عزيزة انس..قصتي مع كتاب..الفتاة المغربية تبعث رسالة لاميرة الادب (احلام مستغانمي)

كتب/ عزيزة انس
عزيزتي أحلام مستغانمي
أكتب ٳليكِ رسائل وأنا أعلم أنك لن تقرأيها يوما ولكن وجب عليا طاعة حبري بالتضحية بأفكار ، تختلج مشاعري بعد قرائتي لكتاب “شهيًّا كالفِراق ” ذكرتي فيه أن أغلب رسائل العشق لم يقرأها من كُتبت ٳليه ، أنا لم أتمم قرائتي لكتابك أولا وقد استوقفتني كلمات عالقة في حُنجرتي علي التوقف قليلاً للكتابة بعد رسائلك لكاميليا توقفت عند الرسالة الثانية عشر ، ووجب عليّ التخفيف عن قلمي قليلاّ ،فكلما ثقلت فيه الكلمات تكاسل وتقطع حبره ، في أغلب سطور ماكتبتِ عزيزتي وجدتُ نفسي عالقة في فواصلِ كُل جُملة ، للمرة الأولى تستوقفني جملة وأعيدُ قرائتها لعلي أجد سبيلاً للهُروب ولكني كُنت كمن يزج نفسه في الحروف ، لست كاتبة موهوبة مثلكِ ياعزيزتي وأنا وضعت حرف الياءِ للملكيّة في رسائلي فقط ، وجدت أخيراً ترياقاً لتزاحُم الكلمات في حنجرتي كأني أحبس دُموعاً مُثقلة بالحبرِ ،إنها الآلام كما ذكرتي
علمت أخيراً لما تتبلّد أحرفي برغمِ وُجود مِئات الكلمات في مُخيلتي لتصبح كاتبا بارعاً لابد لك أن تتألم فحبر الكتابة ، يتوجَب أن يستخرج من آهات قلبك ، رغم غربة الوطن الذي اعيشه، وصعوبة التنفس بحريّة ورغم كُل الالآم التي تمر بها بلادنا العربية بشكل عامٍ وأمنا اليمن بشكل خاص ، إلَّا أنني وجدتُ نفسي اتسكع في رصيف الأحرف استجديها للوقوف بجانبي أمام أوراقي البيضاء ، والآن علمت أني لا أستخراج مشاعري.. عليا أن أنزف حبراً وأبكي شوقاً ، ليس من العادل أبداً أن تكُن السعادة ٳحدى عوائق عاطفتك الٲدبية ، أتذكر كتابتي الأولى كانت وأنا أرفرف في عالم الحب الذي نسجته مخيلتي في سن غدوت به فتاة ليس طفلة،ولكن سرعان ما هوت بي رياح الواقع مرتطمة على أرض المجتمع،ولاحقا أصبحت زوجة ثم أم وأنا الآن في عامي الثاني والعشرون من عمري ولي روح أظنها تجاوزت السبعين .
أعلم أن العدد الرقمي للعمر ليس هاماً وإنّما نكبر بعدد المواقف التي تصنعنا وتشكل أرواحنا ونفسياتنا
ولكن رغبتي وحبي الشديد بالأدب يتوجب عليا فهم الوجع والألم لأكتب ، فما كتب بوجع حفر في قلب الأدب ، وفراق (قيس) عن (ليلى) أكبر إثبات, وبسبب آلامه سطر أقوى قصائد الغزل في معشوقته (ليلى) البائسة ، اختاره القدر ليشدد علية الوجع ليكتب في الأدب
وكما هو الحال عند الزير فلو أن جساس لم يقتل أخاه كليبا وبذلك الألم العظيم الذي شعر به قلبه ماوصلنا اليوم لقصص بطولاته وأشعاره التي حفرت في تاريخ الأدب ، ومثلة كمثل عنترة سلبت حريتة ليشرع في نسجها في عدة أحرف خيطت على جدار التاريخ .. الان عرفت أن ترياقي الأدبي هو قليلا من السم ، لاأكتب وجب عليا أن أتألم، وإن لم أجد وجعاً في حياتي الواقعية أنسجها في أبطال رواياتي كما فعلتِ أنتِ في رواية (عابر سرير) وغيرها من الروايات التي اختمتت بدمع أعينك مودعة بذلك بطلاً نسجته مخيلتك وصببت في شخصيته ماكان يجب أن تجدينه في أرض الواقع
أشكرك كثيراً عزيزتي أحلام فكلماتك في هذة الرسائل لكاميليا أيقظت فيها قلمي الذي حمل حبره في رحمه أكثر من عام وأكثر،وحان موعد ولادتة ولطالما صاحب المخاض الألم ليولد بعدها روحاً جديدة والآن أصبح الوقت ليُولد بعض الأبطال في مخيلتي وأعتني أنا بحياتهم كثيراً، وأنا أتألم لكل مشاعرهم ليكتبوا ، حان الوقت لذلك أشكرك كثيرا عزيزتي ، والآن سألتقيك في رواية أتمنى أن تلد في أفكاري لأكتبها
أعدك سيكون اسم البطلة فيها أحلام رداً مني لكِ معروف إيقاظ الحبر .. أحلام مستغانمي
tout le monde
????????????????????_????????????