اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
منوعات علمية

القاصة/رانيا عبدالله تكتب- (نزوة القص المباركة).

 

القاصة / رانيا عبدالله

كتاب صدر ضمن سلسلة ثلاثية ويشكل حلقتها الثانية، يحوي الكتاب نقلا حواريا لورش أقامها ماركيز وشارك فيها لفيف من هواة القص وكتاب السيناريو بالتحديد والمهتمين بذلك من عدة دول: ككولمبيا،و بنما، و إسبانيا، والأرجنتين وغيرها…وعلي الاعتراف أنه و بالرغم من المقدمة التي صرح فيها ماركيز بالحديث عن الورش والهدف منها و عن القص وأسسه وتكويناته و العوامل المؤثرة عليه فكرة تحويلها لكتاب مقروء؛ إلا أنني و لفترة قرائية معينة كنت في حيرة لذيذة، هل ما أقرأه كتاب أم رواية؟ واستهواني لغز اكتشاف ذلك! و ما كان يدور في ذهني أنه لو أنني أمام رواية فهي تتميز بعبقرية فكرة إشراك القارىء في ورشة بشخصيات يتخيلها واقعية، فهي تضع رأيها وتجاربها وتشارك بقصصها المكتوبة وتحاور وتعترض، فنتشوق للأحداث ونجني فائدة محتوى ورش كهذه، والذي دعم ذلك هو أنني كنت لست واثقة من أن المتحدث أو أحد المتحاورين الذي ينادونه (غابو) هو ذاته غابرييل ماركيز؛ فلو أنه ليس غابرييل فلماذا يغيب هو في الحوار مع أنه مقيم الورشة؟ و الحقيقة أنني أصبت بشيء من الخيبة حين وثقت أنني أمام كتاب ينقل ورش واقعية لفقدان الاندهاش بالفكرة الروائية الرائعة!

لكن هذا لا يمنع مطلقا تلك المتعة والفائدة التي تحصدها وأنت تتابع تكوين و بناء قصة ما على ألسنة المتحاورين! سيدهشك ذلك التسارع في وتيرة الأحداث ثم التحويل الكامل لها! الزوايا العديدة التي يمكن أن تؤخذ منها القصة بل و اللعب بالشخصيات و أدوارها، تبرز شخصية وتخفت أخرى، تجعلها محورا قصصيا ثم تلغيها تماما، ستتنقل مع وجهات نظر المتحاورين حول القصة و كيف يفتحون بابا و يوصدون آخر في أحداثها و كأن القصة دولابٌ سحريّ لا تنتهي مفاتيحه ومغاليقه!
و لايغيب العقل في كل ذلك عن دراسة منطقية هذه الإضافة أو ارتباطها و تسلسها مع باقي الأحداث…

الجانب الوحيد الذي ربما تفلت مني الكتاب بسببه قليلا هي تلك الحوارات عن أفلام شهيرة شارك في صناعتها المتحاورون أو شاهدوها لكون الحديث يصبح متعلقا بصورة غير مرئية لي كقارئة لم تشاهدها…

رانيا عبدالله

زر الذهاب إلى الأعلى