اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

المسألة لا تحتاج إلى “فطنة وذكاء” بل إلى “فهم عميق”

صالح ابو عوذل

صحيح أن “قضية خلافات الحلفاء في صنعاء عام 2011” قد أدت إلى انهيار منظومة الحكم، لكن هناك “تفاصيل دقيقة” لا يمكن تجاهلها، ويجب التركيز عليها لفهم جذور الأزمة بشكل أفضل.

يجب أن ننطلق من فهم نفسية البعض، ومواقفهم تجاه الجنوب ومشروعه الوطني، وتغنيهم باليمن والمشروع اليمني، الذي داست عليه “الدبابة الجنوبية” خلال تصديها للحرب العدوانية التي شنها اليمنيون في العام 2015م.

أنا لست عضوًا في “المجلس الانتقالي الجنوبي”، لكنني أؤمن بأن هذا المجلس سيوجه في نهاية المطاف ضربة قاضية ومميتة لهذه الأزمات، لأننا ندرك أن ما يحصل هو نتاج صراع إقليمي بأدوات إقليمية.

خلال الأيام الماضية، قرأت الكثير من التدوينات لأشخاص يمتدحون نظام علي عبدالله صالح، ويمجدون سلطة الحوثيين في صنعاء، كنوع من الذم للمجلس الانتقالي الجنوبي.
ولكن إذا بحثنا عن دوافعهم، سنجد أنهم “ولدوا من رحم سلطة قمعية يمنية”، وأن الجنوب كان الحضن الدافئ والآمن لهم، والطريف في الأمر انهم “يفضحون” أنفسهم اليوم، ونواياهم، لكن لله الحمد، أمتلك قدرة على فهم نفسيات البعض، وتشخصيها ووضع لها معالجات، أو نصائح من خبير في هذه النفسيات.

شوف يا أبني، مشكلتك ليست مع الجنوب ولا مع الانتقالي ولا مع العدني واللحجي والأبيني والشبواني والحضرمي والمهري، مشكلتك مع ذاتك “أنت”!
تدري ليه؟ لأنك تشعر أن هذه الأزمات والمشاكل “فيها مساحة تنفس فيها عن نفسك”، لكن دعني أخبرك، هذه الأزمات لن تظل إلى ما لا نهاية، بل وقد أصبحت الحلول تُطرح بقوة، لأنه تم تشخيص المرض، وحان الأن وضع العلاج، ولو كان في النهاية “الكي”؛ نعم المعالجات قادمة، لأن الأوراق خلصت ونحن في “المار الأخير”.

النتيجة فوز كاس بـ”187″، لأن الورق كلها باليد، والكرة في الملعب وفي أقدام اللاعبين القادرين ليس فقط على تسجيل “الهدف”، بل على تمزيق الشباك والمشاريع، لا أقول هذا كنوع من رفع المعنويات والتخدير، بل سيكون واقعاً حيا في القريب، لأدراكي أن هذا الجنوب قادر على الانتصار لكل القضايا، ومعالجة تركة كبيرة من الأزمات والمشاكل، وعلى رأسها “مشكلة اليمننة”.

زر الذهاب إلى الأعلى