(احمد  الجمل) … قائد صلب صقلته الجبهات والمعارك على مر السنين 

 

كتب / محمد علي الحميدي 

في ميادين الشرف التي تُصقل الرجال وتُصنع فيها البطولات، وفي خنادق الصمود التي تُكتب فيها قصص العزيمة بمدادٍ من التضحيات، تُذكر أسماء لا تمر مرور الكرام، بل يتردد صداها في قلوب المرابطين وعلى ألسنة كل من عرفها إنها أسماء القادة الذين وهبوا حياتهم للوطن، وصنعوا بجهدهم وتضحياتهم فارقاً حقيقياً في مسيرة النضال.

وفي طليعة هذه الأسماء التي حفرت مكانتها بعمق في سجلات الشرف، يأتي اسم القائد المغوار أحمد محمد قاسم الحميدي ( الجمل ) لقد كتب القائد الجمل اسمه في صفحات من الشرف والنضال، ليس فقط كقائدٍ يحمل رتبة، بل كـ قائدٍ صلبٍ صقلته الجبهات والمعارك على مر السنين الطوال. كل يوم في تلك الجبهات، وكل تحدٍ واجهه في قلب النيران، كان بمثابة درسٍ قاسٍ صقل معدنه وزاد من بصيرته. لقد تعلم في قلب الميدان كيف تُصنع القرارات الحاسمة تحت الضغط، وكيف تُبث الروح في النفوس المتعبة، وكيف يُواجه المستحيل بعزيمةٍ لا تلين. هذه الخبرة العميقة هي التي جعلت منه قائداً يُعتمد عليه في أصعب المواقف، ويُشهد له بالحكمة والشجاعة والإقدام.

لقد خاض القائد المغوار الجمل العديد من الجبهات والمعارك الضارية على مر سنوات طويلة. لم تكن مسيرته مقتصرة على موقع واحد، بل امتدت عبر مختلف المناطق والمواقع الساخنة، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، حيث شهد فصولاً من الصمود والتضحية التي لا تُنسى. في كل خطوة، كان يحمل على عاتقه هم الوطن الثقيل كأمانة مقدسة، ومُقدماً الغالي والنفيس دون تردد أو حساب للتكلفة، في سبيل الدفاع عن أمن واستقرار بلاده وصون كرامتها