اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

مظالم عمال المصافي .. اخطاء في اللوائح ام تعسف من قبل الإدارة

إعداد /قسم التحقيقات في النقابي الجنوبي

 

لسنا بصدد الخوض في دهاليز مصافي عدن وتعثر عملها وتوقف وظيفتها المحورية في تكرير النفط الخام وتحول مهامها من مصفاة نفط استراتيجية الى مستوعبات خزن نفطية لاستيعاب البضائع النفطية الخاصة بالقطاع التجاري لهوامير النفط ومشتقاته ، فتحقيقنا الصحفي لن يتناول قضايا المصافي الوظيفية والمهنية . وانما سيتناول تظلم العمال  وشكاويهم ضد ادارة المصفاة وموقف الادارة من التظلمات.

 

 

قسم التحقيقات لصحيفة النقابي الجنوبي يطلع على شكاوي العمال

 

شركة مصافي عدن اقدم وافخم واعظم شركة في عدن والجنوب واليمن والمنطقة هكذا نحسبها ويفترض ان تكون بنيت المدينة للمصافي وعمالها فصارت البريقة – مدينة المصافي – مربع كبير مقتطع في شبه جزيرة عدن الصغرى تربض على ظهره مع الجبال الرواسي المحلقة على المصافي كالنسر يحيط بجناحيه على فراخه يحميهم من العدوان عاشت مدينة البريقة مزدهرة بازدهار سمعة مصافي عدن وكان سكان البريقة من مستويات اجتماعية متميزة ثقافيا وماديا وتصميم مباني المدينة راقي جدا اشبه بشرم الشيخ في مصر او المنتجعات السياحية الفخمة في بانكوك وبالي او كالشوراع الراقية في تركيا ولبنان عندما كانت المصافي لها شعلة وقادة يراها القادمون من وسط البحار باتجاه عدن .. هكذا كانت البريقة عندما كانت مصافي عدن.

 

الشعلة انطفأت والتكرير توقف والظلم زاد والفساد تدور عجلته الطاحونة تسحق كل شي

 

في البريقة تأسس نادي رياضي ارتبط اسمه بمعلم من معالم مدينة المصافي .وهو الشعلة التي تعد كعقرب الساعة الذي لا يتوقف وهي وقّادة مع وجود الاكسجين في الحياة لا تنطفئ اطلاقا  . لكنها انطفأت في زمن الظلم والفساد والهوية المفقودة والانتماء الضائع والتفريط بمقدرات البلاد واهمال المصافي الذي تحول بحسب اراء العمال الى خزانات لتعبئة الوقود المعروض للبيع في السوق الحرة والمتحررة من القيود الحكومية والقانونية والاعراف المصفاتية .. لماذا تشتعل وما الداعي لوجودها وقد صارت معلم تاريخي من معالم مدينة عدن الصغرى فلم يعد يمر الخام النفطي في انابيبها ليصل الى معمل التكرير فيشعلها فليس لها داعي بوجودها ولعل القائل يقول هل ستعرض للبيع في المزاد العلني شعلة مصافي عدن وقيمتها التاريخية فقط كم ستجني فرق البيع للوطن ومقدراته من قيمة شعلة المصافي بعد ان اقرت بعدم قدرتها على اعادة تأهيل وحدة التكرير واحياء لدور المصفاة الحقيقي والطبيعي.

 

بقايا العمال الاوفياء للمصفاة عائق لابد من ازاحتهم

هناك غضب شديد عند العاملين في المصفاة الذين تتقطع قلوبهم حرقة على الحالة التي وصلت اليها مصفاتهم مصدر رزقهم ولقمة عيشهم وذكرياتهم الجميلة من وقفوا في وجه الفشل والعجز ايام الحرب بصمود وثبات بجانب المصفاة وشعلتها الوقادة يحيون نبضات قلبها لتعيش وتمد الناس بعرقها من كافة انواع الوقود المطلوب للاستخدام السلمي والحربي فدارت رحى الحرب تطحن عدن ومدن الجنوب طحنا ورجال الإنقاذ في المصفاة على دوامهم الرسمي اليومي ليل نهار لا يفترون عصروا المصفاة عصرا ليخرجوا للناس البنزين والديزل والمازوت وكل ما تحتاجه عجلة الحياة دون انقطاع ليجازيهم الزمن بعقوبات ليست مسجلة في اللوائح والانظمة المرنة والحية غير ماهي موضوعه بقلم خط احمر تحت السطر لمن يراد التلويح والتخويف والتهديد له باللوائح النصية والحرفية الميتة من الاحساس والمشاعر فالنصوص الحرفية لها ترجمة انسانية عند المتفهمين الباحثين عن الحلول والمعالجات والتوفيق والتوافق اما المتقيدين بالنصوص الجامدة المتصيدين للعثرات والراصدين لعدد المخالفات والمنتظرين ساعة الخطأ الكبرى للانقضاض على الموظف فينفذون اقصى العقوبات من الدرجة الاخيرة قبل الاولى والثانية ليس لشيء سوى لاظهار قوة الارادة وصرامة الادارة  بحسب مفهوم التسلط الاداري لدى البعض فسرعان ماتتخذ الاجراءات العليا والقرارات النهائية بحق من له رأي آخر وتوجه عميق نحو المصفاة الرافض للفشل والتدهور فيتم معاقبته بالحد الاقصى من العقوبات

