الجنوب في الصحافة العالمية

مقال رأي : دواعي المبادرة 

 

كتب / نافع العطافي

 

أرادت المملكة العربية السعودية بمبادرتها الأخيرة أن ترسل رسائل للداخل اليمني وللدول والمؤسسات التي لها تأثيرها على الحرب اليمنية ، وبلا شك فإن السعودية غارقة في حرب استنزافية رهيبة لم تتقدم فيها أي خطوة سياسية أو عسكرية منذ تدخلها بالحرب الشاملة تحت ذريعة مساندة الشرعية ودحر الإنقلاب وبلاشك أن إطالة أمد الحرب نتج عنه جبهات عسكرية متعددة الولاء والإنتماء ودخل منافسون  للنفوذ السعودي حتى من الحلفاء وأصبحت المملكة واحدا من اللاعبين بعد أن كانت وحدها المتحكم  في المشهد بداية الحرب ومن المنطقي أن الجبهة السياسية للشرعية لا تقل تشتتا عن الجبهة العسكرية فكل جبهة تعكس في يجري فيها على الجبهة الأخرى وكما هو الحال في المشهد السياسي في المنطقة العربية واليمن جزء هام يتفاعل ويتعاطى مع الإقليم والقوى المؤثرة فيه .

ما أزعج السعودية أنها وجدت نفسها أمام أصوات قوية تتبرم من سياستها وتخرج عن نفوذها وهذه الأصوات ليست من صف الإنقلاب بل من صف الشرعية ومن كبار مقاومي الإنقلاب الحوثي ، هذه الأصوات تقلق المملكة وقد افتعلت حروب من قبل لإبعاد المؤثرين وأنفقت المال الكثير ودعمت الإنقسامات ولكن الطارئ في الأمر أن أصوات المعارضة تزداد بقوة وأكثر جرأة في مهاجمة سياسة المملكة وإدارتها للحرب لذلك كان أهم هدف ورسالة  من لمبادرة السعودية للداخل اليمني هو خلق ساحة سياسية جديدة وتجمع كل الأطراف المناوئة للحوثي تحت كنف مشروع سياسي موحد خاضع لنفوذ المملكة وإملاءاتها تسيطر من خلاله على الأطراف السياسية وتقلص نفوذ المنافسين لها مثل الإمارات وتركيا وغيرهما ، وأما رسالتها للمجتمع الدولي فهي تريد القول أنها صانعة السلام والداعية إليه وأن الحوثي هو المتسبب بأسوى كارثة إنسانية يشهدها العالم في الوقت المعاصر ولتبرر استمرار حربها ومشروعية الدفاع عن نفسها ودعم وحماية الشرعية وأن ما نتج عن الحرب من مآسي وكوارث ليس مسؤليتها وحدها بل يشاركها بذلك الحوثي والشرعية ..

ومن زاوية أخرى قد تقرأ  رسالة مفهومة أن السعودية بعد كل سنوات الحرب والإنفاق الكبير عليها تعترف ضمنيا بفشلها بطريقة غير مباشرة وتريد من المجتمع الدولي أن يشاركها الحرب التي ربما خرجت عن طورها وبدأت تفقد السيطرة على المشهد فهاهم القيادات لا يسيرون وفق هواها رغم احتحازهم لها في الرياض   وإنفاق الملايين على وجودهم هناك .

وكل التنبؤات واردة لمعرفة أسباب ودوافع المبادرة السعودية في هذا التوقيت ولكن ما يتفق عليه الجميع هو تحميل المملكة السعودية مسوؤلية ما آلت إليه أوضاع الناس الناتجة عن فشلها وإدارتها السيئة للحرب .

 

ملاحظة : لاتعبر المقالات المنشورة بالضرورة عن رأي الصحيفة