اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
الجنوب في الصحافة العالمية

 مفاجأة الرجل التسعيني  .

 

فضل العبدلي

لم اكن أتوقع بأن ينهض على قدميه ويتحدث بعقل مازال يتقد ويتوهج بحب الجنوب وأهله أنه المناضل الكبير صالح فاضل الصلاحي تحدث وهو واقفا على قدميه للحضور ؛ برغم ما بلغ به العمر عتيا غير أنه لازال يتمتع بذاكرة متقدة قلما نجدها في من اعمارهم بالستين في حالنا.. أدهشني بتلك الفراسة التي لازلت تشتعل وتتقد في ذاكرته وقدراته الذهنية برغم بلوغه التسعين عاما هذا المناضل – والشخصية الوطنية والاجتماعية التي أثرت الساحة الجنوبية منذ زمن بعيد ؛ واثرت الدنيا حبا ووفاءً وسلاما للناس صغيرهم قبل كبيرهم ؛ وكيف لا وهو من أتى من رحم تلك المعاناة وقسوة الحياة وضنك العيش منذو نعومة أظافره ؛ إلا أنه واجهها بصلابة وقوة واقتدار للخروج منها وبرابطة جاش وصبر والإصرار ومثابرة حتى تغلب عليها ؛ وواصل مع أولاده المتميزين الذين احاطوه بحبهم ورعايتهم واهتمامهم .. أثبتوا له من أنهم سيكونون عند حسن ظنه فيهم بحيث أنهم توجهوا نحو العلم والعمل والدراسات العليا في مجالي الطب والاقتصاد وحققوا نجاحات باهرة ومتعددة كانت بالنسبة لوالدهم أكبر هدية وإنجاز وحلم حياته ؛ ونجحوا في مجال التجارة والطب باقتدار يتعز بها والديهم ويفخر .

هذا الرجل الإنسان تولد فيه حب الوطن والثأر من ضمن ثوار ثاروا على الاستعمار البريطاني حينذاك حينما كان شابا يافعا وحمل السلاح ضد المستعمر الذي جثم في بلادنا ١٢٩ عاما ؛ حيث كأن الفقر والتخلف والجهل منتشر في كل أرجاء الجنوب وهي سياسية استعمارية معروفة؛ إلا أسر محدودة ومعروفة !؟ وكأن الظلم والقهر السائدا في عهد الاستعمار البريطاني ؛ ولكنه كان أقل وطأة مما نحن فيه اليوم من وضع كارثي اوصلتنا إليه ما تسمى بوحدة الضم والالحاق القسري تلك الوحدة التي ولدت ميتة دمرت حياتنا ومعيشتنا ومستقبلنا واولادنا على كل الصعد .. حديث هذا القائد الوطني الهمام ذو شجون برغم أنها كانت كلمات مفتضبة التي عبر فيها عن حزنه الشديد على فقدانه كوكبة من رفاق دربه ما كان ينبغي أن يصل بهم الحال إلى ما وصلوا إليه.

وقال لو أن الحوار المتمدن كان السبيل لمعالجة القضايا الخلافية في تلك المرحلة لا ما كان حالنا هذا اليوم !؟ وأردف قائلا : بأنه قد راح ضحية تلك الصراعات عددا من المناضلين من فرقاء النضال المسلح ؛ للأسف تلك الممارسة الرعناء الغير سوية وغير مسؤولة في مراحل ما بعد الثورة ذهبت بنا في منحدر خطير ما كنا نتمناه وكانت نتائجها متلاحقة ومدمرة نجني ثمارها علقما وضياع ودمار لبلادنا الغالية حتى اليوم واللحظة !؟ وطالب بإصرار قيادات الجنوب الحاليين بكل مكوناتهم واطيافهم السياسية بأن لا تأخذهم (العزة بالإثم ) وانما عليهم أخذ العبر والدروس الماضية وتجنبها مؤكدا : بأن الصراعات على المناصب والمال تؤدي إلى نتائج كارثية تضر بالجميع وبالتالي إلى ضياع الأوطان وأنه بالحوار وحده والاتفاق على القواسم والمصالح مشتركة بين شركاء الوطن الواحد تبنى الأوطان وتستقر ؛ ويرتفع شأنها ومكانتها بين الأمم ويتجه الجميع نحو البناء والتنمية والأعمار من خلال التركيز على أهم الموارد ومنها استخراج الثروات النفطية والمعدنية وغيرها التي لا تحصى ولا تعد التي تزخر بها بلادنا من خلال رفع وتيرة الأوضاع الأقتصادية والمعيشة للشعب ؛ ويحل الأمن والأمان في ربوع الوطن على قاعدة العدالة الاجتماعية والنظام والقانون ؛ معبرا عن حبه وامتنانه لكل من حضر هذا التكريم الذي أقيم تحت رعاية محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس وبهذه المناسبة كرم اللواء/ عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء صالح فاضل بترس المجلس الانتقالي الذي عبر فيه اعتزازه بهذه الهامة الوطنية وما قدمه للجنوب أرضا وإنسانا وتوالت التكريمات من قبل كلا من الجالية الجنوبية في أمريكا ومحافظ لحج التركي ومدراء عموم مديريات يافع ورفاق دربه ممن لازالوا على قيد الحياة منهم على سبيل الذكر العزيزان يوسف عبدالله سعد؛ وحسين ناجي ابو علي ؛ وصالح الشرفي والقائمة تطول ولا تسعفني الذاكره ؛ لقد استحق هذا والاحتفالية البهيجة التكريم والتتويج بتلك التروس عن جدارة واستحقاق لانه ذلك الرجل العصامي الخير الذي ظل قريبا جدا من قلوب الناس وحبهم لما له من اسهمات عديدة في مناحي مختلفة إنسانية وغيرها من الأعمال الخيرية .

اختتم كلمته المغتضبة بدعوة الجنوبيين إلى وحدة الصف ونبذ الخلافات والاتجاه معا لاستعادة وطنهم عزتهم وكرامتهم مجددا التأكيد على فتح حوارات معمقة عقلانية ومنطقية بعيدا عن المناطقية والجهوية وبما لا يزرع الشقاق بين أبناء الجسد الواحد لما فيه مصلحة كافة أبناء الجنوب العربي ؛

استمعنا إلى عددا من الكلمات التي حدثتنا عن مناقبه ودواره النضالية ومرحلة كفاحه من قبل عددا من رفقاء دربه ومن احبائه وأقاربه .. ومن هناك أتت كلمة من خلف البحار والجبال والصحاري والودية ( من المهرة ) من أحد زملائه الأعزاء من الرعيل الأول فدائي الجبهة القومية والتحرير من أحد المناضلين ضد الإحتلال الأول والارحم كما يقال عن البريطانيين !.

كانت لتلك الكلمات الدلالية وما تحمله من عبق التاريخ المشرف وما خلدوه من ذكريات دونها وسيدونها التاريخ بأحرف من نور معبرة عن مرحلة اوحقبة تاريخية فصلها رفيق دربه محمد صداعي علي / وكيل محافظة المهرة برسالته الرائعة . وصفا اياااه بأنه كأن أحد فرسان الثورة وقادتها الأفذاذ وأن الكلمات تعجز عن وصف هذا الرجل لما كان يتمتع به من نبل الخلق والقيم الرفيعة والأقدام والتضحية .

فضل محمد العبدلي
٢١ مارس ٢١ م .

زر الذهاب إلى الأعلى