عن النزوح والنازحين…مدرسة بازرعة نموذجا

في مدينة كريتر العريقة تقع واحدة من أقدم المدارس الدراسية في الجنوب اسسها آل بازرعة البيت التجاري والاقتصادي العريق عام 1912 ..تخرج من هذه المدرسة اجيال وأجيال ومرت على هذا الصرح التعليمي حكومات وأنظمة حكم في الجنوب والمدرسة بقيت شامخة وتقوم بدورها على أكمل وجه…تعرضت المدرسة لقصف طيران وسويت مبانيها بالارض في الحرب الأخيرة على عدن والجنوب عام 2015;…ثم قامت مؤسسة بازرعة الخيرية بإعادة بناءها واقامت صرحا تعليميا على أحدث طراز وعملت المؤسسة نظاما صحيا للطلاب ومنحتهم الكثير من الامتيازات دونا عن بقية المدارس مع بقاءها مجانية تحت إشراف مشترك من المؤسسة ومكتب التربية والتعليم في المديرية…
كانت هذه المقدمة ضرورية حتى أوضح للقارىء الكريم ميزة هذه المدرسة وسعي أولياء الأمور لتسجيل أولادهم فيها حتى ينالوا حظا من الانضباط والالتزام والاهتمام لا يتوفر في غيرها من مدارس كريتر ..ولأن إدارة المدرسة ملتزمة بتقنين عملية تسجيل الطلبة المستجدين ومهتمة بالكيف على حساب الكم …قررت في كل عام دراسي جديد تسجيل عدد ثلاثين طالبا وطالبة فقط في كل فصل حتى لا يحصل ازدحام وحتى تهيء جوا تعليميا سليما للمدرس والطالب على حد سواء ..ولأن عدد فصول المرحلة الأولى هي ثلاثة صفوف فإن المدرسة تسجل كل عام عدد تسعين طالبا …وحتى تطبق مبدأ المساواة والشفافية تركز إدارة المدرسة على عدد ثلاثة احياء هي الاحياء المحيطة بالمدرسة وترفض تسجيل القادمين من أطراف كريتر منعا للحرج..بدأت عملية التسجيل الجديد في المدرسة في يومنا هذا وللاسف جاءت أعداد كبيرة من النازحين اليمنيين المقيمين قريبا من الموقع ليسجلوا أبناءهم وليزاحموا ابن المدينة على مقاعد الدراسة…فبمجرد أن يظهر ولي الأمر عقد الإيجار ويوضح أنه ساكن بالقرب من المدرسة يتم تسجيله ويحرم ابن كريتر من دخول المدرسة والحصول على بعض الامتيازات الممنوحة فيها والسبب النازحين واعدادهم الكبيرة التي فاقت اعداد أبناء المدينة …فهل من حل جذري لمشكلة النازحين اليمنيين وهل سيظل ابن المدينة محروما من أبسط حقوقه حتى في الحصول على مقعد دراسي قريب من منزله..هل سنظل في مدينتنا ننتظر فتات النازحين ومايتعطفوا علينا به …؟؟؟؟
أسئلة مؤلمة اتمنى أن نجد من يجيبنا عليها قبل أن نصبح مثل الهنود الحمر في امريكا ..محرومون في أرضهم …
وقاص فيصل نعمي
ناشط سياسي ومجتمعي جنوبي
عدن 5/8/2024