*شعب الجنوب وبضاعة الموميات*

مكسيم محمد يوسف الحوشبي.
*عندما يجّد جديد في جنوبنا الحبيب يتساقط الرعاديد ويبرز لنا ذوي الجينات الوراثية البراغماتية النفعية، وتسمع حشرجة أصوات الانتهازيين والوصوليين والمنافقين ، وتتكشف وجوه الزيف والخزي ، ويظهر لنا المتسولين السياسيين يهدرون طاقاتهم وينسفون مقدراتهم بكلام قبيح كالذي يجرجر حبلا ليس فيه ناقة أو جمل ، دأبوا عمدا على التقريض والمراوغة والتمترس خلف فكر لا تلمح فيه فصاحة أو بيان .*
*لم يستوعبوا الدروس ويدركوا أن الوطن موروث مقدس لا مكان فيه لصخب بّاعة الأوطان الذي يضمرون الشر المستطير لبني جلدتهم منتظرين ساعة لم ولن تأتي…*
*ظهرت لنا هذه الأيام في حضرموت الجنوب موميات ترتدي القميص الحضرمي ، ولا يحملون الفكر الحضرمي الجنوبي الأصيل ، بل تجربة مضت تجلت أفعالهم بالرهبنة والشحن المضاد في مسعى خبيث منهم لإحداث ولو خرقا بسيطا في النسيج الاجتماعي الحضرمي بشكل خاص والجنوب بشكل عام ، الذي عجز عنه أسيادهم وسادتهم منذ عقود من الزمن ، وفي ظل الرهيص الذي يقود الناس للمجهول، ويبشرهم كعادته بثورة خدمية لم تره أعينهم من قبل ..*
*غاب عن هذه الموميات أن هناك حكمة جنوبية حضرمية منصفة لا تقبل المناصفة ولا تقبل المساواة بين الخير والشر والصالح والطالح ، ولا يجاملون أحدا مكرهين ، ولا يقبل نشاط ضعفاء النفوس وأصحاب الشرائح المتعددة والانتهازيين والوصوليين ، وذوي الأفكار الشيطانية الذين يقبحون الحسن ، ويستحسنون القبيح ، ويقدحون بالشريف ، ويمدحون القبيح ..*
*غفلوا وغفلوا وغفلوا أن شعب الجنوب سيصم أذنه لشخيرهم ، لأنه شعب استلهم الدروس والعِبر، وفهم بهلاونية الساقطين المتاجرين بالأوطان مقابل إغراءات ومزايا ينعمون بها خارج الوطن لتمتلىء أوداجهم وتنتفخ كروشهم ، ممولة بأثر رجعي من جهات معادية للجنوب تستغل أي حدث في جنوبنا الحبيب لتنفث سمومها عبر تلك الموميات ذات الأرواح الشريرة …*
*يقينا أنهم سيفشلون كما فشل دأب من قبلهم ، لأن هناك ثوابت جنوبية راسخة لن تسقطها نزهة اللحظة للموميات ، ولا تقبل الفرملة وتصفير العداد لأحياء ماضي الوحلة اليمنية ، وحلة الفوضى والتدمير والبلطجة وتأجيج ثقافة العنف والكراهية والتحريض للتمرد على كل منجز واستحقاق جنوبي تحقق بدماء خيرة شباب الجنوب وفرسانها …*
*أوشك القطار الجنوبي يصل لمنتهاه ، وأوشكت صريما الليل أن تزول ، وما على قيادتنا الجنوبية اليوم إلا إعادة التموضع السياسي والانخراط السياسي والدبلوماسي إقليميا ودوليا ، مع الأخذ بالحسبان بضرورة تقييم علاقاته السابقة ، ودراسة كيفية تلك العلاقات من حيث الربح والخسارة ، مع الحذر من طبيعة التعاملات ، وتجنب الطرق محفوفة المخاطر ، والتمسك بالأولويات التي تفضي بنزع الاعتراف بدولتنا ، وتشكيل تحالف وفق نتائج الواقع الجديد مع دول ذات ثقل سياسي واقتصادي وعسكري .*
*علما إننا نعيش في منطقة بركانية شديدة الغليان ، ملتهبة بصراعات متنوعة ذات ألوان متعددة عابرة للحدود سنحرق بنارها إن لم نوقد نارا تحمينا.*