أخبار النقابات
صحف عربية: بعد الاتحاد والتمكين… محمد بن زايد يقود التأسيس الثاني

أبوظبي / النقابي الجنوبي / متابعات “موقع 24”
تمضي الإمارات، في طريقها نحو مزيد من التطور والبناء، مستلهمة الرؤية للمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ونهج الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراهما، بتدشين مرحلة جديدة بقيادة الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة الثالث، الذي تسلم الأمانة بعد الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
ووفق صحف عربية صادرة أمس الإثنين، آلت الرئاسة رسمياً إلى الشيخ محمد بن زايد، لتعلن مرحلة جديدة في مسيرة استثنائية تميزت بها الإمارات منذ إعلان اتحادها، كانت أشبه بالحفر في الصخر، لما تميزت به من تحديات وصعوبات لم تمنع تحويل الإمارات إلى تجربة عربية ودولية رائدة ونموذجية.
سر الإمارات
وفي صحيفة الشرق اللبنانية، تساءل خير الله خير الله “ما سر دولة الإمارات العربية المتحدة؟ السر سران الأول يكمن في الاستمرارية في دولة ذات مؤسسات تحترم الإنسان، أما السر الآخر، فهو في شخصية مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي سيسير رئيس الدولة الجديد الشيخ محمد بن زايد على نهجه”.
وتابع “ثمة زوايا لا تحصى يمكن الانطلاق منها لإبراز أهمية مشروع دولة الإمارات الذي كان الشيخ زايد وراءه، وهو المشروع الذي يطبقه محمّد بن زايد الشريك في صنع القرار منذ سنوات عدة، إنه المشروع التحديثي النهضوي الذي يرتكز على أسس كبرى هي بناء الإنسان وتأهيله لدوره في المجتمع من خلال التعليم الرصين، والإعداد السليم، والتربية الهادفة، وإنشاء بنية تحتية متكاملة وقوية من شأنها أن تكون قاعدة متينة لمجهود تنموي شامل وتحديث الهياكل المجتمعيّة والمؤسسية للدولة”.
وأوضح الكاتب “وفي النهاية فإن الأرقام تتكلم عن نفسها وعن النجاح الإماراتي الذي وضع أسسه الشيخ زايد، الذي آمن بمشروع دولة الإمارات وحوله إلى واقع بفضل القوة الناعمة والاقتناع بالمصالح المشتركة قبل أي شيء آخر” مضيفاً أن “من بين ما تقوله الأرقام إن اقتصاد الامارات من بين اهم ثلاثين اقتصاداً في العالم. تحولت الإمارات السبع إلى دولة حقيقية تنظر إلى المستقبل. تنظر إلى السنوات الخمسين المقبلة. هذه دولة أثبتت في السنوات الخمسين الماضية أنها دولة متصالحة مع نفسها يعيش على أرضها أناس من مئتي جنسية مختلفة دون تفرقة. هذه دولة تفكر في مرحلة ما بعد النفط، رغم كل أهميته التي زادت في عالمنا هذا”.
خير خلف
وفي صحيفة الوطن البحرينية قال وليد صبري:”خير خلف لخير سلف، هذه المقولة تنطبق تماماً على دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، حيث تنعم بالأمن والأمان والاستقرار والتقدم والتطور، بفضل الله أولاً، ثم بفضل قيادات الدولة الذين يتمتعون بالحكمة والرشد”
وأضاف الكاتب، أنه بعد رحيل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، “انتخب المجلس الأعلى للاتحاد بالإجماع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة” في خطوة تعكس” الانتقال السلس للسلطة بين قيادات الدولة، يتجسد في أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يتمتع بسيرة طيبة ومسيرة مباركة حيث شغل مناصب مرموقة في الدولة الإماراتية على مدار عقود، وقد استطاع أن يرسخ مكان الإمارات على المستويين الإقليمي والدولي من خلال إنجازات محلية وخليجية وإقليمية ودولية، فكان بحق خير خلف لخير سلف”.
إدراك مُبكر
من جهته قال الحبيب الأسود في صحيفة العرب اللندنية، إن الشيخ زايد طيب الله ثراه، أدرك مبكراً أن في ابنه الشيخ محمد امتدادا له من حيث الرؤية والحكمة والطموح، وأن الشيخ محمد بن زايد، الذي كان في “العاشرة من عمره عند قيام دولة الاتحاد، تربى نفسياً واجتماعياً وثقافياً وقيمياً في إطار الهوية الوطنية الجديدة التي تكرست بتوحيد الإمارات السبع، ودخول مرحلة الانفتاح الفعلي على العالم من خلال مشروع البناء والتنمية والنهضة الشاملة التي بدأت تتشكل قبل نصف قرن”.
وأوضح الكاتب أن الشيخ محمد بن تمكن بفضل ذلك من الانتباه “جيداً إلى المخاطر التي تعرض لها الأمن القومي العربي بعد حالة الفوضى التي شهدتها المنطقة، واتساع نفوذ الجماعات المسلحة، وميليشيات الإسلام السياسي، وكذلك مع ارتفاع نسق التدخلات الخارجية، والكشف عن مخططات لاستهداف استقرار الدولة الوطنية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وعن مؤامرات لم تكن تستثني أي دولة بما في ذلك دول الخليج”.
