنصح أبناء الجنوب بالابتعاد عن الأخبار المضللة، وعدم الانجرار وراء حملات التضليل الإعلامي، والتحقق دائمًا من صحة المعلومات قبل إعادة نشرها، والاستفادة من محتوى الإعلام الجنوبي المهني، الذي يعتمد على المهنية والمصداقية والشفافية في نقل الأخبار. هذا النهج يحمي الأجيال القادمة من الانزلاق في فخ الأكاذيب، ويعزز قدرة المجتمع على الدفاع عن هويته الوطنية ومكتسباته السياسية.
وعي الجنوب درع الصد الأول
ختامًا، تكشف هذه التجربة الإعلامية أن الإعلام المضلل لن ينجح في زعزعة استقرار الجنوب، فوعي أبناء الجنوب يشكل الدرع الأقوى في مواجهة التضليل، والمصداقية هي العتاد الحقيقي لكل إعلامي ملتزم. إن معركة الإعلام الجنوبي مع قنوات الإخوان اليمنية هي معركة وجود ووعي، وكل تحليل دقيق، وكل كشف لأكاذيبهم، يضعف تأثيرهم ويعزز صمود المجتمع الجنوبي في مواجهة الفوضى الإعلامية.
الإعلام المهني، المبني على الحقائق، والالتزام بالقيم الوطنية، ليس فقط أداة لنقل الخبر، بل خط دفاع استراتيجي للحفاظ على وحدة الجنوب واستقراره، وضمان ألا تتحول القنوات المضللة إلى أدوات تهديد للوطن والمجتمع.
وعي الجنوب اليوم هو السلاح، والإعلام الوطني المهني هو الحصن، وكشف التضليل الإعلامي هو المهمة التي لا تنتهي، لضمان حماية المجتمع الجنوبي، وترسيخ قيم الوطنية، ودحض كل محاولات التشويه والتحريف، وإبقاء الحقيقة حاضرة لكل مواطن جنوبي يعي قيمة تاريخه ووطنه.