 

ماذا يعني نقل قضايا العمل بين العمال والادارة الى المحاكم .. ؟

خلال فترة ليست بالبعيدة استجدت امور لم تكن تلجأ اليها النقابات او الادارات او حتى العمال الا في الناذر وهي عندما يصل الحد في التفاهم بين العامل وادارة المصفاة الى طريق مسدود وحتى لا يظلم العامل كانت الشؤون القانونية توجه العامل باللجوء الى المحكمة الادارية يتظلم ضد قرار ادارة المصفاة وحتى لا تغير المصفاة القرار الاداري النهائي الذي اصدرته الهيئة الادارية بعد ان استوفت كل درجات الحكم ضد العامل وما تقضي به المحكمة تعمل به الادارة وتفتح بذلك سجل جديد للعامل ابيض لا مخالفة محتسبة ضده ابدا وهذا لم يكن يحصل الا بالناذر لان الامور كانت تحسم اداريا بطريقة قانونية ومعاملة انسانية ليس فيها كسر ارادة ولا انتقام ولا تعسف او ظلم.

 

قراءة متعصبة وخاطئة للوائح ام تعسف ضد العامل

 

ان كثرة الشكاوي والتظلمات وشعور العمال بالجور والظلم بحقهم من قبل ادارة المصفاة  وكذا شعور ادارة المصفاة بالتنمر والتمرد عند بعض العمال واضطراب آليات تنفيذ الاوامر والتوجيهات العليا عند بعض العمال هو مؤشر له ارتباط بالتغيير النمطي لعمل المصفاة ودورها الحيوي فآلية عمل المصفاة ونظامها الذي اختل افقد الجميع عمال واداريين القدرة على التوازن الوظيفي وصارت الثوابت الوظيفية والمعاملات الراسخة في نظام العمل في المصفاة قابلة للتداول والعطاء والرأي والرأي الآخر وان الغياب نتيجة اغلاق بعض الاقسام والتوقف المتكرر لعمل المصفاة والخلط ما بين الوظائف ومسمياتها وتداخل القطاعات للمهام النفطية كل ذلك اربك عمل المصفاة وعلاقتها بشركات النفط والسلطة المحلية وسيادة الدولة والاوضاع السياسية والتقلبات للمواقف السياسية كل ذلك ساهم سلبا في ارباك وظيفة المصفاة . فنتج عن كل ذلك فقد العلاقة المهنية بين العمال وادارة المصفاة التي ولأول مرة في تاريخ المصفاة تتخذ اجراءات ضد العمال بسبب ممارسة العمل النقابي والموقف السياسي.

 

 

مناهضة الفساد والاحتجاج على قرارات ادارة المصفاة يحيل موظفين فنيين الى نظام 682  الاداري

 

هناك نظام يعمل به في المصفاة يجيز للمدير التنفيذي باحالة موظف الى 682 كاجراء اداري يشبه مايطلق عليه في الخدمة المدنية بالمعاش الصحي للمرضى واصحاب الاعذار والتقارير الطبية والفاقدين للاهلية القانونية بسبب وضعهم النفسي والعقلي  فتسقط على العامل في المصفاة كل المستحقات عدا الراتب الاساسي … لكن هذه الصلاحيات ايجوز للمدير التنفيذي ان يستخدمها ضد اي موظف تعسفيا دون التدرج بالعقوبات والاقرار من قبل اللجنة ام انه قرار فردي ديكتاتوري تسلطي

 

بعض العمال يؤكدون تعرضهم للنقل الى 682 وقالوا انه كان تعسفيا بحقهم

 

غسان جواد سعيد

 

نجدي سالم محمد فرج

 

 

 

 

 

 

 

 

 

دعوى الغاء قرار ضد شركة مصافي عدن منظورة امام المحكمة الادارية بتاريخ ١١ / ٣ ٢٠١٩ م

 

وفق دعوى قضائية قدمها محامي الموظفين امام المحكمة الادارية ضد شركة مصافي عدن بعنوان دعوى الغاء قرار مخالف للقانون ومطالبة بحقوق ومستحقات مالية استنادا للمواد ( 111/ 112/ 113 ) من قانون الخدمة المدنية النافذ.