ويُضيف الأسود “أدرك الشيخ محمد بن زايد باكراً أن المخطط قد يعصف بالجميع دون استثناء، وأن الدولة الوطنية تبقى لوحدها الغطاء والوجاء للمجتمعات وللسلم الأهلية، بينما لا يمكن الوثوق في الميليشيات المسلحة والجماعات المتمردة مهما كانت هويتها، ولا في جماعات الإسلام السياسي التي لا تعترف بالهوية الوطنية للدول والشعوب، ولا في من يقف وراءها من القوى الإقليمية والدولية، ومن هذا المنطلق كان دور الإمارات واضحا ومعلنا وقويا في مواجهة مؤامرة بث الفوضى في البحرين، وفي دعم ثورة الثلاثين من يونيو في مصر، وفي مساندة الشرعية في اليمن، وفي التصدي للمشاريع الإرهابية التي كانت تستهدف العراق وليبيا وسوريا وغيرها، وفي تأمين القرن الأفريقي ومنطقة الساحل والصحراء”.
واعتبر الكاتب لذلك أن الشيخ محمد بن زايد “كان في كل الظروف والمناسبات الرجل الذي يتحمّل مسؤولية قراراته الحاسمة والحازمة، من خلال رؤية مبنية على جملة من الخيارات أهمها استقلالية القرار الوطني، وضمان التوازن في العلاقات الخارجية، والانفتاح على القوى العالمية الصاعدة واتخاذ القرارات الكبرى المتعلقة سواء بالأمن القومي أو المواقف السيادية والمصالح الوطنية، أو بالتعاون الإقليمي والدولي وبالتوجهات الداخلية في ترسيخ بنية ثقافية وحضارية متقدمة، في انسجامها مع سياقات الواقع الجديد للدولة ضمن كوكبة الصدارة العالمية”، وفي المقابل “أصبح معروفا لدى المراقبين والمحللين أنه من دشن ولا يزال يدير مرحلة التأسيس الثاني لدولة الاتحاد ضمن أسس المناعة والقوة واستقلالية القرار الوطني، ومسابقة الزمن والمنافسة على مراكز التأثير الدولي سياسياً واقتصادياً وثقافياً”.
القوي الأمين
وفي صحيفة الشرق الأوسط، قال مشاري الذايدي: “دولة الإمارات العربية المتحدة، بكل تفاصيلها وكفاح تأسيسها، على يد مشيد الصرح الكبير الشيخ زايد ورفيق دربه الشيخ راشد، وبقية حكام الاتحاد، فصل مجيد من فصول العرب في هذا الزمان، دولة جمعت ألوانها في نسيج واحد، فجعلت التعدد قوة والتنوع مَنَعَة، ومثلت بعيداً عن جعجعة القوميين وحدة عربية عملية تزداد كل يوم نجاحاً، كما فعل من قبل، وفي الملحمة العظمى من ملاحم التاريخ، الموحّد الكبير الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود”.
وأضاف بعد أن “رحل ثاني رئيس لهذا الاتحاد العربي بعد تأسيسه 1971 وهو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمة الله عليه، وهو الرجل الذي عاصر مرحلة كفاح الآباء المؤسسين لتشييد الاتحاد الكبير” تحولت مسؤولية الاتحاد إلى “رجل قوي أمين، وهو الذي خبر العالمُ صلابةَ عزمِه ومضاء عزيمته، بحكمة لا بجهل، في ملمات الأمور، ويكفي فقط أن نتفرسَ ملامحَ معركتِه الحضارية الكبرى ضد جيوش الظلام، وحراس الخراب في المنطقة، إبان ما سُمي الربيع العربي، واضعاً يدَه ويدَ الإمارات في يد الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، ومعهم كنانة العرب، مصر، ليتكون حلف عربي عزيز، غرضُه صونُ مصالح الشعوب العربية من مقامري المنطقة، واللاعبين الأجانب وقد أفلح مسعاهم”.
ويُنهي الكاتب قائلاً: “راقني المشهد الذي رسمه الكاتب الإماراتي المبدع ناصر الظاهري في صحيفة الاتحاد، حين قال بلغة غير متكلفة، مع شيوخ الخليج، كما اعتاد أهل الخليج، قال: “يعرف أبو خالد أي إرث وأي ثقل وأي أمانة يحملها، وأي أحلام سينطلق بها ومنها، وأي مرحلة تاريخية مُقبلٌ عليها، وأن بعد التأسيس والتمكين، هناك مرحلة جديدة من التمتين والتقنين، وسبر العصر والمستقبل.
رحمة الله على الشيخ خليفة، ونحن تجاه عصر جديد، نستبشر فيه بدور حميد لدولة الإمارات، كما كان من قبل، يُعلي من شأن العرب ويسقي قيمَ التسامح من ماء الاستمرار، وتعظيم أكثر لدور الحلف العربي الراشد، حلف قلبه الرياض، ونبضاته أبوظبي، والقاهرة”.