بعسسة

علي محمد سيقلي
يبدو أن بعض العقول الصغيرة لاتملك إلا مقصا واحدا، مقص التبعية.
أراك تقف إلى جانب الانتقالي؟ إذن أنت من “جيوب المجلس” ومقرب من مطبخه السري وعموده الفقري ورفيقه في السهرات والسفر.
يا من تصطادون بالماء الآسن:
وقوفي في صف الانتقالي لا يعني أنني أحمل بطاقته الممغنطة، ولا أنني أتناول فطوري في صالة الانتظار الخاصة بمجلسه.
إنه يعني ببساطة أنني أملك رأيا، قناعة، فكرة.
هناك شيء اسمه عقل، وهو شيء يبدو أن البعض باعه في المزاد العلني بثمن بخس، وأخذ معه فاتورة شتيمة جاهزة يلوح بها متى رأى أحدهم يختلف عنه أو معه أو يسبقه بخطوة.
يا من تحشرون الناس في خانات جاهزة، إسقاطي في خانة التبعية لا يرفعكم، بل يضعكم في خانة أوسع اسمها، “قصر النظر” خانة مزدحمة بالتبريرات الكسولة والظنون العرجاء.
دعوني أهمس لكم همسة موجعة،
الحر لا يساق، والقلم الحر لا يكتب بأمر أحد، لكن القاصر فكريا يظن أن كل من يكتب خارج قوقعته هو مجرد موظف تحت الطلب.
فارتشفوا قهوتكم الممزوجة بالظن، واتركوا لي متعة السير وحدي في طريق القناعات.
فالأتباع كثر، لكن القافزين على الحبال الفكرية أكثر من الهم على القلب.