صالح الضالعي يكتب.. في حراج مركز الرعاية الصحية لجامعة عدن ورواج بضاعته للطالب «5000»ريال

 

 

صالح الضالعي 

 

يقولون بأن الصدفة خير من الف ميعاد، وبناء عليها كانت الصدفة اليوم سيدة الموقف، بها ولجت اقدامنا مبنى، نقش اسمه على جدار المكان المتأكل.. قف واحترس ايها الطالب الطامح الى مستقبل علمي يليق بك.. مستقبل تم ربطه من قبل جامعات في العاصمة الجنوبية عدن، ذلك لكبح جموح الحلم وايقاف توهج العقول النيرة.. وعلى عجالة من الامر، استوقفنا عنوان في لوحة البوابة وبخط منمق غير ملفت للزائر والمتردد، أنه مبنى يحتوي على غرف ضيقة وبهكذا كان ازدحام الطلاب، الجميع يطالب في سرعة انجاز معاملته لاجل اللحاق بجامعته وتقييد اسمه في كشوفاتها. 

 

كان الجو حارا وشديد الرطوبة، وبالمقابل فان اعين الطالب تتدحرج هنا وهناك، وقلبه ينبض لسماع اسمه يتلى من قبل الامرين في المركز.

 

الجاني( مركز الرعاية الصحية الاولية) التابع لجامعة عدن، والرابض خلف مكتب اليمنية والمحاذي لمستوصف بحول الطبي، م/خور مكسر، اذ تم انشاءه عام 1998م بقرار.. وكما هو معروف بفضولية الصحفي في كل شئ، كذلك كانت فضوليتنا طاغية على كل طالب اكتملت معاملته بعد ان وضع الختم على الاستمارة المصروفة له من قبل المركز. 

 

شدنا فضولنا لمعرفة دفع الرسوم مقابل ان يحصل الطالب على الاستمارة والختم والتي تؤكد خلوه من جميع الامراض المعدية وغيرها، تاكيدات دون تكلف او عناء طرح الأسئلة من قبل دكاترة مختصين.. والمضحك والمبكي في ان معا، اننا كلما سألت طالبا عن النتيجة يبادرنا بالابتسامة بأن مرض الزهايمر حقيقة واقعة توصل اليها الامرين في المركز.. وفي مصادفة على غير موعد مسبق، قابلت طالبا خارج المركز فقدمت له سؤالنا المعتاد مع جل الطلاب والخاصة بالنتيجة، وقبل اجابته، وجه لنا سؤال مفاده:( انت صحافي) واجزم اننا قرات لك مقالات عدة وبذلك اقدم اليك طلبنا والمتمثل بأن تكتب على المركز واحقيته في اجبار الطالب على دفع «5000»ريال يمني كرسوم، واضاف بقوله: الناس تموت جوعا بسبب الظروف المعيشية الصعبة، وبدلا من اعفاءنا كطلاب طامحين لمستقبل مشرق لوطننا الجنوبي، نتفاجى بأن هناك رسوم مفروضة تكاليف لختم يوضع على راس الاستمارة، وكنا نتمنى من قيادة وزارة الصحة الغاءها لمساعدتنا كوننا بحاجة ماسة لتلك المبالغ، نحن لسنا ابناء اغنياء او حتى ميسوري الحال، كلا والله،اننا طلاب فقراء ولكننا اعزاء الانفس،واغنياء بمبادئنا وقيمنا، لكن اه من لكن عندما يستأسد الفساد ويصبح غولا ووحشا مفترسا لاجسادنا عنوة وبصورة ممنهجة.

 

واشار: ااكد لك بأن هنا يتواجد طلاب لايملكوا قيمة وجبة غداء او عشاء.. اعني بذلك وجبة غداء( ارز) صافية لاتوابع لها، وطالب الطالب الجنوبي (س، م، ع) منا كصحافيين جنوبيين كتابة ماسمعنا وراينا بأم اعيننا، لعل وعسى وكما قال، ان يتم ردع المتجاوزين للقوانيين والنظم واللوائح المنظمة للعمل والمتمثلة بتنفيذ اهدافه الرئيسية منها: تقديم الرعاية الصحية للطلاب مجانا. 

 

من جانبنا، كانت اجاباتنا للطالب الجنوبي بأننا لم نصمت ولن نسكت تجاه مايحدث من تصرفات كهذه، تصرفات ممقوتة وممجوجة حد تجعل الزائر يبلع لسانه حينا بعد ان داهمه الغثيان.