اليمن على أبواب تهديد صحي.. فيروس ماربورغ يقترب من السواحل

النقابي الجنوبي/متابعات
بينما تعلن إثيوبيا عن تفشٍ مؤكد لفيروس ماربورغ في مدينة جينكا جنوب البلاد، ترتفع مؤشرات القلق إقليمياً، وتزداد الحاجة الملحة لاتخاذ خطوات وقائية عاجلة في اليمن. فالقرب الجغرافي من القرن الإفريقي وتواصل عبور المهاجرين غير الشرعيين عبر ساحل العارة والمنافذ البحرية يضع البلاد في دائرة تهديد مباشر، خاصة مع خطورة هذا الفيروس الذي يشتهر بسرعة انتشاره وارتفاع معدل الوفيات بين المصابين.
إن ما يجري في الضفة المقابلة للبحر ليس حدثاً صحياً بعيداً عنا، بل ناقوس خطر يستدعي يقظة غير عادية،وعلى السلطات اليمنية، المركزية والمحلية، أن تتعامل مع الموقف بجدية قصوى، تبدأ بإغلاق منافذ التسلل البحرية، وتشديد الرقابة على السواحل، وتعزيز الدوريات التي قد تقطع الطريق على أي دخول غير شرعي قد يحمل معه الفيروس دون علم. كما بات من الضروري فرض فحوصات طبية إلزامية على كل قادم من المناطق التي سُجلت فيها إصابات، ورفع جاهزية المستشفيات والمراكز الصحية، ولا سيما في المحافظات الساحلية، بما في ذلك تزويد الكوادر الطبية بوسائل الحماية اللازمة.
ولا يقل أهمية عن ذلك دور التوعية العامة، فالمواطن شريك في الوقاية، ولا بد من حملات إعلامية وصحية رسمية تعرفه بأعراض المرض وطرق الحماية وأهمية التبليغ المبكر. كما أن التنسيق المستمر مع المنظمات الدولية والجهات الصحية الإقليمية سيكون عاملاً محورياً في متابعة أي مستجدات تتعلق بالوباء.
إن تراخي السلطات أو إرجاء القرارات الوقائية قد يفتح الباب أمام كارثة صحية واقتصادية وإنسانية، لن يكون التعامل معها سهلاً بعد وقوعها. ومن هنا، فإن مسؤولية حماية الوطن أصبحت اليوم واجباً مشتركا بين الدولة والمجتمع، والعمل الحاسم هو خيارنا الوحيد قبل أن يتحول الخطر إلى واقع يصعب احتواؤه.