اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

أفريقيا… لاعب صاعد في لعبة النظام العالمي الجديد

 

النقابي الجنوبي – متابعات

 

في ظل تحولات النظام الدولي وتراجع مركزية الغرب، تتجه الأنظار اليوم نحو أفريقيا كلاعب جيوسياسي صاعد يملك من الموارد والموقع والديموغرافيا ما يؤهله لأن يصبح رقماً صعباً في معادلة القرن الحادي والعشرين.

تمتلك القارة أكثر من 40% من احتياطيات العالم من الذهب والمنجنيز والبلاتين والفوسفات، و90% من احتياطيات الكروم والكوبالت. وفي زمن التحول الرقمي، تقف أفريقيا في قلب معركة “المعادن النادرة” الحيوية للطاقة النظيفة والرقمنة.

لكن ليست الموارد فقط ما يمنح أفريقيا مكانتها. بحلول عام 2050، يتوقع أن يتجاوز عدد سكان القارة 2.5 مليار نسمة، مما يجعلها سوقًا ضخمة للقوى العالمية، لا سيما في ظل نمو متسارع للطبقة الوسطى والاعتماد المتزايد على التحول الرقمي والخدمات المالية الإلكترونية.

الصين… أكبر المستفيدين؟

الصين هي اللاعب الدولي الأبرز اليوم في أفريقيا، حيث تمول مشروعات ضخمة في البنية التحتية والاتصالات والطاقة، وتتفوق على الولايات المتحدة وأوروبا في حجم التبادل التجاري مع القارة.

لكن هذا الحضور الصيني يطرح تساؤلات حول التبعية الاقتصادية، و”فخ الديون”، وهي قضايا بدأت تثير قلق العديد من الدول الأفريقية، رغم الفوائد الاقتصادية الواضحة.

أفريقيا في مفترق طرق

في ظل سباق التنافس الدولي، بات على القارة أن تختار: هل ستكون مجرد ساحة تنافس أم فاعلاً مستقلاً يبني شراكات متوازنة ويعزز من توحيد صفوفه عبر أدوات مثل “منطقة التجارة الحرة القارية” وأجندة “أفريقيا 2063″؟

الإجابة على هذا السؤال ستحدد ما إذا كانت أفريقيا “كنزا تحت الطلب” أو قوة فاعلة في تشكيل ملامح النظام العالمي الجديد.

زر الذهاب إلى الأعلى