التضحية من أجل الوطن.

عبدالله طزح
سيبقى الوطن فوق كل الطموحات الضيقة، أو الأغراض الشخصية، فهو البيت الذي يسكن قلوبنا، والانتماء الذي نتفانى في سبيل رفعته؛ كونه واقعاً يستحق أن نعمل بحب، وتفانٍ للمحافظة عليه، فالتضحية من أجله بلا حدود، هو أعلى مراتب التضحية شرفاً، ورفعة لخدمة الدين العظيم، ونشر المنهج الصحيح؛ ومن أجل أن يبقى شعبنا أكثر تلاحماً، ورجال أمننا أكثر تضحية، وبلادنا أكثر أمناً، واستقراراً، ودولتنا أكثر مهابة، واحتراماً بين الأمم، والشعوب.
فمحبة الوطن تأتي من دور الأم في التربية السليمة والتنشئة لبناء وتأسيس أجيال على القيم الإيجابية، وإعلاء الإحساس بالوطنية لدى أبنائها.
فهذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم الذي ضرب لنا أورع الأمثلة في التضحية والفداء يضطرُّ إلى مغادرة بلده الذي وُلِد فيه وترعرع وترك أقرباءه وعشيرته ليكون وطناً أخر يجد فيه متنفساً لدعوته فيقول وهو يغادرها بِنَبْرة من الحزنِ:” واللهِ إنَّك لَخيْر أرْض الله وأحب أرْض الله إلى الله ولوْلا أنِّي أُخْرِجْت منْك ما خرجْتُ” (الترمذي.
وهذا صُهَيب الرُّومي، لَمَّا أراد الهجرة، قال له كُفَّار قريش: أتيتنا صعلوكًا حقيرًا، فُكثر مالك عندنا، وبلَغْتَ الذي بلغت، ثم تريد أن تَخْرج بِمالك ونفسك؟ والله لا يكون ذلك، فقال لهم صهيب: “أرأيتم إنْ جعلْتُ لكم مالي، أتخلُّون سبيلي؟” قالوا: نعم، قال: “فإنِّي قد جعلتُ لكم مالي”، فبلغ ذلك رسولَ الله – صلى الله عليه وسلَّم – فقال: “رَبِح صهيب”، والقصة في “صحيح السِّيرة النبوية
أن الجنوب كوطن يستحق الدفاع عنه والتصحية من أجله ،والدين الاسلامي يأمر بالدفاع عن الوطن ومسؤوليتنا الأخلاقية والوطنية تدفعنا بالذود عن حياض التراب الوطني من المهرة شرقا” إلى باب المندب.
على كل الجنوبيين الاستعداد لمرحلة أكثر ضراوة للدفاع عن الجنوب والوقوف صفا”واحدا” في مواجهة التحديات الراهنة والانتصار للمشروع الوطني الجنوبي متجردين من المصالح الدنيئة والحسابات الضيقة ،فلنقف جميعا” لاستعادة دولتنا الجنوبية الحرة.
عاش الجنوب حرا” أبيا”، سحقا” للمنافقين والمتآمرين والخونة.