اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

لُعبة الدُمى … مسرحها الجنوب العربي

 

النقابي الجنوبي / خاص

كتب / بشارالثمادي

في لعبة الدمى المشهورة عالمياً، توجد أيادٍ خفية تجعلها تتحرك كيفما تشاء، وتلك الأيادِ لها هدف معين، وهو خداع الجمهور والمتابعين؛ لإيصال فكرتها والظفر ببعض المكاسب والمصالح.
في اليمن يتم تنفيذ هذه اللعبة، من قبل أيدٍ خفية تحرك الدمى الموجودة في مسرح الصراع، سواء في شمال اليمن أم جنوبه وهذه الدمى؛ لها صلاحيات محددة من قبل الداعمين لها ولا يمكنها التحرك والعمل خارج تلك المخططات والقرارات التي أعطيت لها، ولكن القرار النهائي في اللعبة هو للأيادي الخفية التي تدير المنطقة حسب مصالحها، فالخطط التي تحيكها وترسمها تنفذها الدمى بصدر رحب، فهي تدرك أن مهمتها تنفيذ الأوامر، دون الأعتراض عليها.
لم يعد خافياً على أحد، أن دول التحالف العربي، وإيران، هنَّ الأيادي الخفية التي تحرك دمى الصراع في اليمن، الدمى التي نُصِّبت بالتدريج، حسب معطيات وسير الأحداث في المنطقة،
ففي كل حادثة أو معضلة إعترضت مشروع تلك الأيادي الخفية، قامت بتنصيب دمى جديدة والبستها حلة جديدة؛ لتكون عملة ذات وجهين.
لم تمضي سوى أسابيع قليلة على مبادرة يد الرياض الملطخة بالهزائم على تنصيب دميةً جديدة، بمسميات وطنية زائفة في جوهرة العقد الجنوبي الثمينة (حضرموت) ولا زالت تخطط لتنصيب المزيد من هذه الدمى في اكثر من محافظة جنوبية محررة؛ لتسيير مصالحها ولفرض سياستها، وتنفيذ أفكارها، الرامية لتحجيم تحركات المجلس الإنتقالي ومنع سيطرته الكاملة على أرض الجنوب، وتحقيق مشروعه السياسي، وتطلعات شعبه التواق إلى حرية واستقلال الجنوب عن الجمهورية العربية اليمنية.
التحالف العربي والعالم والأقليم يدرك اليوم أن القضية الجنوبية أساس كل القضايا ومفتاح حل الأزمة اليمنية ومع ذلك تحاول الرياض قائدة التحالف العربي جاهدة الضغط على المجلس الإنتقالي الحامل الشرعي للقضية الجنوبية، عبر مبادرتها ودعمها لإنشاء دمى ومكونات هلامية في اماكن سيطرة الإنتقالي، وتتفنن بطريقة مباشرة وغير مباشرة في الألتفاف على القضية الجنوبية وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك عدم جدية ورغبة الرياض في إنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن خاصة الجنوب، لإدراكها بأن الصراع إذا أنتهى واستقرت الأوضاع في جنوب اليمن المليئ بالثروات، ستفقد بالمقابل مكاسبها ومصالحها، التي حصدتها طيلة سنوات الصراع في اليمن، وأن السبيل لاستمرار سيطرتها؛ هو استمرار الصراع والأزمات والفساد المالي والإداري في الجنوب الذي تقوده اليوم تلك الدمى القديمة والحديثة التي نصبتها ومكنتها من مراكز السلطة والسيادة ومراكز اتخاذ القرار لتكون أداة لتنفيذ مخططاتها ومشاريعها التوسيعية في جنوب اليمن الغني بالذهب وحقول النفط والغاز،
لا زالت تلك الدمى والمكونات والشخصيات الشمالية التي لا تمثل إلا مصالحها ومصالح تلك الدول التي تمول نشاطاتها تخوض حرباً ضروساً وشعواء بحق الشعب الجنوبي الصامد، حرباً تتفاقم يوماً إثرَ يوم على الأصعدة كافة، لتركيع الشعب الجنوبي، ولغرض صرفه عن المطالبة بحقوقه المشروعة، ولا تألو جهداً أو إشفاقاً تلك القوى في إستخدام الإقتصاد، وسياسة التجويع وحرب الخدمات بحق الشعب؛ كورقة ضغط تستخدمها في سياسة شد الحبال على المجلس الإنتقالي والشعب الجنوبي برمته؛ للتنازل عن الثوابت الوطنية والخطوط الحمراء العريضة، الغير قابلة للمساومة والتفاوض،

ورغم كل ذلك سيظل الشعب الجنوبي صامد وبنفس الثبات الأسطوري المعهود على مبادئه خلف قياداته الحكيمة رغم الجوع والحصار والحرب، ورغم كل ما المَ به وسيلم به، ولن يحيد قيد أنملة عن إستعادة دولته الجنوبية الديمقراطية الفيدرالية كاملة السيادة، وسيظل كالشوكة في حلوقهم كلما حاولوا مضغه غصوا به.

زر الذهاب إلى الأعلى