 

الموظفان غسان ونجدي ورفاقهم وفق الدعوى والملفات الوظيفية لهم مشهود لهم بالكفاءة والاخلاق العالية والسمعة الطيبة وملفهم خالي من العقوبات والمخالفات طوال فترة الخدمة والتي بلغت اكثر من ثلاثة وعشرين سنة في عدة اقسام ودوائر.

 

قرار تعسفي من نوع جديد

 

عبر ناظر الموظفين وبتوجيه من مدير اصدرت ادارة المصفاة المذكرة رقم ( 13/ ش ت/ 57 ) بتاريخ 29 / 1 / 2019 م قضت بتوقيف المدعوين ومنعهم من دخول المصفاة وتعليق القرار عند بوابة الدخول مع صور المذكورين بصورة مهينة وظالمة وتعسفية تشهر بسمعة الموظفين وتسيئ الى مكانتهم في المصفاة.

 

رفضت ادارة المصفاة بطريقة ديكتاتورية وقوف المدعين امام الدائرة القانونية للمصفاة وتبرير موقفهم والدفاع عن انفسهم او السؤال عن سبب التوقيف.

 

حرمان المدعين من مستحقاتهم المالية كاملة وتوقيف كل الامتيازات بناءا على قرار التوقيف ونقل المدعين الى فقرة 682 الخاصة بما يشبه المعاش الصحي جريمة بشعة بحق العمال وعقوبة غير انسانية اثبتت المحكم بطلان القرار وقضت بإعادة الموظفين الى وضعهم القانوني  نجح في الحصول على الحكم موظفين سابقين لم توافق ادارة المصافي على تنفيد حكم المحكمة وبسبب التعسف واثباتا له.

 

الحقت ادارة المصفاة التعسفية ضد العمال اضرارا نفسية واقتصادية بحق العمال المحالين الى 682 دون وازع انساني او التزام ادبي ونظر اداري وقانوني في آلية التدرج في العقوبات بحق المخالفين لو وجدت مخالفات تستحق العقوبات بعيد عن المزاجية والانتقام واستغلال المناصب

لازالت قضية المدعين منظورة في المحكمة في اطار استمرار ادارة المصفاة في التعسف بحق العمال

 

التهديد بالانتقال السريع والانفعالي من 682 الى الفصل من العمل

 

هددت ادارة المصفاة عدد من الموظفين بالفصل من العمل وهم المتمسكين بحقهم للعودة الى العمل والمعترضين على قرار النقل الى 682 التعسفي وبطريقة مستفزة تدفع العاملين الى الانفعال والضيق متخوفين من مضي ادارة المصفاة بقراراتها التعسفية دون توقف مع عدم وجود جهة تردع القرارات التعسفية وتوقف الهيمنة والاستبداد الاداري بحق عمال المصفاة

 

هل من منصف لتظلم العمال ضد ادارة المصفاة التعسفية .. ؟ 

 

يعتبر الموظفان الموقوفان من اعمالهما والممنوعان من دخول المصفاة قرار ادارة المصفاة سياسيا وليس اداريا وهو موقف عبر عنه الاصرار على المضي فيه بحق المتحدث منهم باسم العدالة والانصاف ومحاربة الفساد وكشف الاضرار التي لحقت بالمصفاة والمتسببين بذلك مع العلم ان الموقوفين من العمل مشهود لهم عند جميع العمال بالنزاهة والاخلاص في العمل والتفاني في الدفاع عن المصفاة والرفض للحالة التي وصلت اليها وهم بذلك صاروا منبرا للعمال المدافعين عن تاريخ المصفاة  .  هذان الموظفان اللذان وقفا وقت الشدة ايام حرب الحوثيين ليل نهار اسود شرسة تحمي المصفاة وتدافع عنها وتعمل من اجل تزويد الشعب بالوقود .. هل تعلم ادارة المصفاة ان الذي يحمي المصفاة بروحه ودمه لا يمكن ان يسيئ الى المصفاة ويلحق بها الضرر وان مجازاتهم بالتهديد بالفصل هو مرض لابد ان يبحث المرضى به عن علاج حتى لا يضروا ببقية العمال ويستبدون بهم كما استبدوا بمن قبلهم.

زر الذهاب إلى الأعلى