ما ذنب الوطن إذا اخطأت في حقك؟

كتب/ د/فاروق الحميدي
سؤال وجيه لابد ان نقف امامه وكلاً يراجع نفسه ويقف امامها موقف حق ومحاسبة حقيقية بعيداً عن المكابرة والمكايدة والعداء.
عندما تتعرض لشي تشعر انك ظلمت من مسؤول او قائد او جهة ماء وحوربت في مصلحتك الشخصية وفي لحظة غضب تقوم بالهجوم على وطنك وتكفر به وتمجد الغزاة الذين عاثوا في وطنك فساداً وقتلوا ودمروا وشردوا ونكلوا بابناء وطنك عشان شخص غلط في حقك هنا عليك ان تدرك انك وقعت في المحضور ولابد من تاديب لضميرك ونفسك وتوطينها ومداراتها بالصبر والحكمة وكيف تعالج الامور بالصح وليس معالجه الخطاء بخطاء اكبر منه.
اخي الجنوبي إن وطنك هو بيتك الذي لا ترضاء له إن ينتهك أو يدنس أو يهان ولو بشطر كلمه فما لا ترضاه لبيتك لا ترضاه لوطنك .
قد تختلف مع اخوك وانتم في بيت واحد وامامك عدة طرق لمعالجة الامور في إطار البيت الواحد وبدون اي ضجيج أو سمعه أو شوشرة وتعود المياه إلى مجاريها فهل من العقل والمنطق إن تستعين بشخص اجنبي على اخوك الذي تسكن انت وياه في بيت واحد وتحت سقف واحد وتجلب هذا الاجنبي نكاية باخوك لكي ينصرك علية وأنت تعلم أن في البيت أم واخت لك وحرمة بيت تأبى أن تدنس ولو بشطر كلمه وتقف إلى جانب العدو مهاجماً على أخوك ابن أمك وأبيك لكي تدخل في نهاية الامر منتصراً كالذي أتا به الغازي على ظهر دبابة وهو يعلم أنه سيصبح خاتم في يد من اتا به وعميل مستعبد لا آمر له ولا نهي ولا سلطة حتى على نفسة.
ولنعلم جميعاً إن العملاء دائماً لا عهد لهم ولا ذمه ولا كرامة حتى عند من اتى بهم لانه يعلم انهم في نظره خونه قد رضوا الذل لوطنهم وشعبهم وتامروا على الارض التي انجبتهم وكلوا من خيراتها فكيف للعدو إن يامن من باع اخوه واهله وبيته وارضه مقابل الفتات وترك الحرية وارتضى لنفسه حياة العبودية الممهوره بلقمة الذل ووصمه العار التي ستظل على جبينه مدى الحياة…