مقال للكاتبة الجنوبية روعة جمال..[الوطن روحي]

كتب / روعة جمال
حب الوطن يسكن قلوب الجنوبيين منذ الأزل، ومن يسعى لتغيير هذا الأمر فهو واهم لا يعقل ولا يفقه شيئًا. نقول لهم إن الجنوبيين يتغنون بحب الوطن في ظل الاحتلال الشمالي، وكم حاول الشماليون طمس هويتنا وعلمنا وثقافتنا ودولتنا، ولكنهم وجدوا شعبًا جبارًا، شعبًا يقف بوجه الأعاصير، لا يقبل بغير وطنه دارًا، يطمح أن تكون وطنه في مصاف الدول وفي القمم.
شعب لم يستسلم للاحتلال، وقد أعلن فك الارتباط عام 94، ومنذ ذلك اليوم وشعب الجنوب يجابه الاحتلال الشمالي بكل ما أوتي من قوة. ويحضر في ذاكرتنا الشهيد البطل صالح الحدي الذي اغتيل بسبب رفع علم الجنوب، وتم اغتياله بدم بارد في زنجبار، ولم نخف أو نتراجع، بل استمررنا على نهج الشهداء نطالب في استعادة دولتنا ووطننا.
فهل تريدون منا اليوم أن نتخلى عن وطننا ولدينا قائد عظيم عيدروس قاسم الزبيدي، ولدينا جيش قوي وأرض محررة؟ فإننا اليوم نقترب من تحقيق الأمل. فكيف اليوم، يا من تتوهمون أن هناك من يساوم في نسيان وطنه أو بيعه أو التفريط فيه، بدس الفتن والشقاق بين أبنائه والعمل على تفكيك لحمتنا؟ نقول لكم إن الوطن روحنا، وهي نبض القلب وفي دم الوريد تسكن، فلا تعلقوا آمالكم ولا تتوهموا أو يوهمكم المرتزقة بأن هناك من يبيع وطنه. فلا مكان للمرتزقة في أرض الجنوب لأنها أرض طيبة لا تقبل الجيفة.
يا أبناء الجنوب العربي، إن حب الوطن واجب ديني، وإن حب القائد عيدروس واجب شرعي وإنساني وأخلاقي. فمن يضحي بنفسه لأجل وطنه حق علينا حبه والثقة فيه، ولن يأتي وطن غير برجاله الأوفياء. وهكذا نعلن اليوم حب الوطن ونقسم بأعظم قسم أن جنوب أرضي، ولن نهدئ غير بعودة دولتنا.