اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

رائد عفيف يتسائل: من يقف معنا؟ ومن يقف ضد حلمنا؟

من يقف معنا؟ ومن يقف ضد حلمنا؟

كتب/ رائد عفيف

هذا المقال ليس دفاعًا عن جهة بعينها، بل محاولة بسيطة لتسليط الضوء على واقع يعيشه أبناء الجنوب، في ظل حملات إعلامية متكررة تستهدف كل ما يرتبط بمشروع استعادة الدولة. أكتب هذه الكلمات من منطلق حرصي كمواطن جنوبي على أن نُفرّق بين النقد البنّاء والتشويه المتعمد، وبين من يدعمنا فعليًا ومن يُحاول زعزعة صفنا من الداخل.

أنا لست بصدد الدفاع عن أحد، لكن من باب الإنصاف، أود أن أشارك وجهة نظر متواضعة حول ما يجري. الإمارات، كما يعرف كثيرون، قدّمت للجنوب دعمًا إنسانيًا، ومشاريع تنموية، وساهمت في بناء قوات أمنية، في وقتٍ كانت فيه أغلب الجهات غائبة عن المشهد. بل إن الإمارات قدّمت شهداء من أبنائها على أرض الجنوب، أكثر مما قدّمته بعض الأحزاب السياسية التي تملك الثروات النفطية، لكنها فضّلت الهروب على المواجهة. واليوم، عبر إعلامها، تُمعن تلك الأحزاب في تشويه صورة الإمارات، وقياداتنا، وقواتنا، رغم أنها لم تقدّم شيئًا يُذكر للمواطن.

في المناطق المحررة، وخصوصًا في الجنوب، من الصعب أن نجد جهة أخرى قدّمت شيئًا ملموسًا كما فعلت الإمارات. ومع هذا، فإن الحملات الإعلامية تركز على مهاجمة الإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي، بينما لا نرى نفس الهجوم على قوات طارق صالح، رغم أنها أيضًا مدعومة من الإمارات. لماذا؟ هل لأن طارق من شمال اليمن ويسعى لاستعادة “اليمن الكبير” حسب زعمهم؟ وهل يُغض الطرف عنه لأنه لا يُزعج من لا يريد للجنوب أن ينهض؟

هذا يدعو للتأمل. فالهجوم لا يبدو عشوائيًا، بل موجّهًا نحو كل ما يرتبط بمشروع الجنوب. الإعلام لا يستهدف الأشخاص فقط، بل يستهدف القضية نفسها. ولهذا نرى التحريض المستمر ضد قيادات الجنوب وضد المجلس الانتقالي، في محاولة لتفكيك الصف الجنوبي وتشتيت إرادته.

أنا لا أقول إن القيادات معصومة من الخطأ، لكنهم يحملون مشروعًا وطنيًا يستحق أن نقف معه، وننتقده إن لزم الأمر، لكن دون أن نهدمه. انظروا كيف يقف أبناء الشمال خلف قياداتهم، حتى وإن كانت عليهم ملاحظات كثيرة، فهم لا يسبّونهم ولا يخونونهم، بل يدعمونهم لأنهم يدركون أن وحدة الصف هي أساس القوة.

أما في الجنوب، فكم من إشاعة تُنشر وتُنسخ دون تحقق، وكم من منشور يُتداول دون وعي. وكأن البعض أصبح أداة بيد من لا يريد للجنوب أن يستعيد دولته. إن لم تكونوا مع ما يخدم الجنوب، فلا تكونوا ضدّه على الأقل.

وهنا أقولها بكل بساطة: إذا لم تستطع أن تدافع عن قضيتك، فلا تكن سببًا في إضعافها. لا تنشر ما يسيء لقيادتك، ولا تروّج لإشاعات تُضعف موقفك. على الأقل، فرّق بين النقد البنّاء والتحريض الموجّه. الجنوب بحاجة إلى من ينهض به، لا من يُضعفه من الداخل.

في زمن كثرت فيه الأصوات وتداخلت فيه المصالح، يبقى صوت العقل هو الأمل في التمييز بين الحق والباطل، وبين النية الصادقة والمصالح الخفية.

مجرد رأي… من مواطن بسيط، لكنه رأي أرجو أن يُفكر فيه.

زر الذهاب إلى الأعلى