اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
اخبار سقطرى

تحذيرات تطلقها اليونسكو.. جزيرة الاحلام (سقطرى) وبيئة فقدان صفة التراث العالمي

تحذيرات تطلقها اليونسكو.. جزيرة الاحلام (سقطرى) وبيئة فقدان صفة التراث العالمي

النقابي الجنوبي/تقرير/هشام صويلح

في وقت تمر فيه جزيرة سقطرى بمرحلة بيئية حرجة، أطلق المهندس أحمد سعيد سليمان السقطري، المختص البيئي ونقطة الاتصال الوطنية لاتفاقية الأراضي الرطبة “رامسار”، تحذيرًا وصفه بالمصيري، داعيًا إلى تضافر الجهود المحلية والدولية للحيلولة دون إخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي.

مرحلة بالغة الحساسية

“نمر اليوم بمرحلة بالغة الحساسية”، هكذا افتتح السقطري بيانه الرسمي، مشيرًا إلى أن الأرخبيل يواجه تحديات بيئية وميدانية متصاعدة، في مقدمتها “ضعف إنفاذ القوانين البيئية، والتوسع العمراني العشوائي، إلى جانب تراجع قدرات الرقابة البيئية”. وهي مؤشرات تنذر، بحسب المختص البيئي، بأن سقطرى قد تفقد مكانتها كموقع محمي دوليًا.

التقييم القادم.. نقطة فاصلة

السقطري لم يتوقف عند حدود التحذير، بل ذهب إلى توصيف دقيق للمرحلة القادمة، بقوله إن “التقييم القادم لليونسكو قد يكون نقطة فاصلة، قد تفضي إلى نتائج كارثية إذا لم يتم التعامل معه بمسؤولية وطنية عالية”. وأضاف أن الأمر يتطلب “مشاورات ميدانية شفافة مع أبناء سقطرى ومختصيها البيئيين”، في إشارة إلى ضرورة الانفتاح على الكفاءات المحلية وتفعيل شراكات واقعية بدلًا من الاستمرار في تجاهلها.

لماذا أُدرجت سقطرى ضمن قائمة التراث العالمي؟

أُدرج أرخبيل سقطرى ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2008 ضمن الفئة الطبيعية، نظرًا لتنوعه البيولوجي الفريد والاستثنائي الذي لا يوجد له مثيل في أي مكان آخر بالعالم. ويحتوي الأرخبيل على نسب عالية من الأنواع المستوطنة: 37% من النباتات، 90% من الزواحف، و95% من الحلزونات البرية، كلها لا توجد سوى في سقطرى.

ويتألف الأرخبيل من أربع جزر تقع في شمال غرب المحيط الهندي قرب خليج عدن، وتُعد موطنًا لعدد كبير من الطيور البرية والبحرية، فضلًا عن تنوع بحري لافت يشمل الشعاب المرجانية والأسماك والسرطانات.

وقد سبق إدراج الجزيرة كموقع تراث عالمي تصنيفها محمية طبيعية منذ عام 2000، بتمويل من مرفق البيئة العالمي، ضمن جهود دولية للحفاظ على بيئتها من التوسع العمراني غير المنظم والصيد الجائر الذي يُهدد هذا الإرث الطبيعي.

قرارات تعزز الهشاشة.. لا الحماية

وفي رسالة غير مباشرة إلى الجهات الرسمية، أكد السقطري أن “سقطرى بحاجة إلى حماية استثنائية في هذه المرحلة الحساسة، لا إلى قرارات تزيد من هشاشتها”، محذرًا من مغبة اتخاذ خطوات استثمارية غير مدروسة قد تخل بالتوازن البيئي الهش. وأردف أن “خروجها من قائمة التراث العالمي سيكون خسارة دولية لا يمكن تعويضها”، في تلميح إلى أن العالم قد يخسر نموذجًا فريدًا من التنوع الحيوي إذا لم يتم التحرك سريعًا.

خطة طوارئ عاجلة

دعا السقطري السلطة المحلية والحكومة إلى “تبني خطة طوارئ عاجلة تتضمن تجميد الأنشطة الاستثمارية الجديدة، وتعزيز الرقابة البيئية، وتقييم المشاريع القائمة وفقًا للوائح المحلية والدولية، بالإضافة إلى تجديد الالتزام الرسمي بخطة إدارة الموقع كتراث عالمي”.

وتأتي هذه الدعوة وسط تقارير محلية تشير إلى مشاريع غير خاضعة للتقييم البيئي بدأت تظهر مؤخرًا في الأرخبيل، بعضها مرتبط بالبناء العشوائي، والبعض الآخر بالأنشطة السياحية غير المنظمة التي قد تؤثر على التوازن الطبيعي للمنطقة.

مسؤولية جماعية أمام مفترق طرق


واختتم السقطري تصريحه بالقول: “إن حماية سقطرى مسؤولية جماعية، وعلى الجميع أن يتحملها بما يليق بأهمية هذا الإرث الإنساني والطبيعي الفريد”، في دعوة صريحة لإنقاذ الجزيرة قبل فوات الأوان، وتحميل كل الأطراف- المحلية والدولية- مسؤولية الحفاظ على ما تبقى من هذه الجوهرة البيئية

.

زر الذهاب إلى الأعلى