صالح الضالعي.. كش ملك: في سوريا محاكمة واحراق رفاة الميت( الاسد) بضريحه المتهالك

كتب / صالح الضالعي
كنت ومازلت من اكبر المؤيدين للثورة السورية لعدة أسباب واهمها بان سوريا مالت وخرجت عن عروبتها وتدثرت ثوبا غير ثوبها وغيرت عقيدتها بعقائد فاسدة ومفسدة، ضف الى طغيان وجبروت نظام حكمها الوراثي
حاولت تغيير قناعاتي الا انها ابت ومضت قدما مع الثورة والثوار الى ان يحكم الله بينهم والظام الفاسد والظالم الغشوم.. جرت الأحداث المتسارعة بخطى غير محسوبة العواقب، أحداث وصفت بأنها مسابقة لموسوعة (غينيس ).. هنا حلب في قبضة الثوار الاماجد ذلك اعلان قبل 15 يوم ،تتابعت ورصدت الكاميرات والجحافل الثورية تزحف نحو حماة السورية ، ودون مقاومة تذكر ، كانت حينها ايادينا على قلوبنا خوفا من ان انتكاسة بعد زحف ثوري عرمرم.. ومن دون احم ولا دستور استيقظت من نومي صباحا بعد ان توسدت ذراعي وعقلي ومشاعري يجول هناك، اي ان عيني على دمشق العاصمة وماستشهدها من حرب دامية بين المتخاصمين.. نظام ظالم ..معارضة ثورية تنشد الحرية والكرامة وإقامة العدل بالقسط بين الناس .. كعادتي وبعد تناول وجبة الإفطار ذهبت إلى فتح شبكة الهاتف الخلوي فإذا بي ارى الشعب السوري يحتفل ويهلل ويكبر للنصر المؤزر والمتضمن دخول الثوار دمشق ،وفرار راس النظام الاسدي البائد
عن كثب وضعت الملف السوري من ضمن اهتماماتنا، وكل خطوة تخطوها المعارضة السورية بالامس والحاكمة اليوم اضع الف تحليل وتحليل.. بدأت الصدمات تحشرنا في زاوية ضيقة مفادها بالإعلان عن تشكيل حكومة الانقاذ بمسماها، واذا بناء نتفاجى بأنها لم تكن بحسب ماتشتهي الفصائل المسلحة الثورية السورية ، بل اكدت انها تعرضت للتهميش والاقصاء، بل انها كشفت بان الحكومة اعلنت دون علمها ولم تستشر كاقل تقدير.. قلنا مشوها ياثوار وكل شي يهون الا الوطن واياكم والفتن.. بناء عليه تم اغتيال عالم الكيمياء تزامنا مع حدث الاعلان، ومن هنا رفعت يدي الى السماء وبدعوة اللهم جنب اشقاءنا السوريين الفتن ماظهر منها ومابطن، قد يقول قائل لماذا كل هذا التهويل ،ليكون ردنا بان تجربة العراق خير برهان ودليل، اذ ان الاغتيالات طالت العلماء وائمة المساجد واعلام وخيرة الأمة وصفوتها.. كذلك تسلل انباء الى اذاننا من إسرائيل نفسها تؤكد اسقاطها للمنطقة العازلة في جولان السورية ونقضها اتفاق 1974م ،بمعنى ان دمشق اليوم باتت مهددة بنيران مدفعية اليهود.. بحثنا في كل محركات البحث عن استنكار او إدانة من قبل صناديد الثورة السورية، الحكام في دمشق اليوم، لم نجد ولم نسمع اثر بعد عين وكان شيئا لم يحدث .. تعجبنا لهذا الصمت المخيف واقشعرت أجسادنا، واذ اتانا الرد من اسرائيل نفسها بأنها دمرت البنى العسكرية والأمنية التحتية لدولة السورية انذاك ، حد انها استهدفت مخبزا شعبيا قالت انها كانت تعده مصنعا كيماويا ، وأشارت يهودا بتوغلها في الأراضي ، اخذنا قسطا من الراحة حتى لاتحتبس انفاسنا، نحسب بان الرد قادم ومزلزل من جانب الحكومة الثورية، صمت مطبق مخيم كعادتها، بإستثناء حضور سجن (صيدنايا) المفجع والمكهل لكائن من كان ، وعلى هذا المنوال تسير الحكومة المختارة من قبل الجولاني اسطورة النضال الذي لامثيل له في تاريخنا المعاصر..
ثم ماذا ؟
صرخات على ضريح الميت حافظ الأسد.. وعبارات وكلمات تتلى بحماس ثوري غير منقطع النظير، تكبيرات وتهليلات ودعوات وشتم وتهجم على رجل كان هنا بالامس حاكما متجبرا ومتكبرا فاخذه الله بعد ان ارسل اليه جنده من السماء بمرض خبيث استعصب على خيرة اطباء العالم علاجه.. دنت ساعته واقتربت قيامته ، فكان موتته بعد عذابه اثناء توسده وسادته، الا انه أوصى من يخلفه عدم تخليه عن ذرة تراب من وطنه الجريح منه.. لكن صيحات الثوار اليوم فوق ضريحه الهش وعظامه الذي بات تذروه الرياح، بات امرا مطلوبا لدى اهل الحل والعقد وصانعين الثورة ومجدها، رفات الميت يجب ان تحرق بالنار جزاء بما اقترف وان كانت روحه معلقة بالسماء عند مليك مقتدر، سلوكيات لاتنم عن ان هناك مستقبلا زاهر في حال مازالت تلك العقول الثائرة والتي جعلت من نفسها محكمة فوق محكمة العدل اللاهية، وفوق محكمة قدوتنا المحمدية بابي وامي هو ، وفي قوله نذكر بانه قال اذكروا موتاكم بمحاسنها، واكرموها بدفنها ،قواعد اسلامية يجب تطبيقها دون تردد والا فان المخالفين يعدون كمثل بين الأسد وزبانيته
وعليه
نبني خلاصة القول في زبده بان الثائر دوما يسمو فوق سموه ويشمخ علوا ، تجده متسامحا، رحيما، كريما ، منطلقا بهذا من خلال سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اذهبوا فانتم الطلقاء بعد ان قال القوم كريم وابن اخ كريم. وانطلاقا للقاعدة الشرعية فمن عفى واصلح كان اجره على الله ..هل سمع ثوارنا السوريين الاماجد ام انهم مشغولين في رفاة الميت واثره في ضريحه المكبل بالاغلال اللاهية