العمل النقابي والسياسي
كتب / محمد عبدالله رويس
ينطلق العمل النقابي من عدة أدوار ومهام وظيفية يسعى من خلالها للدفاع عن الحقوق المادية والمعنوية للعمال بهدف تحسين أوضاعهم بشكل متوازن ما بين الحقوق للأعضاء والحق العام للمجتمع، حيث تمثل النقابات العمالية جزءاً أصيلاً من مؤسسات المجتمع المدني، وتلعب دوراً فعّالاً ومؤثراً بحجم تمثيلها في تطوير السياسات على جميع الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وخاصةً التي تتعلق بالإصلاح السياسي بتعزيز دور المواطن في المشاركة وصناعة القرار ومواجهة التحدّيات والمعوقات والتغيير نحو الأفضل.
ما دعاني للحديث عن النقابة والعمل النقابي وتداخلها مع العمل السياسي ،هو ان بعض القائمين على الوظائف العمومية ينظر الى النقابة بنظرة قاصرة او غير واضحة .
فالبعض منهم عندما كان خارج المناصب، كان ينادي أين النقابات من المظالم التي يتعرض لها العمال وادت إلى ضياع حقوق الكثير منهم،ولما وصل البعض الى المناصب على جناح المظلومية وعلى روافع النقابات والعمل النقابي، فإذا به يتنكر لدور النقابة والعمل النقابي كأنه لم يكن يوما يدعو الى تفعيل النقابة فما الذي حدث يا ترى؟!.
أن الإصلاح السياسي هو مجموعة من الإجراءات والنشاطات التي من شأنها أن تعمل على الحد من تغول السلطة التنفيذية ومكافحة الفساد الإداري والمالي والحد من بعض الممارسات والأخطاء والانتهاكات التي تظهر هنأ أو هناك،والتي تؤدي في الأخير إلى الحفاظ على المال العام واستمرار العمل لتقديم خدمات للمواطنين بشكل جيد وهذا هو ما يلبي طموحات وتطلعات المواطنين ويحقق الغاية لوجود موسسات المجتمع المدني ومن ضمنها النقابات.
ان من وصل الى السلطة على جناح المظلومية، يجب عليه اليوم ان يكون اكثر تعاون مع النقابات، كما يجدر الإشارة بأن النقابات لا تهدف إلى أن تكون ضد الإدارات او المؤسسات الحكومية ،ولكن النقابات تمسك العصا من الوسط بين الإدارة وبين العمال ،مع النظام والقانون ،ومع ان يسود النظام والقانون ويطبق بدون انحياز او محسوبية على الجميع.
اننا عندما نطالب بإشراك النقابات في المجلس الاداري لأي موسسة أو منشاة في القطاع العام، فإننا لأ نتدخل في عمل أحد، فالعمل النقابي يهدف للدفاع عن مصالح وحقوق العمال، وتحسين ظروفهم المعيشية وحفظ كرامتهم بالعمل اللائق وتأمينهم من المخاطر وتعزيز الحماية الاجتماعية لهم ولأسرهم ،وهذه الاعمال كفلها القانون والدستور الذي معمول به الى وقتنا الحالي، ومع ذلك نجد إن البعض يتحسس من ذكر النقابة ،بالقول: انت بهذا تتدخل في عمل الإدارة !!.
لا نحن لا نتدخل ،نحن نريد نسخة من الاتفاقيات التي تضمن عقود عمل او اتفاقيات رسمية ،واذا كان كل من الإدارة والنقابة تحرصان على تفعيل العمل المؤسسي،والالتزام بالقانون واللوائح، وإذا كان هناك عمل منظم ،فلماذا يراد له أن يظل في السر ؟؟
هل يوجد شيئا في هذا العمل مخالف للقانون يتطلب ان يبقى الأمر يدار بشكل سري أو محاط بالسرية التي تمنع جميع المعنيين من الإطلاع عليه أو الإدلاء برأي أو كلمة؟.